«التلميذ» يواجه «الأستاذ» اليوم في أول اختبار حقيقي له في الدوري الإنجليزي

فيلاس بواس يقلل من أهمية مواجهة يونايتد.. وفيرغسون لا يستبعد تشيلسي من المنافسة على اللقب

TT

يأبى المدير الفني لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون أن يستبعد تشيلسي من قائمة المنافسين عل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لهذا العام، على الرغم من أن «البلوز» لم يظهروا أداء مثيرا للإعجاب خلال الأسابيع الأولى من الموسم. وأعرب فيرغسون عن توقعاته بأن تأتي المباراة المرتقبة مع تشيلسي اليوم «مثيرة» نظرا للتنافس الشديد بين الفريقين. ويلتقي الفريقان، اللذان احتكرا لقب الدوري الإنجليزي في آخر سبعة مواسم، اليوم في المرحلة الخامسة من المسابقة بالموسم الحالي.

من جهته رفض مدرب تشيلسي أندريه فيلاس بواس الحكم على مستوى الفريق بعد مرور خمس مباريات فقط على الموسم الجديد. وقال بواس «أي مدرب سيحكم عليه بعد أول خمس مباريات فهذا لن يكون خطأ المدرب بل خطأ الذين يديرون الأندية». وأكد بواس أن أي نتيجة لمباراة فريقه اليوم أمام اليونايتد لن تعني شيئا، وقال «المواجهة ليست بين المدربين، الأهم في المباراة أن يستغل اللاعبون مواهبهم».

ويحتل كل من مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي مقدمة الترتيب، في حين هناك تركيز إعلامي أقل على تشيلسي، ويعتقد فيرغسون أن هذا شيء جيد لمدرب البلوز فيلاس بواس، ففي حين تتركز كل الأضواء على «الشياطين الحمر» و«السيتيزنز»، يمكن لفيلاس بواس، الذي يعد أصغر مدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز، أن يعمل في هدوء.

وعندما يتوجه تشيلسي إلى ملعب أولد ترافورد لملاقاة مانشستر يونايتد اليوم، يتوقع فيرغسون أن تكون المباراة صعبة أمام واحد من أقوى منافسيه على اللقب. وأبدى فيرغسون قلقه من هذه المواجهة المبكرة مع تشيلسي مشيرا إلى أن فريق تشيلسي سيصبح مجددا أحد المخاطر التي تهدد فريقه في رحلة الدفاع عن اللقب.

وقال فيرغسون، في تصريحات نشرتها صحف بريطانية، «ستكون مباراة مثيرة.. المباريات بين الفريقين كانت متقاربة المستوى للغاية على مدار السنوات السبع الأخيرة وكانت تنتهي عادة بفارق هدف واحد. وستكون مباراة اليوم استمرارا لذلك».

وقال المدرب الاسكوتلندي: «سوف يكونون طرفا في المنافسة في نهاية الموسم، وليس هناك أدنى شك في ذلك. في الوقت الراهن، بطبيعة الحال، هناك تركيز على مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي بسبب التوقعات التي تشير إلى قدرتهما على الفوز باللقب، ولكن تشيلسي يتربص بنا ولا يحتاج إلى تركيز إعلامي، حيث ينعم ويتمتع بكونه بعيدا عن الضغط الإعلامي خلال الوقت الراهن».

وكان تشيلسي ندا قويا خلال المواجهات الأخيرة بين الفريقين حتى الموسم الماضي عندما تعافى مانشستر من خسارته في المباراة الافتتاحية أمام البلوز ليفوز بثلاث مباريات على التوالي في فترة زمنية لا تتجاوز شهرا واحدا، بما في ذلك مباراتا الإياب والذهاب في الدور ربع النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا.

وحذر فيرغسون لاعبيه من فريق تشيلسي بقيادة مديره الفني الجديد قائلا «فيلاس بواس بدأ مسيرته مع الفريق (تشيلسي) بشكل جيد بالفعل لمدرب شاب يقود فريقا مثل تشيلسي». كما أعرب فيرغسون عن إعجابه بفيلاس بواس وطريقة عمله مع الفريق بعد قدومه من نادي بورتو البرتغالي وهو في الثالثة والثلاثين من عمره. وتابع فيرغسون: «بدأ المدرب الجديد مسيرته مع الفريق بشكل جيد للغاية. إنه تحد كبير بالنسبة لشاب جاء إلى تشيلسي وهو في مثل هذا العمر، ولكن عندما تذهب للعمل في ناد جديد، يحدوك الأمل في النجاح بشكل فوري، وهو ما حدث معه». وأضاف المدير الفني الاسكوتلندي: «إنه فريق يتمتع بخبرة كبيرة، ودائما ما سيمثل تحديا كبيرا لنا». وأشار فيرغسون إلى أن أي مدرب يتولى مسؤولية فريق ما يأمل في أن يجد استجابة سريعة ومباشرة من اللاعبين وقد نال فيلاس بواس ذلك.

