الجيش المصري يبدأ عمليات لسد أنفاق التهريب على الحدود مع قطاع غزة

مصدر أمني: العملية تتم بالتنسيق مع حماس ولن تستهدف الأنفاق التي تسيطر عليها

TT

قال شهود عيان من سكان الحدود بين مصر وقطاع غزة إن قوات الجيش المصري بدأت في عمليات إغلاق للعشرات من أنفاق التهريب على الحدود بين مصر وغزة، بواسطة معدات حفر ثقيلة (أوناش وجرافات) كانت قد وصلت إلى المنطقة الحدودية يومي الخميس والجمعة الماضيين. وأكد مصدر أمني أن هناك اتصالات جرت بين مصر وحركة حماس بشأن العملية، وأنها لن تستهدف الأنفاق التي تسيطر عليها حماس.

وذكر شاهد عيان «شاهدت إحدى معدات الحفر تقوم بجمع الحجارة من المنطقة وسد الأنفاق في منطقة حرز الله شمال معبر رفح على بعد 500 متر من بوابة صلاح الدين الحدودية». وقال شاهد آخر إنه «شاهد إحدى الجرافات تقوم بأعمال حفر في المنطقة العازلة على الحدود بين مصر وغزة بعيدا عن المنطقة السكنية».

وقال شهود العيان إن قوات الجيش طالبت سكان المنطقة بسد أي أنفاق للتهريب قد تكون داخل هذه المنازل لبدء الحملة الأمنية المكثفة لتدمير الأنفاق على المنطقة الحدودية.

ورفضت مصادر أمنية بشمال سيناء تأكيد أو نفي بدء عمليات تدمير الأنفاق ورفضت الإفصاح عن طبيعة عمل المعدات وهل تتعلق بتدمير الأنفاق عن طريق إحداث اهتزازات أرضية أو استكمال عمليات بناء الجدار الفولاذي أسفل الحدود والذي توقف العمل فيه تماما مع بدء ثورة 25 يناير. إلا أن مصدرا أمنيا آخر قال إن هناك عملية تستهدف القضاء على عدد كبير من الأنفاق على الحدود بين مصر وغزة، وإن هناك اتصالات قد تمت بين مصر وحماس بشأن العملية، وإنها تستهدف الأنفاق التي لا تسيطر عليها حماس والتي قد تستخدم في تسلل عناصر جهادية إلى سيناء أو تهريب الأسلحة.

ونفى اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء الأسبوع الماضي وجود أي خطط مصرية لتدمير الأنفاق باستخدام المعدات الثقيلة وإحداث اهتزازات. ووصلت الدفعة الأولى من المعدات الثقيلة إلى رفح الأسبوع الماضي، إلا أن مسؤولا محليا كبيرا قال إنها ليست لها علاقة بتدمير الأنفاق وإنها ستستخدم في خفر آبار لمياه الشرب في منطقة الساحل ووسط سيناء.

ويرى سكان الحدود بين مصر وقطاع غزة والسلطات المحلية برفح أن إحداث أي اهتزازات في منطقة الأنفاق يمكن أن يتسبب في حدوث انهيارات أرضية لعدد من المنازل الموجودة على الحدود بسبب طبيعة الأرض في منطقة الأنفاق الهشة للغاية بسبب كثرة الأنفاق الأرضية الموجودة بها، مما يجعل من الصعب إحداث أي اهتزازات هناك.

وتقول المصادر الأمنية إن تدمير الأنفاق يتم بطريقة آمنة جدا، وإنه لا يمكن أن يتم تدميرها بشكل مباشر باستخدام معدات أو وسائل ثقيلة؛ نظرا لطبيعة المنطقة. وإنه يتم التخلص من الأنفاق بطريقتين، الأولى: عن طريق تفجيرها إذا كانت في منطقة خالية من السكان. أما الطريقة الثانية: فعن طريق سدها بالحجارة إذا كانت في منطقة سكنية.

وضبطت مصر هذا العام 156 نفقا للتهريب على الحدود مع غزة، وهي نسبة كبيرة مقارنة بالفترات السابقة، وذلك بسبب الحالة الأمنية المتدهورة.

من جهة أخرى، ألقت أجهزة الأمن المصرية بسيناء القبض على تشكيل عصابي يتكون من 8 أشخاص، قام بتهريب عشرات السيارات الكورية المسروقة من المحافظات المختلفة لقطاع غزة عبر الأنفاق.

وقال مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط» إن أجهزة الأمن توصلت إلى أن وراء حوادث سرقة السيارات، تشكيل عصابي يتكون من 5 مصريين و3 فلسطينيين؛ حيث قام أفراد التشكيل بسرقة شفرة السيارات من داخل الوكيل الرئيسي لبيع تلك السيارة في مصر، وفتح وسرقة العشرات من السيارات من مواقع مختلفة بمحافظات القاهرة الكبرى، ثم بيعها إلى البدو في سيناء مقابل 25 ألف جنيه للسيارة الواحدة لتهريبها إلى قطاع غزة.