مشكلة مع أوباما ومشكلة حول المناظرة مع الجمهوريين

حددوا موعدها قبل موعد خطاب الرئيس في الكونغرس

مواطنون أميركيون يرفعون لافتات احتجاجا على ارتفاع معدلات البطالة أمام منشأة يزورها رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر أمس (أ.ف.ب)
TT

ستعقد يوم الأربعاء واحدة من سلسلة مناظرات بين مرشحي الحزب الجمهوري لرئاسة الجمهورية، غير أن المناظرة أثارت مشاكل قبل انعقادها، منها مشكلة حول من سيشترك فيها، ومنها مشكلة مع الرئيس باراك أوباما. كان أوباما حدد يوم الأربعاء لإلقاء خطاب أمام جلسة مشتركة في الكونغرس لمجلسي الشيوخ والنواب، لكنه اضطر لتأجيلها يوما، إلى يوم الخميس، بعد أن احتج قادة الحزب الجمهوري بأنهم كانوا حددوا يوم المناظرة قبل أن يحدد أوباما يوم خطابه في الكونغرس.

ورغم أن المسؤولين في مكتبة الرئيس السابق رونالد ريغان في سيمي فالي (ولاية كاليفورنيا) كانوا أعلنوا 8 أسماء للاشتراك في المناظرة، يبدو أنهم سوف يزيدون العدد وذلك بسبب احتجاجات من قادة جمهوريين بأنهم أهملوا. في نفس الوقت، احتج مشتركون في المناظرة بأن العدد سيكون كبيرا، وأنهم ربما سوف ينسحبون.

وكان جون ماكوتر، عضو الكونغرس الجمهوري من ميتشيغان، قال: إن مكتبة ريغان تعمدت استبعاد بعض المرشحين، بما في ذلك نفسه. وقال: «المفارقة الكبيرة هي أن اثنين من المرشحين الجمهوريين المشتركين في المناظرة لم يكونوا حتى جمهوريين خلال إدارة ريغان. بينما هناك ناس مثلي ظلوا أعضاء في الحزب منذ أن بلغت أعمارهم 21 سنة».

ستجرى المناظرة تحت رعاية تلفزيون «إن بي سي»، وصحيفة «بوليتيكو» الصغيرة والهامة التي تصدر في واشنطن والتي تركز على أخبار الكونغرس. غير أن التلفزيون والصحيفة وضعا شرطا يقول: إن الذين سيشتركون هم الذين حصلوا على «دعم 4% على الأقل بين الجمهوريين، في استطلاع وطني سليم من الناحية المنهجية، ومعترف به، وأجرته إحدى منظمات الاستفتاء المحترمة».

غير أن فقرة تقول: إن المناظرة مفتوحة لـ«جميع الجمهوريين الذين لديهم احتمال معقول في أن يصبحوا مرشحين باسم الحزب الجمهوري، والذين أظهروا أنهم في موقف موثوق به في المراحل الأولى من المسابقة للترشيح».

وقال مراقبون في واشنطن إنه، حسب هذا المقياس، ستشترك في المناظرة: النائبة ميشيل باخمان، وميت رومني، حاكم ولاية ماساتشوستس السابق، والنائب رون بول، وحاكم ولاية تكساس ريك بيري، ورجل الأعمال الأسود في أتلانتا كين هيرمان. هذا بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش، وحاكم ولاية يوتا السابق جون هانتسمان، والسيناتور السابق ريك سانتوروم. رغم أن أحدث استفتاء للرأي أجراه مركز «غالوب» أوضح أنهم لم يحصلوا على نسبة 4%.

ولكن، لأن المسؤولين في مكتبة ريغان لم ينصوا على أن الاستفتاء يجب أن يكون مؤخرا، صار ممكنا إضافة هؤلاء. وهذا يعني أن بعض المرشحين يمكن أن يشيروا إلى استفتاءات سابقة، بما في ذلك الملياردير دونالد ترامب، وحاكمة ولاية ألاسكا السابقة سارة بالين، وعمدة مدينة نيويورك السابق رودي جولياني. غير أن هؤلاء لم يحصلوا على نسبة 4% أو أكثر في أي استفتاء سابق، ويريدون الاشتراك في المناظرة: حاكم ولاية لويزيانا السابق رودي رومر، والنائب ماكوتر، وحاكم ولاية نيو مكسيكو السابق غاري جونسون، والاستراتيجي السياسي كرجير فريد. في الجانب الآخر، زاد توقيت المناظرة المشاكل بين قادة الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

في البداية، حاول البيت الأبيض تحديد يوم الأربعاء القادم لخطاب مشترك يلقيه الرئيس أوباما أمام الكونغرس بشأن الاقتصاد وفرص العمل. لكن، رفض الطلب لهذا التاريخ رئيس مجلس النواب جون بوينر. وتراجع البيت الأبيض، وحدد يوم الخميس للخطاب، رغم أن يوم الخميس كان مرشحا في البداية، قبل أن يتضح للبيت الأبيض أن يوم الخميس هو يوم افتتاح الموسم الجديد لمنافسات كرة البيسبول.

وزادت المشكلة المواجهة بين الجانبين. وغضب عدد كبير من أنصار أوباما الذين رأوا في التغيير نوعا من أنواع العرقلة الجمهورية لأوباما. وذلك بعد المواجهة حول الميزانية، وحول دين الحكومة. وكتب شينيك الويغور، كاتب عمود في صحيفة «صالون»: «هذا فشل محرج للرئيس».

وأضاف أن المشكلة، وخاصة تراجع أوباما، تدعو للتساؤل إذا كان أوباما ضعيفا فقط، أو إذا كان «استراتيجيا رائعا لأنه يظل يلعب على الحبال طوال الوقت».

وقال مراقبون في واشنطن إن أوباما في موقف ليس سهلا، لأن سيطرة الحزب الجمهوري على مجلس النواب تجعله يضطر لتقديم تنازلات. لكن، فاز أوباما حسب أجندة ليبرالية وتقدمية، ولهذا، أصيب كثير من مؤيديه بخيبة أمل. كما أن آخرين قالوا: إن أوباما، حقيقة، شخصية ضعيفة، وقليل التجارب. وإنه فاز وسط زخم إعلامي، ولأنه ظهر ذكيا، ومحبوبا، وأيضا ليكون أول رئيس أسود.

في نفس الوقت، قالت مصادر في البيت الأبيض إن أوباما يزمع تغيير استراتيجيته في مواجهة الحزب الجمهوري مع اقتراب انتخابات رئاسة الجمهورية. وذلك لأن الاستفتاءات الشعبية الأخيرة أوضحت انخفاضا كبيرا في شعبية أوباما. وسجلت انخفاض 10 نقاط تقريبا حول سمعة أوباما بأنه «زعيم قوي»، وأيضا حول أنه «قادر على إنجاز الأمور».

ويثير هذا أسئلة حول فرص أوباما، ويوضح أن هذه مشكلة حقيقية وفورية. ليس فقط مع الكونغرس ولكن مع نسبة متزايدة من الشعب الأميركي.