وإذا تركنا حديث فيرغسون عن تشيلسي ومدربه جانبا نجد أن فيلاس بواس قاد فريق تشيلسي أمام كل من ستوك سيتي ووست بروميتش ونوريتش وسندرلاند في الدوري الإنجليزي الممتاز، وباير ليفركوزن على ملعب ستامفورد بريدج في دوري أبطال أوروبا، ولكن هذه المرة سيواجه المدير الفني الشاب مانشستر يونايتد في معقله بأولد ترافورد اليوم، وهي المباراة التي طالما جعلت المدير الفني السابق للبلوز جوزيه مورينهو يخرج أفضل ما عنده.

وما زال مشهد مورينهو عندما كان يعدو بجانب خط التماس بعد الإطاحة بمانشستر يونايتد من دوري أبطال أوروبا - ومساعدة بورتو في الحصول على الكأس - مطبوعا في الأذهان حتى الآن. وبعد تعيينه مدربا للبلوز بعد بضعة أشهر، تمكن مورينهو من الفوز بنتيجة هدف مقابل لا شيء على مانشستر يونايتد على ملعب ستامفورد بريدج في المباراة الافتتاحية. وبعد ذلك بتسعة أشهر، فاز الفريق اللندني على مانشستر يونايتد في معقله بأولد ترافورد بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وهو ما منح تشيلسي اللقب للمرة الأولى منذ نصف قرن.

وقد خاض مورينهو ست مباريات أمام فيرغسون في الدوري الإنجليزي ولم يخسر سوى في مباراة واحدة، ولكن تغير الوضع الآن مع تولي مدير فني برتغالي آخر قيادة الفريق. في الواقع، انعكس هذا الوضع، حيث كان تشيلسي تحت قيادة مورينهو فريقا ينبض بالحياة والشباب، بينما كان مانشستر يونايتد يمر بمرحلة تغيير. والآن، يتمتع أداء مانشستر يونايتد بثوبه الجديد بفترة ازدهار تنبئ بمسيرة ناجحة، بينما يمر تشيلسي بمرحلة انتقالية ومتقلبة.

ويطالب رومان أبراموفيتش مالك النادي أندريه فيلاس بواس - ليس فقط باستعادة لقب الدوري - لكن أيضا الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا «المقدس». عندما تولى مورينهو قيادة تشيلسي كان يبلغ من العمر 41 عاما وكان فائزا باللقب الأوروبي بالفعل مع فريق بورتو البرتغالي. وكان مورينهو جريئا وواثقا من نفسه ويجد متعة بالغة في الظهور في دائرة الضوء. وهناك مثل يقول الفرصة تصنع الرجال، ولكن كان مورينهو يعتقد أن الرجال هم من يصنعون الفرص. لقد كان مورينهو يبحث عن دائرة الضوء أكثر من أي شخص آخر، وهو ما أفسده وزاد من غروره وجعله يعتقد أنه فوق النقد.

ولكن يختلف فيلاس بواس اختلافا كليا عن مورينهو، فلم يحتفل كثيرا بحصوله على الثلاثية مع فريق بورتو الموسم الماضي. وبينما كان مورينهو غير قادر على إخفاء مشاعره، يبدو فيلاس بواس رجلا قادرا على التحكم في مشاعره وانفعالاته. ويمكن وصفه بأنه مفكر في عالم كرة القدم من عدة نواحٍ. ومع ذلك، فنحن لا نعرف الكثير عنه.

بطبيعة الحال، يتمتع فيلاس بواس بثقة كبيرة بالنفس، ولكننا لا نعرف كيف سيكون رد فعله وقت الشدائد والمحن، ولا نعرف ما إذا كان لديه ما يكفي من الخبرة للتعامل مع حدوث تدنٍ في مشواره الذي لم يعرف سوى النجاح. ولكن الفارق الكبير بينه وبين مورينهو هو أن مورينهو قد تولى قيادة الفريق في الوقت المناسب، وكان كل من مانشستر يونايتد وآرسنال في مستوى متدنٍ، وهو ما أحدث فراغا كبيرا ونجح تشيلسي في ملء هذا الفراغ بفضل مليارات ابراموفيتش وموهبة مورينهو.

وعلى الجانب الأخر، لا يملك فيلاس بواس القوة اللازمة لمنافسة مانشستر يونايتد وليفربول الذي يختلف مستواه هذا الموسم عن الموسم السابق، حيث يضم فريقه عددا من اللاعبين الكبار في السن والذين يلعبون في مراكز مؤثرة، بالإضافة إلى سوء الحظ الذي يلازم فرناندو توريس في تسجيل الأهداف.

ولكن هناك جانبا آخر مشرقا وهو أن اللاعب خوان ماتا يبدو وكأنه أكثر من لاعب في الملعب، بالإضافة إلى عودة ديفيد لويز وقوة دانيال ستوريدج.

وخلاصة القول أن تشيلسي يمر الآن بمرحلة انتقالية، ونفس الأمر ينطبق على مديره الفني الشاب الذي يحاول معرفة مدى قوته مع فريقه الجديد، وهذا ما سيظهر جليا في مباراة الفريق أمام مانشستر يونايتد اليوم على ملعب أولد ترافورد.