وزارة الخارجية الإسرائيلية تفجر أزمة دبلوماسية مع الدول الخمس الكبرى في أوروبا

تدعوهم للقاء توبيخ ويردون بانتقادات لاذعة للحكومة الإسرائيلية

TT

في الوقت الذي تحاول فيه دول أوروبا التوصل إلى صيغة توافقية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول مشروع الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، اختارت وزارة الخارجية توبيخ سفراء الدول الخمس الكبرى في الاتحاد الأوروبي بدعوى أنها «تكافئ الفلسطينيين على خطوتهم الاستفزازية».

وطالبت دولهم بالتصويت ضد المشروع الفلسطيني. وقد رد السفراء الأوروبيون بتوجيه انتقادات لاذعة للحكومة الإسرائيلية على موقفها المتعنت من عملية السلام. وقد وقال أحد المشاركين الأوروبيين في الجلسة التي عقدت في مقر وزارة الخارجية في القدس الغربية الليلة قبل الماضية، واصفا تصرف الخارجية الإسرائيلية بأنه «مستهجن ومفاجئ ويدل على انسلاخ عن الواقع». وقال آخر: «نحن نحاول مساعدة إسرائيل على الخروج من المأزق الذي جرت نفسها إليه، وقادتها ينكرون الجميل، وبدلا من توجيه الشكر لنا يهاجموننا. أمر لا يصدق». وكان القائم بأعمال مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، ران كورئيل، ونائب المدير العام لشؤون أوروبا، نأور غيلئون، بتوجيه من الوزير أفيغدور ليبرمان، وجها الدعوة إلى سفراء كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لجلسة توضيح بخصوص سياسة بلدانهم حول البحث في الأمم المتحدة. ولكنهم فوجئوا بالمسؤولين الإسرائيليين يهاجمان سياسة دولهم ومحاولتهم الظهور بموقف موحد لدول الاتحاد الأوروبي. وبدا أن المسؤولين الإسرائيليين غاضبان من الاقتراح الفرنسي - الإسباني القاضي باعتراف شامل بالدولة الفلسطينية عضوا مراقبا في الأمم المتحدة مثل الفاتيكان، على أن تمنع من استغلال مكانتها هذه لتقديم دعاوى ضد إسرائيل في المحكمة الدولية العليا ومحكمة جرائم الحرب. ومقابل ذلك تؤجل السلطة الفلسطينية طرح مشروعها على مجلس الأمن الدولي للاعتراف بعضوية كاملة وتعهد بألا تتوجه إلى المحاكم الدولية ضد إسرائيل خلال هذه السنة المقبلة. وهاجم المسؤولان الإسرائيليان فرنسا وإسبانيا على هذا الاقتراح، كما هاجما ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا على إبداء نية في تأييده. وطالبا دول الاتحاد الأوروبي بوقف التجنيد لهذا الاقتراح، قائلين: «اقتراحكم يمس بمصالح إسرائيل. نحن لا نريد أن يدير الأوروبيون مفاوضات مع الفلسطينيين لتعديل وتحسين اقتراحهم. ونعارض منحهم جائزة على توجههم إلى الأمم المتحدة. ونتوقع من دولكم أن تصوت فقط ضد المشروع الفلسطيني». وحسب صحيفة «هآرتس»، أمس، فإن السفراء لم يمرروا هذا التوبيخ وردوا عليه أيضا بغضب. وارتفعت أصوات الطرفين لدرجة الصراخ. وساد التوتر الاجتماع طيلة الوقت. وأوضحوا أن هدف مسعاهم هو إزالة التوتر في الشرق الأوسط. واتهموا الحكومة الإسرائيلية بإدارة سياسة عقيمة غير مجدية. ونقل مصدر إسرائيلي على لسان مقرب من السفير البريطاني، ماتيو غولد، قوله «توقعت أن يقدم الإسرائيليون الشكر لنا على قرارنا وقف اعتقال مسؤولين إسرائيليين في بريطانيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب، لا أن يقدموا لنا التوبيخ». اللافت للنظر أن التوبيخ الإسرائيلي جاء في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر أوروبية أن هناك تقدما جديا في المساعي للتوصل إلى صيغة مقبولة على الطرفين وأن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أبدى اهتماما إيجابيا في الاقتراح الأوروبي. وقال دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي، أمس، إن الجهود منصبة حاليا على إقناع القادة الفلسطينيين بالتخلي عن مبادرتهم للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة هذا الشهر مقابل ترقية محدودة لوضعهم كمراقب بالأمم المتحدة والعودة إلى طاولة مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. ومن جهة ثانية، قال دبلوماسيون في بروكسل، إن العرض الأوروبي يشمل نصا لا يستبعد العضوية الكاملة بالأمم المتحدة لدولة فلسطينية في المستقبل وإنما يركز في الوقت الحالي على ترقية أقل مستوى لوضع الفلسطينيين مع ذكر المفاوضات.