كيلو لـ «الشرق الأوسط»: الراعي رئيس أقلية مسيحية في المشرق وما قاله غير منطقي وغير مقبول

ردا على مواقف البطريرك الماروني حول دعمه نظام الأسد وخوفه على مسيحيي سوريا

ميشال كيلو
TT

رد المعارض السوري ميشال كيلو على المواقف التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي من فرنسا والتي عبر فيها عن تخوفه من «مرحلة انتقالية في سوريا قد تشكل تهديدا لمسيحيي الشرق» ودعا «لإعطاء الرئيس السوري بشار الأسد الوقت لإتمام الإصلاحات التي بدأ بها».

واعتبر كيلو أن البطريرك الماروني وضع المسألة «في سياق خاطئ»، مذكرا إياه أنه (أي الراعي) «وقسم كبير من المسيحيين اللبنانيين حلفاء للسنة في لبنان»، متسائلا: «لماذا إذا تخويف مسيحيي لبنان من السنة في سوريا؟».

وإذ وصف كيلو موقف الراعي بهذا الخصوص بـ«غير المنطقي وغير المقبول»، شدد على أن «البطريرك الماروني رئيس أقلية مسيحية في المشرق وبالتالي هو لا يتحدث باسم المسحيين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الراعي يتحدث فقط باسم كنيسته وهو لا يلزم أي أحد آخر بمواقفه فأكثرية المسيحيين في سوريا وكما يعلم الجميع هم من الأرثوذكس أما الموارنة في سوريا فأقلية تنتشر في حلب وفي جبل الحلو شمال شرقي حمص، كما ينتشر عدد محدود منهم في اللاذقية». وعن إمكانية أن تؤثر مواقف الراعي على وضع مسيحيي سوريا في حال سقوط النظام، قال كيلو: «إذا حصل سوء فهم لدى المسلمين وظنوا أن الراعي يمثل المسيحيين عامة فسيكون لمواقفه تأثير سلبي على مسيحيي سوريا ولكن وفي حال ميزوا أنه يتحدث باسمه وباسم كنيسته فقط فعندها لن يكون لمواقفه أي تأثير في الداخل السوري».

وأوضح كيلو أن كلام الراعي من فرنسا «أثار استغرابا واسعا في أوساط مسيحيي سوريا»، وأضاف: «المسيحيون جزء أساسي من المجتمع السوري وبالتالي يجب أن يكونوا راغبين بحل مشكلات هذا المجتمع المزمنة، وأن يؤيدوا النهج الذي يقود باتجاه نظام من الحريات والديمقراطية». ولفت كيلو إلى أنه «ليس المطلوب من المسيحيين أن يقفوا بوجه النظام بل أن يؤيدوا دخول سوريا بمرحلة جديدة يكون لهم دور قيادي فيها». وردا على سؤال عن إمكانية وجود مبررات لهواجس البطريرك الراعي، قال كيلو: «كل الهواجس مبررة في المرحلة الحالية كلنا لدينا هواجس بما خص ما نحن مقبلون عليه، ولكن يجب اعتماد لغة عقلانية وهادئة تراعي الواقع الحالي للتعبير عن هذه الهواجس».

واعتبر كيلو أنه «وبمقابل مخاوف وأحكام البطريرك المسبقة، لدينا في سوريا رهان على المستقبل لأن لا شيء مضمون حتى الساعة»، وأضاف: «من يعمل بشكل صحيح يكسب الرهان... فمثلا إذا عرف المتطرفون كيف يتعاملون مع المرحلة يكسبون الرهان أما إذا عرفنا نحن العلمانيين كيف نكسب الشارع فعندها نكسب الرهان. ولا شك أن هناك رهانات أخرى كإتمام الإصلاح الداخلي مثلا». وأمل كيلو أن «يكسب الرهان الأقل التكلفة والذي يؤدي لقيام نظام ديمقراطي مدني يحترم الناس وحقوق الإنسان والتمايز والاختلاف بين المواطنين».

وكان عدد من المثقفين والناشطين السوريين المسحيين أصدروا بيانا استنكروا فيه تصريحات البطريرك الراعي معتبرين أنه «تجاوز إلى حد بعيد صلاحيات تمثيله وهو ما جعلنا جميعا معنيين فوجب علينا التحرك لرفض تدخله في الشؤون السورية لما فيه من إثارة للحساسيات بين أبناء الوطن الواحد بكل طوائفهم ومذاهبهم». وأضافوا: «نحن نعتبر تصريحاته بمثابة إساءة لهوية وأصالة ووطنية الشعب السوري ونذكر أن المسيحيين عاشوا منذ مئات السنين إلى جانب إخوتهم في الوطن السوري دون خوف ولا فضل لأحد في بقائهم أو حمايتهم فهم جزء لا يتجزأ من هذه الأرض». واستنكر الناشطون «محاولة زج الكنيسة في اللعبة السياسية من قبل أي جهة دينية أو مدنية تحاول التشكيك بنوايا أبناء الوطن الواحد»، معلنين «رفضهم لما يقوم به النظام السوري من محاولات تسويق المسيحيين كمدافعين عنه».

وصدر أول من أمس بيان من مسيحيين سوريين استنكر مواقف الراعي، وجاء فيه: «إننا نؤمن بفصل الدين عن السلطة ولسنا من أنصار التحرك ضمن أي إطار ديني، إلا أن اجتماعنا اليوم للتوقيع على هذا البيان هو استثناء فرضه علينا خطاب غبطة البطريرك الذي لم يتكلم بصفته الشخصية ولكن بصفته ممثلا للكنيسة ومدافعا، بطريقته، عن جميع مسيحيي الشرق، متجاوزا إلى حد بعيد صلاحيات تمثيله، وهو ما جعلنا جميعا معنيين، فوجب علينا التحرك لرفض تدخله في الشؤون السورية لما فيه من إثارة للحساسيات بين أبناء الوطن الواحد بكل طوائفهم ومذاهبهم». وأضاف البيان: «نحن نعتبر تصريحاته بمثابة إساءة لهوية وأصالة ووطنية الشعب السوري، ونذكر أن المسيحيين عاشوا منذ مئات السنين إلى جانب إخوتهم في الوطن السوري دون خوف، ولا فضل لأحد في بقائهم أو حمايتهم، فهم جزء لا يتجزأ من هذه الأرض». واستنكر الموقعون «أي محاولة لزج الكنيسة في اللعبة السياسية من قبل أي جهة دينية أو مدنية تحاول التشكيك بنوايا أبناء الوطن الواحد».

وأضاف البيان: «نرفض ما يقوم به النظام السوري من محاولات تسويق للمسيحيين كمدافعين عنه، من خلال تنظيمه لحفلات الرقص الجماعي على دماء الشهداء والتي يختار لها ساحات المناطق ذات الأغلبية المسيحية، ونؤكد أن الأزمة السورية سياسية بامتياز وليست طائفية، وأن الحراك القائم حاليا هو ثورة شعبية ذات طابع مدني.