مليون ألماني سيلجأون إلى التمارض للهروب من العمل في الشتاء المقبل

مواقع الإنترنت تساعد في مهمة «التمثيل» على الأطباء

TT

من المتوقع أن يكون الشتاء المقبل قاسيا مثل سابقه في ألمانيا، وهو ما يشجع الإنسان على الكسل والبقاء في فراشه الدافئ. ولأن العمل اليومي يتطلب النهوض مبكرا والانتقال إلى العمل في الجو الصقيعي، فلا بأس إذن من التمارض إفلاتا من البرد وشدة العمل.

موقع البورصة الألمانية (بورصة دي إي» استطلع آراء آلاف الموظفين والعمال في الدوائر والشركات الألمانية حول كيفية تعاملهم مع شدة العمل في الشتاء، فاعترفت نسبة 2.9 في المائة منهم بأنهم يخططون للتمارض تحقيقا لـ«السياحة التمارضية» في الشتاء المقبل. وطبيعي فإن هذه النسبة تشكل نحو مليون شخص من مجموع القوى العاملة في ألمانيا.

سيمون بيرتولد، من الموقع المذكور، قال إن هذا التمارض بما يسفر عنه من أيام العمل الملغية، سيلحق بالاقتصاد الألماني خسائر مقدارها 1.25 مليار يور. ولقد رد على هذا الكلام يان يورتيشك، من النقابات العمالية، بالقول إن الإحصائيات، بعكس ذلك، تثبت تراجع الإجازات المرضية سنة بعد أخرى. وأضاف يورتيشك أن «الغالبية تواصل العمل رغم معاناتها شتاء من أمراض (حقيقية) مثل الزكام والإنفلونزا، لكن الإحصائية تعكس، من دون شك، نفور الموظفين والعمال من شروط العمل وانخفاض الرواتب».

الواقع أن غالبية أولئك الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم سيتمارضون ولو أدى ذلك إلى زيادة مشكلاتهم في العمل. وذكر 10 في المائة منهم أنهم يريدون من خلال التمارض الهروب من سطوة المدير، و33 في المائة منهم أنهم سيستغلون الإجازة للسفر والتمتع بالشمس خارج ألمانيا. واعترفت نسبة 25 في المائة منهم بأنهم سيذهبون إلى الطبيب و«تمثيل» المرض بهدف الحصول على إجازة خلال فصل الشتاء. علما بأن الشرقيين أكثر ميلا للتمارض (4.4 في المائة) من الغربيين (2.5 في المائة) مع ملاحظة أن درجات البرودة في شرق ألمانيا أدنى منها في الغرب أثناء فصل الشتاء.

من جهة ثانية، يقول عالم النفس المتخصص بشؤون سيكولوجيا العمل تيم هاغمان، من جامعة بيلفيلد (شمال غربي ألمانيا)، قال إن التمارض يحدث دائما في الشركات والدوائر الكبيرة، وفي مؤسسات تقل فيها الرقابة الاجتماعية على الموظفين. وهي حالات تتعلق بالسن والمرتب وشدة العمل.

وعبر هاغمان عن أسفه لوجود مواقع ومعلومات كافية على الإنترنت لمن يود التمارض، مع شروح وافية عن الأمراض التي يصعب تشخيصها، وطبيعة أعراضها، وبالتالي، كيفية تمثيلها على الطبيب.