عريقات: سنذهب إلى مجلس الأمن وليس إلى الجمعية العمومية.. وباب النقاش أغلق

قال إن القطار الفلسطيني بات على أبواب نيويورك

TT

قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إن القطار الفلسطيني أصبح على أبواب نيويورك ولن يتوقف مطلقا، نافيا تلقي السلطة أي اقتراحات من أي جهة أو مناقشتها أو موافقتها على مسألة التخلي عن الذهاب إلى مجلس الأمن لطلب عضوية الدولة الكاملة، والاستبدال بذلك الذهاب إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لطلب عضوية غير كاملة، أو بصفة مراقب.

وأكد عريقات في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على أن وجهة الفلسطينيين هي مجلس الأمن، وقال «العضوية الكاملة لا تؤخذ إلا من مجلس الأمن، ونحن ذاهبون إلى هناك لنضع فلسطين على خارطة العالم».

وردا على سؤال حول إمكانية التراجع عن هذه الخطوة في حال وصول اقتراحات مقبولة من أي طرف، أوضح عريقات أن «مسألة الذهاب من عدم الذهاب إلى مجلس الأمن انتهت وحسم الأمر، باب النقاش أغلق.. القطار الفلسطيني على أبواب نيويورك، ولن يتوقف».

وكانت السلطة رفضت محاولات أميركية أخيرة للعودة إلى المفاوضات، بعدما قدمت واشنطن مقترحات لا تشمل وقف الاستيطان، وتتضمن تأجيل بحث مسألة القدس وإلغاء حق العودة.

من جهة ثانية، نفى عريقات تلقي السلطة عروضا أوروبية أو غير أوروبية بالحصول على دولة على غرار الفاتيكان، وقال «هذا غير صحيح، (كاثرين) أشتون (المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي) قالت لنا بالحرف الواحد، القرار يعود لكم».

وجاء حديث عريقات بعد ساعات من انتهاء اجتماع للجنة المركزية لحركة فتح، ترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وناقش مسألة الذهاب إلى مجلس الأمن، وتقرر فيه المضي قدما في هذه الخطوة.

وقال بيان للجنة المركزية «إن الرئيس عباس ومن خلال الحركة السياسية المكثفة سيلقي خطابا مهما للشعب الفلسطيني خلال الأيام القادمة، يستعرض فيه وبشكل كامل أهمية الذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على حقوق ومكتسبات شعبنا».

وهذا التأكيد على الذهاب إلى مجلس الأمن، جاء في وقت اختلف فيه الأوروبيون حول المسألة، إذ كانت أعلنت كاثرين أشتون، عقب انتهاء القمة غير الرسمية لوزراء خارجية الدول الأوروبية في مدينة سوبوت البولندية، أن الاتحاد لم يتوصل بعد إلى موقف موحد إزاء مشروع القرار الفلسطيني. وأضافت «نحن نعرض على فلسطين وإسرائيل تأييدنا. ونركز الآن على استمرار المفاوضات، وإذا تم قبول المشروع في نيويورك، فسنقوم بدراسته».

وكانت حكومات دول الاتحاد الأوروبي، وهي 27 دولة، سعت للتوصل إلى موقف مشترك بشأن المسعى الفلسطيني للانضمام كدولة إلى الأمم المتحدة، ولكن يبدو أن الخلافات العميقة حالت دون ذلك.

وكان وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي قد أشار إلى أن الحوار العلني بهذا الشأن «قد ينعكس سلبا على تأسيس موقف عام للاتحاد الأوروبي»، رغم تأكيده على أنه «من مصلحة الرئاسة (للاتحاد الأوروبي) اتخاذ موقف موحد».

وتعتبر بعض الدول الأوروبية أن الاعتراف بفلسطين ما زال مبكرا، من بينها ألمانيا وإيطاليا وهولندا، إلا أن آخرين مع التوجه الفلسطيني.

وقال جين اسلبورن وزير خارجية لوكسمبورغ إن الاتحاد يحتاج إلى دعم الفلسطينيين ومحاولة تحديث وضعهم في الأمم المتحدة. وقال «لا يمكن أن أوافق على قول (لا)».

وفي المقابل، مثلا، عبر وزير خارجية هولندا أوري روزنتال، عن وجهة النظر المناقضة لذلك، وقال الوزير الهولندي «الموقف الهولندي واضح تماما.. نحن نعارض تماما أي خطوات أحادية الجانب مهما تكن، وإن أي خطوة ينبغي أن تكون على أساس اتفاق بين الأطراف المعنية».

ورغم هذه الخلافات الواضحة، فإن الفلسطينيين ما زالوا يأملون بموقف أوروبي داعم، وقال عريقات معقبا على الخلافات الأوروبية «إنه من السابق لأوانه الحديث عن انقسام أوروبي»، وأضاف «اتصالاتنا مستمرة مع الأوروبيين على أعلى مستوى، ونحن طلبنا منهم تأييد المسعى الفلسطيني لطلب العضوية الكاملة في مجلس الأمن».

وأردف «قلنا لهم إن من يدعم حل الدولتين عليه أن يؤيد المسعى لطلب عضوية الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، نعتقد أنه لا خيار آخر».

وقلل عريقات من أهمية إخفاق الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى موقف موحد من دعم التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، وقال إن أوروبا لم تكن موحدة لدى دعم الاعتراف بكوسوفو.