مخاوف من مواجهة بين البحريتين التركية والإسرائيلية في البحر المتوسط

أنقرة ستزيد دورياتها وتعترض على اتفاق التنقيب على الغاز بين قبرص وتل أبيب

TT

اعتبر عدد من المحللين أن التوتر القائم حاليا بين إسرائيل وتركيا يمكن أن يتحول إلى مواجهة عسكرية بين سلاحي البحر في البلدين.

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أعلن الجمعة عن إجراءات ضد إسرائيل بعد رفضها تقديم اعتذار لقيام إحدى سفنها الحربية بمهاجمة سفينة تركية كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة ما أدى إلى مقتل 9 أتراك.

وقال داود أوغلو في المناسبة نفسها محذرا إن «تركيا ستتخذ كل الإجراءات الوقائية التي تعتبرها ضرورية لضمان سلامة الحركة البحرية في شرق المتوسط».

وإذا كان الوزير التركي رفض تقديم تفاصيل إضافية حول هذا الموقف التركي فإن مصدرا مقربا من الحكومة التركية أعلن أن البحرية التركية تلقت أوامر بأن تكون «أكثر نشاطا وأكثر يقظة» في المناطق الشرقية من البحر المتوسط.

وقال هذا المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم الكشف عن اسمه «من غير المقبول أن تتصرف إسرائيل بهذا الشكل الفظ في المتوسط وهذا ما لا يمكننا أن نسمح به».

وكان الهجوم الإسرائيلي على مجموعة من السفن كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وقع في الحادي والثلاثين من مايو (أيار) 2010 في المياه الدولية قبالة قطاع غزة! ما زاد من غضب الأتراك.

وقدمت تركيا احتجاجا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على اتفاق بين إسرائيل وقبرص رسم الحدود البحرية بين البلدين تمهيدا لبدء التنقيب عن الغاز في البحر.

وتعترض تركيا على هذا الترسيم الذي تم بعد اكتشاف حقلي غاز تقدر طاقتهما بما بين 8 و16 مليار متر مكعب لأنها تعتبر أن الحكومة القبرصية المعترف بها دوليا والتي لا تعترف بها أنقرة لا يمكن أن تتكلم باسم كامل جزيرة قبرص المقسومة بين قبارصة أتراك وقبارصة يونانيين منذ عام 1974.

وقال الصحافي دنيز زيرك «إن التهديدات التركية تعني أن السفن الحربية الإسرائيلية والتركية يمكن أن تتواجه على الطرق البحرية التجارية بين خليج الإسكندرونة (جنوب تركيا) وقناة السويس».

وأضاف هذا المحلل الصحافي أن تركيا في حال قررت إرسال سفن حربية لمواكبة سفن تركية تنقل مساعدات إلى قطاع غزة تكون قد دفعت باتجاه مواجهة عسكرية بحرية بين البلدين.

وتابع لوكالة الصحافة الفرنسية «لا يمكن أن نستبعد تماما هذا الاحتمال الخطير».

من جهتها نقلت صحيفة «راديكال» عن مصدر رسمي طلب عدم الكشف عن اسمه أن إسرائيل في حال أصرت على عدم تقديم اعتذار إلى تركيا فإن البحرية التركية في منطقة شرق المتوسط «ستزيد من دورياتها وستكون لها استراتيجية أكثر نشاطا ولن تسمح لإسرائيل بتكرار ما قامت به».

والمعروف أن تركيا وإسرائيل وقعتا عام 1996 اتفاق تعاون يشمل جوانب عسكرية وشارك البلدان في مناورات عسكرية بحرية مشتركة.

وقامت أنقرة بتعليق كافة اتفاقات التعاون هذه الموقعة بين البلدين.

وقال جنرال تركي متقاعد طلب عدم الكشف عن اسمه «من المؤسف أن يصل حليفان قديمان إلى هذا الوضع إلا أن لتركيا مصالح كبيرة في شرق المتوسط»، مضيفا «لا يمكن السماح للإسرائيليين بأن يتجولوا على هواهم في هذه المنطقة التي يريدون تحويلها إلى محمية لهم».