وفد ليبي يتوجه إلى النيجر للمطالبة بتسليم الساعدي

جيران ليبيا يواجهون مشكلات جديدة «مستوردة» تضاف إلى صراعاتهم الحالية

TT

بينما توجه وفد من المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلى النيجر، أمس، للمطالبة بتسليم الساعدي، أحد أبناء الزعيم الليبي الهارب معمر القذافي، يواجه جيران ليبيا، ومن بينهم نيامي، مشكلات جديدة مستوردة من صراع لا يخصهم في ليبيا مع وصول عشرات المسؤولين الليبيين ومطالبة المجلس الانتقالي بتسليمهم.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أمس عن مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي قوله إن الوفد سيطلب من النيجر تسليم الساعدي القذافي ومسؤولين آخرين في النظام السابق فروا من البلاد.

وكان الساعدي القذافي قد صرح لشبكة «سي إن إن» الاثنين الماضي أنه في النيجر في مهمة إنسانية لتفقد أوضاع الليبيين الذين فروا من القتال إلى هناك، وأعرب عن رغبته في التفاوض مع المجلس الانتقالي.

وكان ما لا يقل عن ثلاث قوافل ليبية دخلت إلى النيجر مؤخرا، تحمل أعضاء من أسرة القذافي، وعددا من المسؤولين العسكريين والأمنيين في النظام السابق وفقا لما ذكره مسؤولون في النيجر.

على صعيد آخر، يعاني جيران ليبيا في أفريقيا لفترات طويلة من الانقلابات وحركات التمرد وغيرها من المشكلات الداخلية، والآن يواجهون مجموعة جديدة من المشكلات المستوردة حديثا من صراع لا يخصهم.

ويمثل وصول 32 من الموالين للقذافي ومن بينهم الساعدي بعد فرارهم إلى النيجر في الأيام القليلة الماضية مصدر إزعاج دبلوماسيا للحكومة.

لكن هذا قد يكون نذيرا للتطورات التي ستبعد الاستثمارات الأجنبية وتزيد من زعزعة استقرار المنطقة التي هي بالفعل قاعدة للمتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة.

وتفتقر النيجر إلى القوة العسكرية والتكنولوجيا لتأمين حدودها الشمالية وحذرت هذا الأسبوع من أن الصراع في ليبيا قد يتحول إلى الأزمة الأمنية والإنسانية القادمة التي تؤثر على هذه المستعمرة الفرنسية سابقا المعرضة للجفاف.

وناشد رئيس الوزراء بريجي رافيني السفراء بالنيجر خلال محادثات بالعاصمة نيامي الأسبوع الماضي قائلا «نحن بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم».

وفر أكثر من 150 ألف شخص من ليبيا إلى شمال النيجر ومعظمه صحراء، وسعى أبناء النيجر وغيرهم من مواطني دول أفريقيا جنوب الصحراء على مدى سنوات للحصول على وظائف في ليبيا الغنية بالنفط حيث يساوي متوسط دخل الفرد 20 ضعف متوسطه في النيجر.

ومن بينهم عصابات من أفراد قبائل الطوارق الذين كان يستعان بهم للقتال في صفوف القذافي ورصدوا في الأسابيع الماضية وهم يعودون إلى مخيماتهم في شمال النيجر.