أستراليا.. أفضل منتخب في العالم

مصطفى الآغا

TT

أعجبتني كلمة الأخ عبد الرحمن المحمود، مدير المنتخب القطري لكرة القدم، عندما وصف مباراة منتخب بلاده الثانية ضمن تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، والتي ستكون أمام إيران، بأنها «مواجهة ضد أفضل منتخب في العالم».

بعض الصحف والمواقع الإلكترونية اجتزأت هذه العبارة ووضعتها عنوانا رئيسيا لكلام الرجل الذي أراه واقعيا جدا، لأنه قال أيضا إن منتخب بلاده يجب أن يفكر بعقلية أن منافسه المقبل هو أفضل منتخب في العالم مهما كانت هويته حتى يتمكن من تجميع النقاط والوصول للمرحلة الأخيرة والحاسمة المؤهلة مباشرة للنهائيات.

بالتأكيد هناك من هم ضد إعطاء المنافسين «أكبر من أحجامهم الحقيقية»، وهناك من لا يرى أي منافسين نهائيا ويعتقد أن منتخب بلاده هو الأحق بالوجود في كأس العالم، وبالتالي يضع ضغوطات هائلة على منتخب بلده.

وسط هذه التصورات انطلق المشوار الآسيوي الجدي للوصول إلى البرازيل بمشاركة عشرين منتخبا من بينها تسعة منتخبات عربية سبق أن تأهل منها أربعة لبطولات كأس العالم، وهي السعودية والعراق والكويت والإمارات، والبقية تنتظر ترجمة هذا الحلم الأزلي إلى حقيقة، كالبحرين وعمان وقطر ولبنان والأردن.

والبداية كانت متعثرة إلى حد كبير لأصحاب الأرض، فالعراق كان الخاسر الأكبر بسقوطه المدوي أمام الأردن في أربيل، تلته الإمارات التي خسرت من الكويت، فيما لم يتمكن المنتخب العماني من الخروج سوى بنقطة أمام الزائر السعودي، ومثله البحرين أمام ضيفتها قطر، وكما كان متوقعا عاد منتخب لبنان من كوريا الجنوبية مثقلا بالجراح بسداسية هي الأكبر في نتائج الجمعة.

وأنا شخصيا أرى أن مستويات المنتخبات العربية لم تظهر على حقيقتها، لأنها جميعا (باستثناء لبنان) لعبت مع «خويانها» في مباريات ديربي تطغى عليها عوامل أخرى غير فنية وربما تكون نفسية.. وهذا لا يمنع أن الأخطاء كانت بالجملة، فمن سيطر ولم يسجل كالمنتخب السعودي لديه أخطاء، ومن سيطر وخسر كالعراقي لديه كوارث، ومن سيطر وسجل وكاد يخسر النقاط أيضا لديه أخطاء كما حدث بين الكويت والإمارات، ويبقى المنتخب الأردني هو الوحيد الذي غرد خارج سرب أشقائه بمعرفة مدربه التامة بحقيقة مستوى لاعبيه، فلعب على هذه الحقيقة من دون تكبر أو غرور، وعاد بثلاث نقاط من فم بطل آسيا السابق، وهذا يقودنا لمقولة عبد الرحمن المحمود مدير المنتخب القطري والتي بدأت بها مقالتي.. فكل منافس قادم هو أفضل منتخب في العالم.. أستراليا بالنسبة للسعودية، وإيران بالنسبة لقطر، والصين للأردن، ولبنان بالنسبة للإمارات، وتايلاند بالنسبة لعمان (رغم أن فلسطين بظروفها كادت تتأهل نيابة عن تايلاند)، وحتى سنغافورة بالنسبة للعراق، ونحن شاهدنا كيف أحرجت سنغافورة منتخب الصين «بقده وقديده» في أولى مباريات المنتخبين.. والأكيد أن إندونيسيا لن تكون نزهة للبحرين، وتبقى أم المباريات بين السعودية وأستراليا، والكويت مع كوريا الجنوبية.. فأنا منذ الآن أستطيع الجزم بأن التأهل عن المجموعتين محصور بين هذه المنتخبات الأربعة رغم أن البقية قد تكون أفضل منتخبات العالم.