المسرح.. بين مراهق وإصبع

مسلي آل معمر

TT

الأنسب فعلا هو أن نسميه المسرح الرياضي، لأنه المكان المناسب للعروض الدرامية التي تتفاوت بين الممكن واللاممكن، الواقعي والخيالي، بينما الأبطال هم من جميع فئات المجتمع، فيهم الشهير والمغمور، الثري والفقير، الغفير والأمير، في هذا المسرح هناك من يدفع ثمن الحضور، بينما من لا يشتري من الممكن أن يتفرج على التلفزيون!

في هذا المسرح عرضت إصبع إيمانا التي أصبحت أشهر منه، فثار الأضداد ليس حبا في الفضيلة والأخلاق، لكن فقط من أجل أن يوقف لاعبا هلاليا، لأن أغلب الثوار هم أكثر من يسب ويشتم ويقذف، هذه هي ثقافتهم التي اكتسبوها من هذا المسرح الشهير، وفي المقابل انبرى عشاق الهلال أقلاما ومؤسسات صحافية عريقة للدفاع عن اللاعب، على الرغم من أنهم لم يشاهدوه وهو يخرج من الملعب، فلا يمكنهم الحكم هل بالفعل قام اللاعب بارتكاب الفعل الشائن أم لا؟ كان دفاعهم المستميت يسيء للمسرح أولا، ثم لمؤسساتهم ثانيا، ثم لأنفسهم ثالثا، إنه الدفاع عن متهم لم تثبت براءته، والدفاع هو شاهد «ما شفش حاجه»!

ما كنت أتمناه هو أن يضع الاتحاد السعودي حدا لمثل هذه الممارسات، وأن تستمر التحقيقات عن طريق وزارتي الثقافة والإعلام والداخلية، لإحضار أطراف القضية، ثم إثبات صحة الصورة من عدمها لكي لا يفتح الباب للمزورين والمسيئين، كذلك لكي لا تظهر تهمة أخرى تقول إن الهلاليين هم من وقف خلف إخفاء المصور لتغييب الدليل ضد اللاعب، وهذه التهمة برأيي أسوأ من التهمة الموجهة لإيمانا.

المشهد الثاني كان بطله مراهقا فوق الخامسة والثلاثين، فها هو حسين عبد الغني يكرر عاداته التي لن يتوب عنها حتى يعتزل، وكما بدا لي أنه ضرب النتيف بعد مباراة الفيصلي في لقطة تلفزيونية غير كاملة، وهنا قد نستوعب أن اللاعب من الممكن أن يضرب أو يستفز الخصم أثناء سير اللقاء للتأثير عليه، لكن ما الفائدة من عمل ذلك بعد نهاية المباراة سوى إحراج الفريق؟ بعد قضية عبد الغني تحول المدافعون في قضية إيمانا إلى مهاجمين، وانتقل المهاجمون إلى مواقع الدفاع، إلا من رحم ربي ممن أراد أن يحترم عقول المتابعين للمسرح، وهذه المواقف تعزز مفهوم «انصر ناديك ظالما أو ظالما»، بل هي نتاج التعصب الذي يغذيه المجتمع على كل الأصعدة.

المشهد الأخير.. كان ظهور نائب رئيس لجنة الحكام ليستعرض عضلاته على علي كميخ، ويلقنه الدروس دفاعا عن خليل جلال، ومن حقه أن يقول رأيه.. لكن هل كان سيظهر بنفس الجرأة ضد سامي الجابر، مثلا، لو هاجم أحد الحكام؟ هذا السؤال أترك إجابته لمتابعي المسرح، وعلى خشبة المسرح توقع ظهور الواقع ولا تستبعد مشاهدة الخيال!