هكذا تعود مدينة ميلانو إلى السطح

سيباستيانو فيرناتزا

TT

«كل شيء يتغير».. هكذا كان ينشد المطرب مرسيدس سوسا، الصوت الأرجنتيني الذي لا ينسى. كل شيء في 4 أيام، في إنتر، اللاعبان الأرجنتينيان زانيتي وكامبياسو، فالطفرة واضحة بين مباراتي نوفارا وبولونيا. من الأفضل تفادي مستنقع الرجوع إلى الوراء، فمن السهل جدا القول إن اللاعبين لم يعودوا يسيرون في اتجاه معاكس؛ لأنه تمت إقالة غاسبريني من تدريب الفريق. لنتناول الأفعال، فقد انطلق كلاوديو رانييري مجددا من الحروف الهجائية، فحينما يكون الفريق مريضا فإن أفضل علاج هو طريقة اللعب 4 - 4 - 2 أو متغيرها 4 - 4 - 1 - 1. يعد هذا عقارا أساسيا، من نوعية أقراص الأسبرين، لكنه مؤثر. لنبسط اللغة التي نتحدث بها: فاعل، ومفعول به، خطان، كل منهما من 4 لاعبين، وفورلان في مساندة باتزيني، والذي إذا لعب فإنه يسجل (الأرقام هي التي تقول ذلك). إن الدراسات المتخصصة تؤكد أن طريقة 4 - 4 - 2 تضمن أفضل تغطية في الملعب. قام رانييري، الذي خاض أول مباراة له مع الإنتر يوم السبت الفائت، بأشياء بسيطة، لكن كما ينبغي، فقد أعيد فورلان إلى دوره كمهاجم متأخر والكثافة السليمة تلك التي كانت تندر في نوفارا. من المبكر القول، والفهم والتنبؤ، وإنما رانييري «المصحح»، هكذا يسمونه في إنجلترا، سينجز عمله جيدا، وسيصلح الماسورة التي تأتي منها الهزائم، كما أن الـ3 نقاط التي حصدها من بولونيا على استاد داللارا تمثل بالفعل جزءا من هذا الإصلاح، وعند هذه النقطة سينظر حوله؛ لأن بطولة الدوري تبحث عن صاحب لها وتبعث رسائل متناقضة. ما زال أمام الإنتر الوقت لكل شيء، ولكن ملحوظة: عزيزي رانييري، من فضلك، لا تتنكر لقبك، فإن من يعملون على إصلاح الأعطال، كما تعلم، يمارسون سحرا معينا على زوجات الآخرين.

منذ أسبوع مضى، صدم نابولي فريق الميلان، ونصف إيطاليا كان يتحدث عن درع الدوري القريبة من بركان فيزوف بنابولي، ويوم الأربعاء، أمام كييفو، ضحى المدرب ماتزاري بنفسه على مذبح المبادلة بين اللاعبين. بالأمس، بذل مجهودا كبيرا على ملعبه أمام فيورنتينا؛ حيث كانت مباراة رائعة، وسريعة جدا، لكن لم يتمكن نابولي من انتزاع هدف الفوز، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي. لقد أكد استاد سان باولو أن روبرتو مانشيني، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي، كان بعيد النظر حينما كان يريد ضم أليسيو تشيرشي، في لحظة عدم وضوح، بينما كان فيورنتينا لا يبدو حتى يريده، وكان تشيرشي من بين نجوم اللقاء، وحوصر نابولي، الذي حقق نقطة واحدة في مباراتين، ويغضب والتر ماتزاري إذا لفتوا نظره إلى أن فريقه إناث دائما، مثلما نقل على لسان جياني بريرا؛ لأنهم عشاق للهجمة المرتدة، ما يسمى اليوم ارتدادا عكسيا، لكن فريق نابولي هكذا ويمنح أفضل ما لديه حينما يتعرض لهجوم.

لقد فاز الإنتر، وفاز الميلان. عادت ميلانو، المقصود بها هنا المدينة، إلى السطح، فقد كان هدف اللاعب الهولندي كلارينس سيدورف كافيا لبطل إيطاليا الموسم الماضي، في ظل قائمة اللاعبين غير المتاحين الطويلة، وحسنا هكذا. من المبكر الاحتفال، ومن المبكر الاستسلام. «كل شيء يتغير» ويتحول.