تقنيات حديثة لكشف الألغام والعبوات الناسفة في معرض أجهزة الدفاع والأمن الدولية بلندن

محلل عسكري: هناك تنافس في استخدام التكنولوجيا المتطورة من أجل أجهزة اتصالات آمنة يصعب تشويشها أو الدخول على محتوياتها

TT

أكد وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس، لدى زيارته معرض أجهزة الدفاع والأمن الدولية، يوم افتتاحه، أهمية الصناعات الدفاعية في دعم حلفاء بريطانيا، وما تلعبه من دور في العلاقات الاستراتيجية. وضم المعرض، الذي ينتظم ببريطانيا هذا العام من 13 إلى 16 سبتمبر (أيلول) الحالي بلندن، أكثر من 1300 عارض، وعرض آخر ما تم التوصل إليه في هذا المجال من آلات وبرامج، من عالم الصناعة الدفاعية والأمنية، ويتيح هذا المعرض المجال أمام المستثمرين في هذا المجال للتعاون وتطوير قدراتهم.

وشمل المعرض، الذي زارته «الشرق الأوسط»، عرض معدات برية وبحرية وجوية، كما تميز هذا العام بإضافة مجال الوسائل الآلية أو ما يسمى الـ«روبوتيك». وقد شهد المعرض إقبالا كبيرا من ناحية المشاركين والعارضين والبعثات الدولية والزائرين. وفي حوار مع العميد الركن المتقاعد سليم إسماعيل، وهو حاليا مدير تحرير مجلة «الدفاعية»، وهي مجلة عسكرية متخصصة، بين أن المعرض تميز هذا العام بتقديم تقنيات حديثة لكشف الألغام والعبوات الناسفة، إلى جانب تقديم نظام «اي اي دي إس» وهو عبارة عن مجموعة من الأنظمة التي تعتبر ذات أهمية مطلقة وهي التي لها علاقة بالاتصالات الآمنة وهي ومن خلال فرعها المعروف بـ«كاسيديان» أنتجت نظاما متطورا للاتصالات المشفرة، الذي أول ما سيعمل به خارج حلف الناتو في الإمارات العربية المتحدة.

كما بيَّن المحلل العسكري أنه تم عرض أنظمة متطورة لكشف الألغام والعبوات الناسفة التي تواجه قوات بريطانيا وأميركا بشكل خاص في أفغانستان. والمعروفة بـ«الروبوتس» البرية التي تستعمل في المناطق غير المأهولة، كما عرضت بعض الأنظمة الأخرى المتطورة كالأسلحة الفردية الصغيرة وأنظمة المدفعية المتطورة جدا والأسلحة الأوتوماتيكية التي عرضتها كل من «نيكستير» وشركة «بي اي اي سيستمز» الفرنسيتين.

أما في قطاع الصواريخ جو - أرض فإن الشركة الفرنسية (إم بي اي اي) عرضت صواريخ متطورة جدا بهدف دقة الإصابة للأهداف المتحركة، كما أن الشركة الأميركية «ريثيون» عرضت مجموعة متكاملة من الصواريخ للدفاع الجوي وصواريخ باليستية متنوعة أرض - أرض.

كذلك الأنظمة اللاسلكية وأنظمة الاتصالات التي عرضت من عدة شركات، منها شركات أميركية وأخرى ألمانية، وفي هذا القطاع تتنافس الشركات، حسب إسماعيل، في استخدام التكنولوجيا المتطورة لاستخدام أجهزة اتصالات آمنة يصعب تشويشها أو الدخول على محتوياتها.

وبالنسبة للمشاركة العربية في هذا المعرض فقد اقتصرت على مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم في الأردن (كات بي)، وهي المشاركة العربية الوحيدة التي أسهمت في المعرض، وتعرض منتجات للأنظمة الدفاعية المتنوعة في الأردن، كما تقوم بتطوير العربات المدرعة كالدبابة «إم 60»، إضافة إلى منتجات أخرى لها علاقة بالمعدات العسكرية، وزار الأمير فيصل بن الحسين المعرض دعما للمشاركة الأردنية. وعن كيفية استفادة الدول العربية من هذا المعرض قال العميد سليم: إن الدول العربية ترسل بعثات رسمية من العسكريين لمتابعة والاطلاع على آخر التطورات التي يشهدها قطاع الصناعات، مشيرا إلى أن بعض الدول العربية، خاصة الإمارات، تسعى، منذ فترة، إلى نقل التكنولوجيا إليها. وتسعى الدول العربية، عموما، عبر مثل هذه المعارض، إلى معرفة الجديد ومقارنة الصناعات الدفاعية عالميا. وأكد إسماعيل أن للدول المنتجة الحق في اختيار زبائنها، مثلا الإمارات اشترت طائرات «إف 16» وفرنسا تسعى جاهدة الآن لبيع «رافال» للإمارات، وهذا يؤكد أن للإمارات علاقات مميزة مع فرنسا التي تثق جيدا فيها. وعند سؤاله عن مدى نجاعة امتلاك مثل هذه الأسلحة، خاصة أن الحكام في بلدان الثورات لم يستفيدوا منها، بيَّن العميد سليم أن الأنظمة ومثل هذه الأسلحة هي دفاعية ضد الأخطار الخارجية بالأساس ولم تكن هناك حاجة لاستعمالها في الربيع العربي. لكن بالنسبة لليبيا فقد أعاد الفرنسيون والبريطانيون عدم استعمالها لأحد سببين: إما للجهل بتقنيات الاستعمال، وإما أن قوة الناتو كانت قد حطمتها منذ البداية وأنها كانت من أول أهدافها.