مصر: جنايات القاهرة تستأنف غدا محاكمة مبارك ونجليه والعادلي

سوزان تزور جمال وعلاء في سجن طرة حاملة لهم «كعك العيد»

TT

تستأنف محكمة جنايات القاهرة غدا (الاثنين) محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وعدد من كبار مساعديه، بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، في تهم تتعلق بالفساد وقتل المتظاهرين دون بث المحاكمة تلفزيونيا، بعد أن قررت المحكمة عدم البث لما قالت إنه «يخدم الصالح العام».

ويأتي هذا فيما قامت سوزان ثابت حرم مبارك بزيارة نجليها علاء وجمال داخل محبسهما بسجن طرة أمس، برفقة زوجتيهما هايدي راسخ وخديجة الجمال، في زيارة هي الأولى لهم بعد عيد الفطر المبارك، والثالثة منذ دخولهما السجن في 13 أبريل (نيسان) الماضي. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إنهن حرصن على اصطحاب الملابس الجديدة وكعك العيد، وإن سوزان انخرطت في البكاء.

وسيحاكم مبارك، الذي يحتجز في مستشفى عسكري بالقاهرة، وحبيب العادلي و6 من مساعديه، بتهمة قتل المتظاهرين السلميين خلال أحداث 25 يناير (كانون الثاني) وما تلاها، بينما يحاكم علاء وجمال نجلا الرئيس السابق بتهمة استغلال النفوذ والتربح غير المشروع.

وبالإضافة إلى تهمة قتل المتظاهرين، سيحاكم مبارك أيضا، أمام الدائرة نفسها، في قضية تصدير الغاز إلى إسرائيل، التي يتهم فيها أيضا رجل الأعمال حسين سالم المتحفظ عليه في إسبانيا.

وسيجتمع مبارك (83 عاما) ونجلاه وحبيب العادلي ومساعدوه في قفص واحد في هذه الجلسة، للمرة الثانية منذ بدء المحاكمة، بعد أن قررت المحكمة في الجلسة السابقة ضم قضيتي مبارك والعادلي، حيث ستبدأ المحكمة في سماع أقوال 4 من شهود الإثبات ضد المتهمين.

ومن المنتظر أن تشهد جلسة الغد طلبات جديدة للدفاع عن كل من المتهمين، والمدعين بالحق المدني، خصوصا أن عددا من المحامين لم يطلع على وثائق القضايا كافة.

وقال المحامي أمير سالم، عضو هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني، إن ملف اتهام مبارك ونجليه ووزير الداخلية أصبح قويا جدا ومتكاملا، وسيثبت بما يقطع الشك باليقين مسؤوليتهم عن التهم الموجهة إليهم، خاصة في جرائم قتل المتظاهرين، بالإضافة إلى شهود الإثبات الذين ستبدأ المحكمة في الاستماع إلى 4 منهم خلال جلسة الغد.

وكشف سالم لـ«الشرق الأوسط» عن اعتزامه تقديم (500 غيغا) من الصور والفيديوهات التي أعلن عنها خلال الجلسة الماضية للمحكمة، والتي تحتوي على عمليات قتل وإصابة المتظاهرين خلال أحداث الثورة.

ونفى سالم وجود تنسيق بين محامي الدفاع المدني عن أسر الشهداء حتى الآن، والذين ظهروا بمظهر غير لائق خلال الجلسات الماضية، مؤكدا أنه سيذهب للمحكمة متحملا مسؤولية عدد من الشهداء والمصابين، وسيقوم بدوره بغض النظر عن كافة الإشكاليات المتعلقة ببعض المحامين، متهما البعض منهم بالمغرضين. وقال إن «الدور العبثي الذي يفعله بعض محامي الشهداء بعضه مخطط ومقصود لإشاعة صورة سيئة عن المدعين بالحق المدني وعن الشهداء، وجزء منهم أصحاب مصالح نفعية ضيقة هدفهم امتصاص دماء أهالي الشهداء».

وأوضح سالم أن بعض هؤلاء المحامين ساوموا أهالي الشهداء على نفقات التعويض وطالبوهم بالحصول على نسبة 40% من التعويض المحتمل، وهذه جريمة حقيقية في هذا البلد.

وأكد سالم أن معظم أهالي الشهداء والمصابين مستفزون جدا من هؤلاء المحامين، ويقومون الآن بإلغاء توكيلاتهم، معتبرا أن إلغاء بث الجلسة تلفزيونيا هو الأفضل، لأن الإعلام أثر سلبا على القضية.

وخلال الجلستين السابقتين، الأولى التي جرت يوم 3 أغسطس (آب) الماضي، والثانية التي جرت في 15 من نفس الشهر، نقل مبارك لحضورهما على سرير متحرك داخل قفص الاتهام.

من جهة أخرى، قال مصدر أمني بسجن المزرعة لـ«الشرق الأوسط» إن سوزان مبارك وهايدي راسخ وخديجة الجمال حرصن على اصطحاب كمية كبيرة من الأطعمة الجاهزة والملابس الجديدة وكعك العيد أثناء زيارتهن لابني مبارك في محبسهما، مشيرا إلى أن سوزان فور مشاهدتها لنجليها انخرطت في البكاء الشديد لكون عيد الفطر هذا العام هو العيد الأول الذي يمر على أسرة مبارك وكل في مكان؛ فجمال وعلاء في السجن ومبارك محتجز في المركز الطبي العالمي.

وأضاف المصدر الأمني أن علاء وجمال حرصا على تهدئة والدتهما والتأكيد لها أن تلك الظروف طارئة وأن فريق الدفاع عنهما وعن والدهما سينجح في تبرئتهم من التهم الموجهة إليهم، كما حرصا على الاستفسار عن حالة والدهما الصحية، خاصة قبيل موعد جلسة محاكمتهم بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، بينما حرص علاء على الانفراد بنجله عمر لأكثر من (20 دقيقة) لرفع روحه المعنوية بعدما ظهر عليه تأثره الشديد بما جرى له.

وأوضح المصدر أن اللقاء تم في قاعة الزيارة، حسبما تنص اللائحة الداخلية لقطاع مصلحة السجون على منع الزيارات في مكاتب الضباط، بالإضافة لقيام سوزان ومرافقيها بترك سيارتيهما (مرسيدس وبي إم دبليو) أمام بوابة السجن والدخول إليه بواسطة حافلة قطاع مصلحة السجون عقب تفتيشهم والأشياء التي بحوزتهم إلكترونيا.

إلى ذلك، نفى مصدر عسكري ما أشيع في وسائل إعلام مصرية محلية عن مصادرة السلطات الأمنية لخطاب إعلامي أعده مبارك بنفسه يخاطب فيه أنصاره ومؤيديه، وكان يحاول إرساله إلى إحدى وكالات الأنباء الأجنبية لبثه ونشره.