المالكي يستعد لزيارة إيران في مهمة ظاهرها العلاقات الثنائية وباطنها الأوضاع في سوريا

مقرب منه: علاقتنا مع طهران في أوج قوتها الآن

TT

يبدأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في غضون اليومين المقبلين زيارة إلى إيران في سياق جولة إقليمية سوف تقوده إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما كشف مقرب منه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن أن «هناك دولا أخرى يمكن أن تشملها جولة المالكي، لكن سيتم تحديدها لاحقا، وقد يكون في بعضها قسم من دول الجوار الجغرافي للعراق». وتأتي زيارة المالكي إلى إيران في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية مؤخرا تصعيدا سياسيا وبرلمانيا، وذلك على خلفية استمرار القصف الإيراني للأراضي العراقية من قبل المدفعية الإيرانية من جهة إقليم كردستان، فضلا عن قيام إيران بقطع مياه نهر الوند وباقي روافد المياه عن العراق. وفيما شكل البرلمان العراقي لجنة تقصي حقائق فيما يتعلق بالقصف الإيراني للأراضي العراقية، فإن موقفا حكوميا واضحا لم يجر اتخاذه بالضد من القصف الإيراني. وأكد عضو البرلمان عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه لـ«الشرق الأوسط» أن «النتائج التي كانت قد خرجت بها لجنة تقصي الحقائق أكدت بالدليل القاطع عدم وجود عناصر بيجاك، وهو الحزب الكردي الإيراني الذي تطارده السلطات الإيرانية داخل الأراضي العراقية، وإنما موجود داخل إيران»، معتبرا أن «التقرير وضع على الرف بسبب الخلافات السياسية وعدم نية البعض التصعيد مع إيران حتى لو كان ثمنه استمرار القصف ومعاناة المواطنين الكرد الذين شردوا من ديارهم بسببه».

من جهة أخرى، أكد عدنان السراج، القيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة رئيس الوزراء إلى إيران «ستتصدرها القضايا الثنائية بين البلدين، وهي ملفات باتت معروفة مثل القصف الإيراني على الأراضي العراقية من جهة إقليم كردستان وكيفية تعاون البلدين في إنهاء ملف الجماعات المسلحة التي تتخذ من الأراضي العراقية الحدودية منطلقا لأعمالها ضد الجمهورية الإسلامية». وأضاف السراج أن «من الأمور الأخرى التي سيتضمنها جدول أعمال الزيارة، قضية المياه بين البلدين وقيام الجانب الإيراني بقطع مياه نهر الوند». وردا على سؤال بشأن ما قيل حول وجود خلافات بين حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي والتيار الصدري من جهة أخرى، لا سيما على صعيد قضية المظاهرات الأخيرة التي دعا إليها الصدريون، نفى السراج ذلك قائلا «ليس هناك ضمن موضوع الزيارة مثل هذه المسائل لوجود قضايا أهم وأكثر حسما منها وتتصدرها القضايا الإقليمية، ولا سيما الأوضاع في سوريا». وأضاف أن «العلاقات العراقية - الإيرانية هي في أوج قوتها، حيث إن الأوضاع الإقليمية في المنطقة وإحساس العراق بوجود مخاطر إقليمية محيطة جعلت العراق يحتاج لإيران بقوة كما جعلت إيران تحتاج للعراق بقوة، خصوصا أن الأوضاع في سوريا باتت تهم الطرفين كأولوية أولى». وحول ماذا كانت جولة المالكي ستشمل دولا أخرى، قال السراج إن «الدولة الأخرى المدرجة على جدول الزيارة حتى الآن هي دولة الإمارات، لكن هناك دولا أخرى سيتم تحديدها، لا سيما أن العراق بحاجة إلى مزيد من الانفتاح على محيطه، خصوصا دول الجوار».