إجلاء عدد من سكان حلبجة بعد العثور على قنبلة كيماوية

مسؤول محلي: 7 مصابين بغاز الخردل.. وأوضاعهم الصحية مستقرة

تمثال للضحية عمر خاور من سكان المدينة وهو يحتضن طفله الرضيع ليصبح رمزا وعنوانا لمأساة المدينة مع القصف الكيماوي («الشرق الأوسط»)
TT

بعد العثور على قنبلة غير متفجرة من مخلفات القصف الكيماوي لمدينة حلبجة الكردية التي تعرضت في 16 مارس (آذار) عام 1988 إلى هجوم كيماوي من قبل الطائرات العراقية، أوفد برهم صالح، رئيس حكومة الإقليم، محافظ السليمانية مندوبا عنه للاطلاع على الوضع الميداني هناك بعد ورود أنباء عن تعرض سبعة أشخاص للغازات المنبعثة من القنبلة، في حين تنتظر المدينة وصول فريق أميركي متخصص في تفكيك القنابل الكيماوية لإبطال مفعولها.

وفي اتصال مع قائمقام قضاء حلبجة كوران أدهم أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «جميع الإجراءات الوقائية قد اتخذت وعلى مستوى عال من أجل ضمان سلامة سكان المدينة، حيث تم إجلاء العائلات القريبة من منطقة الحادث على امتداد 500 متر، وأمر رئيس الحكومة برهم صالح بتأمين مناطق لإيوائهم فورا لحين انجلاء الموقف». وحول وضع المصابين بالغازات المنبعثة من القنبلة التي يعتقد أنها «غاز الخردل» قال أدهم «أصيب في الحادث ثلاثة أشخاص أثناء محاولة تفكيك القنبلة بينهم مدير صحة المدينة، ولكن الإصابات وحسب المصادر الطبية لم تكن خطيرة، إنما أصيبوا بجروح بسيطة على الجلد، وحسب علمنا هناك أربعة آخرون ممن استنشقوا الغاز، ولكن جميع المصابين تلقوا العلاجات السريعة واللازمة وغادروا المستشفى بصحة جيدة».

وكانت سلطات المدينة حاولت في الأيام الأخيرة تفكيك طائرة عسكرية أسقطتها القوات الإيرانية أثناء قصف المدينة عام 1988 بهدف تطهير المنطقة من آثارها فظهرت من بين الأنقاض قنبلة تسرب منها سائل أصفر قال الكثيرون ممن حضروا موقع الحادث إن رائحتها تشبه رائحة الغازات التي ألقتها الطائرات العراقية في ذلك اليوم على المدينة ويعتقد أن تكون «غاز الخردل» الذي استخدمه النظام العراقي السابق في قصفه للمدينة.

وبحسب مصادر محلية «فإن الطائرة المذكورة كانت تحمل قنبلتين كيماويتين ألقت إحداهما على مدخل المدينة في ذلك اليوم مما أدى إلى مقتل 200 شخص فورا، وحاولت إلقاء القنبلة الأخرى على مركز المدينة، لكن القوات الإيرانية أطلقت صاروخا أصابت الطائرة التي سقطت داخل المدينة قبل أن تلقي القنبلة الثانية، وحاولت السلطات المحلية تحديد مكان سقوط الطائرة وبعد الاهتداء إليه حاولت رفع الأنقاض، لكنها فوجئت بوجود قنبلة غير متفجرة هناك، وأثناء محاولة رفع القنبلة تسرب سائل أصفر منها يعتقد أنه (غاز الخردل) فتعرض جرائها مدير صحة المدينة واثنان من أفراد الشرطة على الفور إلى الغاز المنبعث، وأدخلوا إلى المستشفى لتلقي العلاجات اللازمة، في حين تم تطويق الموقع لحين وصول فريق أميركي متخصص في تفكيك القنبلة». وقال قائمقام المدينة، إن «السلطات عثرت في موقع الحادث على بقايا لعظام بشرية يعتقد أنها تعود لقائد الطائرة وعدد من مساعديه».

وأثار اكتشاف القنبلة هلعا وذعرا في أوساط السكان بالمدينة، فسارعت القوات الأمنية إلى تطويق المنطقة ومنع أي تجمهر للمواطنين حولها، وتم إجلاء العائلات القريبة من المنطقة بشكل مؤقت لحين تطهيرها من أي تأثيرات للغازات السامة على المواطنين.

يذكر أن مدينة حلبجة الكردية التي تقع بمحاذاة الحدود الإيرانية قد تعرضت في 16 مارس من عام 1988 لهجوم بالأسلحة الكيماوية من قبل الطائرات العراقية مما أدى إلى مقتل خمسة آلاف وإصابة أكثر من عشرة آلاف من مواطني المدينة بينهم عدد كبير من النساء والأطفال ما زالت آثار الغازات السامة التي استخدمت في الهجوم بادية على أجساد الضحايا، وتتسبب بإصابات خطيرة بمختلف أنواع السرطانات بين الجرحى المصابين بتلك الغازات رغم مرور أربع وعشرين سنة على إصاباتهم.