إيران ترحب بتقرير للأمم المتحدة حول أنشطتها النووية

رغم أن التقرير يتحدث عن «قلق متزايد» بشأن وجود بُعد عسكري لبرنامجها

TT

رحبت إيران أمس بتقرير للأمم المتحدة حول أنشطتها النووية، معتبرة أنه يكشف أهمية تدابير إيران في اتجاه «التعاون والشفافية». وأكد المبعوث الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أن التقرير «كرر الرسالة المهمة للغاية بأنه لم يتم تسجيل أي تشعب للأنشطة النووية»، واصفا التقرير بأنه «خطوة إلى الأمام». وأضاف: «التقرير يحمل أيضا نقاطا إيجابية جديدة من بينها التدابير التي اتخذتها الجمهورية الإسلامية في إيران في اتجاه التعاون والشفافية».

وبحسب هذا التقرير السري الذي حصلت عليه وكالة الصحافة الفرنسية فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تزداد قلقا بشأن بعد عسكري محتمل لبرنامج إيران النووي الذي هو موضع جدل واسع بين الغربيين وطهران.

ووفق التقرير، فإن الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة أعربت في هذه الوثيقة عن قلق «متنام بشأن احتمال وجود أنشطة نووية في إيران لم يتم الإعلان عنها، ماضيا أو حاضرا، تضم منظمات عسكرية». لكن سلطانية قال: إن التقرير يحمل «دليلا على الأنشطة النووية الشفافة والسلمية لإيران».

وتحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ نحو 8 أعوام حول البرنامج النووي الإيراني من دون التمكن من تحديد ما إذا كان هذا البرنامج سلميا بحتا، كما تؤكد طهران، أو أنه ذو أغراض عسكرية. وتواجه إيران 6 إدانات من الأمم المتحدة وعقوبات دولية قاسية ضد برنامجها النووي المثير للجدل ولا سيما أنشطتها في تخصيب اليورانيوم. ومنذ فبراير (شباط) 2007، أنتجت إيران 4543 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب في موقعها في ناتانز، بحسب التقرير. وبدأت الجمهورية الإسلامية إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في فبراير (شباط) 2010 لما يصل مجموعه إلى نحو 70.8 كلغ. وتخشى الدول الكبرى أن تملك إيران في وقت لاحق القدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 90%، وهو معدل يسمح لها بصنع سلاح ذري.

وحققت إيران تقدما في مجال التخصيب وكذلك في مجال صنع الوقود، حسبما ذكر دبلوماسي رافضا كشف هويته. وأضاف هذا المصدر أن إيران «تبذل جهودا كبيرة لكي يكون موقع فوردو عملانيا»، الأمر الذي يزيد المخاوف.

يذكر أن إيران رفضت دعوة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحضور محادثات نادرة في وقت لاحق من العام الحالي بشأن الشرق الأوسط وجهود تخليص العالم من القنابل الذرية. وفي حين أبدت إسرائيل وبعض الدول العربية استعدادا للمشاركة في المنتدى المقترح في نوفمبر (تشرين الثاني) فإن إيران قالت إنها لا تجد مبررا لعقد مثل هذا الاجتماع الآن. وحسب وكالة رويترز كتب علي أصغر سلطانية مندوب إيران «نحن مع وجهة النظر القائلة بأنه لا يمكن تحقيق الاستقرار في منطقة بها اختلال كبير في توازن القدرات العسكرية، خاصة بسبب امتلاك أسلحة نووية تسمح لطرف بتهديد جيرانه والمنطقة».