رئيس مجلس ثوار طرابلس لـ «الشرق الأوسط»: لسنا دولة داخل دولة.. ونرضخ لأوامر وتوجيهات المجلس الانتقالي

قال إن الوضع الأمني في العاصمة يتحسن.. ونحتاج لعودة العمالة المصرية والتونسية مجددا

TT

قال عبد الله أحمد ناكر الزنتاني، رئيس مجلس ثوار العاصمة الليبية طرابلس: إن الوضع الأمني بدأ يتحسن في طرابلس، مشيرا إلى أن الحياة الطبيعية بدأت أيضا تعود تدريجيا إلى وضعها السابق قبل الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في 17 فبراير (شباط) الماضي، وأطاحت بنظام حكم العقيد معمر القذافي.

ودلل الزنتاني، في حوار مع «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من طرابلس، على تحسن الأمور فيها بقيامه، خلال الاتصال الهاتفي، بجولة في شوارع المدينة دون التعرض لأي مشاكل. وأكد رئيس مجلس ثوار طرابلس أنه على الرغم من التحسب من إمكانية إقدام الطابور الخامس الموالي للعقيد القذافي على القيام ببعض العمليات الإرهابية فإنه لا مخاوف حقيقية في هذا الصدد، موضحا أنه حتى في ظل نظام القذافي لم يكن هؤلاء قادرين على فعل أي شيء يمس الأمن والاستقرار. وفيما يلي نص الحوار..

* كيف يسير الوضع الأمني الآن في طرابلس؟

- الوضع الأمني الآن جيد جدا في جميع الشوارع؛ فالثوار يقومون بعملية ضبط الأمن، والشرطة بدأت تعود مرة أخرى، بالتأكيد ليس بنسبة 100%، لكنهم يعودون تدريجيا للوحدات الأمنية من جديد، وبدأت المحال التجارية تفتح مرة أخرى، وبدأت الحياة تعود إلى ما كانت عليه.

* تعني أن طرابلس بدأت تستعيد الحياة الطبيعية مرة أخرى؟

- نعم بدأت الحياة ترجع إليها مرة أخرى بمجهود الثوار، ثوار طرابلس.

* وما تعليقك على مناداة البعض بخروج ثوار المدن الأخرى من طرابلس؟

- كلنا ليبيون، والثوار من خارج طرابلس أسهموا في تحرير العاصمة، ومن حقهم أن تعود طرابلس لليبيين، ومن حق الثوار أن يعودوا إلى مناطقهم الأصلية، لكن بعد تأمين طرابلس بالكامل. وهؤلاء الناس ليسوا غرباء، فلهم عائلاتهم وذووهم، وأيضا منهم من هو من طرابلس، فليس معنى أنهم من خارج طرابلس أنهم غرباء.

* إذن يمكن القول إن مسألة خروجهم مسألة وقت ولا توجد مشاكل فيها؟

- نعم، لا توجد أي مشاكل ولا خلافات، ومن الطبيعي أن يعود كل شخص لحياته الطبيعية مرة أخرى بعد أن يتم تأمين طرابلس بالكامل.

* ومتى تتوقع أن تصبح طرابلس مدينة آمنة بكل ما للكلمة من معنى؟

- في القريب العاجل؛ فالأمن بدأ يعود لطرابلس، وأنا الآن أتجول بسيارتي ولحالي من دون مشاكل.

* هل توجد مشاكل من الطابور الخامس التابع للقذافي أو بقايا اللجان الثورية؟

- لم ينجح الطابور الخامس في فعل شيء، ونحن الآن نرتب أمورنا لما بعد القذافي، ونريد أن نرجع دولة مدنية ديمقراطية، والآن نبني دولتنا؛ فالقذافي انتهى ولم يعد له دور هو وطابوره.

* ما مجلس طرابلس؟ وما علاقته بالمجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي؟

- مجلس طرابلس مشكل من جميع مناطق طرابلس، ويضم المهندس والعامل والضابط وجميع أطياف أبناء طرابلس، وقد وضعنا نظاما لنجمع سلاحنا وقوتنا وذخائرنا، وهو كهيكل تنظيمي به جانب مدني وجانب عسكري، الجانب المدني يشتغل على الصحة والإغاثة، ويهتم بجميع النواحي المدنية، أما الجانب العسكري فهو يعمل على تأمين المناطق الحساسة والمنشآت وتمشيط المناطق التي ما زال بها طابور خامس، وقد اعترفنا بالمجلس الانتقالي، وهو أيضا لفترة انتقالية؛ فشرعيتنا مستمدة من الثوار والمجلس الانتقالي، ونرضخ لأي أوامر وتوجيهات من المجلس الانتقالي. فنحن لسنا دولة داخل الدولة ولا مجلس داخل مجلس، وقد قمنا بإصدار بيان وضحنا فيه أهداف المجلس ووظيفته.

* ما الذي تحتاجه طرابلس في الوقت الحالي من النواحي الخدماتية والإنسانية؟

- طرابلس تحتاج لجميع المرافق التي تحتاجها الدولة، والآن كلفنا قسم الخدمات بكل المناطق بمرحلة تنظيف المدينة من الأتربة وكل شخص مسؤول عن مكان يتحمل مسؤوليته من ناحية النظافة والكهرباء وجميع المرافق.

* هل تعاني المدينة نقصا في الأغذية؟

- بالتأكيد يوجد بعض النقص، لكن توجد لجان خاصة بالإغاثة؛ فالمستشفيات تحتاج إلى ممرضين ومسعفين. ولما اندلعت الثورة، ترك الكثير من الناس أعمالهم، لكن الآن بدأنا ندعوهم مرة أخرى للرجوع لأعمالهم، وندعو أيضا إخواننا العمال العرب، خاصة المصريين والتونسيين للعودة إلى أماكن أعمالهم.

* كيف سيتم استغلال بيوت عائلة القذافي؟

- سنستغلها لحاجة الليبيين وخدمتهم، وربما نحولها لمصانع ومعاهد وجامعات وشيء يستفيد منه كل الليبيين، فقد كان يملك مساحات كبيرة.

* هناك أقاويل عن حدوث بعض التجاوزات الأمنية من لدن بعض الثوار في طرابلس، ما مدى صحة ذلك؟

- لم يكن هناك أي تجاوز متعمد، ربما كان هناك بعض التجاوزات من أتباع القذافي باسم الثوار، لكن توجد بعض التجاوزات البسيطة كما حصل في جميع الثورات، خاصة مثلما حصل مؤخرا في مصر وتونس.

* بشكل عام هل أنت مطمئن إلى ما آلت إليه الأمور؟

- الأمور جيدة ومستقرة، وبالنسبة لليبيين فهم يحتفلون بعيد النصر وعيد الفطر المبارك، وإن شاء الله ثورة ليبيا ستكون نتائجها ممتازة.