أول مظاهرة في بغداد تطالب بتشكيل مجلس انتقالي للسلطة

الصدريون يدعمون مطالب زعيمهم مقتدى الصدر بالضغط على الحكومة

TT

للجمعة الثانية على التوالي انقسمت المظاهرات التي اعتادت الكثير من تجمعات المجتمع المدني وبعض القوى والكتل السياسية تنظيمها في بغداد والمظاهرات التي قرر التيار الصدري إطلاقها إلى نوعين من المظاهرات أمس تحملان مطالب وشروطا تكاد تكون موحدة.

ففي الوقت الذي دعا فيه متظاهرو ساحة التحرير وسط بغداد إلى تحسين الخدمات وتحقيق الإصلاح السياسي، فضلا عن التنديد بتدخلات دول الجوار فإن الجديد في مظاهراتهم الأسبوعية التي بدأت في فبراير (شباط) الماضي هو المطالبة بمحاسبة قتلة المواطنين العراقيين في منطقة النخيب غرب العراق، بينما اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بيان له أن مظاهرة أمس «ليست مليونية، بل هي نخبوية وكل يتظاهر من موقعه». ورغم أن مظاهرة أمس الجمعة أقل عددا من مظاهرة الجمعة الماضية التي تزامنت مع حادثة اغتيال الإعلامي والفنان والناشط المدني هادي المهدي فإن ما لفت الانتباه فيها أن المتظاهرين طوروا من مطالبهم هذه المرة إلى حد المطالبة بتشكيل مجلس انتقالي للسلطة وهو أمر يحصل للمرة الأولى منذ فبراير الماضي. كما طالب المتظاهرون السلطات الإيرانية بإطلاق سراح العراقيين المحتجزين لديها منذ مدة طويلة متهمين الحكومة العراقية بمجاملة الجانب الإيراني على حساب المصلحة الوطنية من خلال صمتها إزاء القصف الإيراني المستمر على القرى في إقليم كردستان. كما اعتبر المتظاهرون أن إيران لها تأثير على مسارات القرار السياسي العراقي من خلال الإملاءات المستمرة محذرين مما وصفوه بالمحاولات الإيرانية لسلخ العراق عن هويته العربية وعزله عن محيطه العربي مرددين شعار «إيران برة برة.. بغداد تبقى حرة».

من جهتهم فقد نظم أعضاء التيار الصدري مظاهرات في مدينة الصدر ببغداد وعدد آخر من المدن العراقية أمس وذلك بناء على الدعوة التي وجهها إليهم مقتدى الصدر الذي طالبهم بالتظاهر بعد صلاة الجمعة ليس لتقديم الشكر للحكومة أو انتقادها بل مطالبتها بتنفيذ الشروط الثلاثة التي وضعها الصدر والتي وعد التحالف الوطني بدراستها والبدء بإجراءات عملية لتنفيذها وتتمثل باستحداث 50 ألف فرصة عمل للعاطلين عن العمل وتوزيع حصة من النفط العراقي على كل مواطن عراقي وتوزيع الوقود مجانا على أصحاب المولدات الأهلية في العراق. ولم تقتصر مظاهرات الصدريين على العاصمة العراقية بغداد بل انطلقت عدة مظاهرات في الكثير من المدن العراقية لدعم مطالب الصدر الخاصة بحث الحكومة على سرعة الاستجابة لهذه المطالب. وطبقا للشعارات التي رفعها المتظاهرون الصدريون فإنهم ركزوا على جوانب الخدمات والإصلاح السياسي في البلاد.

وبينما ظلت وسائل الإعلام الحكومية تتجاهل المظاهرات الأسبوعية التي تنطلق في بغداد فقد خصصت قناة «العراقية» الرسمية حيزا واسعا من بثها لتغطية هذه المظاهرات، خصوصا المظاهرة التي انطلقت في مدينة الصدر في محاولة من الحكومة لاعتبار مظاهرة الصدريين إنما تهدف إلى تقديم الشكر للحكومة على سرعة استجابتها للشروط التي وضعها الصدر دون الدعوة لخروج مظاهرات مليونية يمكن أن تؤدي إلى إحراج رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يواجه موقفا صعبا من قبل أبرز شريكين له في الحكم وهما التحالف الكردستاني والقائمة العراقية.