صاحب قناة «الرأي» التي تبث خطابات القذافي: العقيد لم يكن عادلا وهدد بنسف قناتنا

مشعان الجبوري: يتمتع بروح معنوية جيدة.. وسنبث كلمة جديدة له قريبا

مشعان الجبوري
TT

قال مشعان الجبوري، رئيس قناة «الرأي» التلفزيونية التي أصبحت تبث في الآونة الأخيرة رسائل للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، إن الأخير ما زال في ليبيا «ويتمتع بروح معنوية جيدة»، وأضاف أن من واجبه بث هذه الرسائل، كما وعد بإذاعة كلمة جديدة للعقيد الهارب قريبا.

وقال الجبوري، وهو نائب عراقي سابق، إنه ما زال على اتصال يومي مع أفراد في أسرة القذافي أو مقربين منه وأضاف أن الزعيم المخلوع موجود في ليبيا ويتمتع بروح معنوية جيدة لكنه لم يحدد مكانه. وذكر الجبوري أنه ليس مؤيدا للقذافي لكن قناته تقف بجانب معارضي «احتلال» ليبيا وأضاف أن الناس لديهم «حق مقدس» في سماع طرفي الرواية.

وقال مشعان الجبوري لوكالة رويترز أمس «تنقل كل وسائل الإعلام اليوم وجهة نظر الحلف»، في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي ساعد المعارضين الليبيين على الإطاحة بالقذافي ودخول طرابلس الشهر الماضي.

وأضاف في اتصال هاتفي من سوريا في وقت متأخر من مساء أول من أمس «الجهة الثانية ليس لها صوت. من واجبنا أخلاقيا ومهنيا أن نوصل هذا الصوت سواء اتفقنا معه أو لم نتفق».

وتحدث القذافي بنبرة تحد في عدة كلمات بثتها قناة «الرأي» منذ أن فقد السيطرة على طرابلس يوم 23 أغسطس (آب) الماضي ودعا أنصاره لاستمرار مقاومتهم للسلطات الجديدة في ليبيا.

وقال الجبوري إن قناته لديها صور خطاب للقذافي مضيفا أن الكلمة الجديدة التي ستبثها القناة سجلت خلال اليومين الماضيين، وذكر أن القناة ستبث الكلمة بمجرد الانتهاء من مشكلات تقنية.

وقالت شركة «يوتلسات» للأقمار الصناعية ومقرها باريس الأسبوع الماضي إنه لا يحق لها وقف بث قناة «الرأي» على الرغم من قيام شركة التوزيع المحلية «نورسات» بحجب قناة أخرى من قنوات الجبوري هي قناة «العروبة» بناء على طلب «يوتلسات».

وقال الجبوري إن فلسفة قناة «الرأي» هي «الوقوف إلى جانب أي شعب يدافع عن نفسه أو يريد تحرير أرضه أو يتعرض لعدوان.. أينما كان سواء كان في أميركا اللاتينية أو في الشرق الأوسط».

وكان الجبوري وهو رجل أعمال ثري مقربا في يوم من الأيام من عدي ابن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لكنه فر إلى سوريا قبل الغزو الأميركي الذي أطاح بصدام في 2003. وعاد الجبوري في وقت لاحق وانتخب نائبا في البرلمان العراقي لكنه عاد إلى سوريا مجددا لتفادي اتهامات بالفساد قال إنها ملفقة. ويقول الجبوري إنه يمول نشاطه في مجال العمل التلفزيوني بنفسه ولا يتلقى أي أموال من القذافي باستثناء 400 ألف دولار حصل عليها قبل أربع سنوات ومبلغين قدرهما معا نحو 50 ألف دولار حصل عليهما في أبريل (نيسان) ومايو (أيار) لشراء معدات بث والتدريب عليها.

وقال الجبوري «لا أساند القذافي. القذافي اتصل بالقيادة السورية قبل ستة أشهر وقال لها إنه سينسف قناة (الرأي) ما لم تتوقف عن تغطية أحداث الثورة المصرية»، وأضاف أن القناة أيدت الثورة الليبية عندما بدأت الاحتجاجات أول الأمر في بنغازي.

وتغطية قناة «الرأي» لما يحدث في ليبيا ليست هي المرة الأولى التي تثير قلق الغرب. فهناك برقية مسربة من السفارة الأميركية في دمشق في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2008 نشرها موقع «ويكيليكس» وجاء بها أن قناة «الرأي» تمجد الهجمات على القوات الأميركية في العراق.

وأضافت البرقية «وبالإضافة إلى ذلك تسعى القناة عبر أدواتها التحريرية إلى تشويه صورة الزعماء العرب باستثناء الرئيس السوري بشار الأسد.. ربما يكون الوقت الحالي هو الوقت المناسب لدعوة مقدمي الخدمات الفضائية العربية إلى وقف بث قناة الرأي».

وقال الجبوري إن المساعي الرامية لوقف بث قناته لا تقلقه. وأضاف «تعرضنا لضغط أكبر من هذا وتلقينا تهديدات بالضرب بالصواريخ».

ودفاعا عن تغطية القناة لما يحدث في العراق قال الجبوري إن قناة «الرأي» تفرق بين تأييد الهجمات على القواعد العسكرية الأميركية في العراق والتي يرى فيها مقاومة مشروعة لقوة احتلال والهجمات على المدنيين بمن فيهم المتعاقدون الأميركيون أو المترجمون العراقيون الذين يعملون لدى القوات الأميركية والتي يعتبرها إرهابا، وأضاف «القوات العسكرية التي تهاجم بلدا آخر أو تحتل أرضا أخرى.. نسميها قوات محتلة ونطلق على مهاجمتها اسم مقاومة»، وتابع «نحن مع القذافي حاليا لأنه يقاتل مهاجمين. لا أقول إن القذافي كان حاكما عادلا.. لكننا نتحدث عن عدوان.. عن قتل نساء وأطفال».