لبنان: قمة روحية مسيحية ـ إسلامية في دار الفتوى تجدد التأكيد على العيش المشترك

مصادر بكركي لـ «الشرق الأوسط»: لا تحضير حاليا للقاء بين الراعي ونصر الله.. لكن انعقاده ليس مستحيلا

TT

استضافت دار الفتوى أمس، قمة روحية مسيحية - إسلامية شاملة، جاء انعقادها بناء على طلب من البطريرك الماروني بشارة الراعي، وذلك بعد مرور أيام على زيارته إلى فرنسا ومواقفه التي أثارت سلسلة ردود فعل على الساحة اللبنانية، لا سيما ما يتعلق منها بالسلاح وموقف المسيحيين من الأحداث التي تشهدها سوريا.

وفي حين استغربت مصادر بكركي لـ«الشرق الأوسط» محاولة البعض «تصوير مشاركة البطريرك في القمة وكأنه ذهب ليبرر أو يشرح مواقفه»، واصفة القمة بأنها «قمة الصراحة والتفاهم»، أوضحت أن «البطريرك الراعي تطرق في كلمته في بداية اللقاء إلى مواضيع عدة من بينها زيارته لفرنسا، فضلا عن الزيارة الرعوية التي لا علاقة لها بالسياسة والمقرر أن سيقوم بها مطلع الشهر المقبل إلى الولايات المتحدة الأميركية».

وتزامن انعقاد القمة الروحية في دار الفتوى مع التداول إعلاميا بالتحضير للقاء يجمع البطريرك الراعي بأمين عام حزب الله حسن نصر الله، إلا أن مصادر بكركي أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «لا شيء لدينا من هذا القبيل ولا علم لنا بأي لقاء يجري التحضير له، إلا إذا كان التحضير يجري من قبل الطرف الآخر»، مضيفة في الوقت عينه «إننا لا نستغرب أن يحصل اللقاء ولا نعتبر أن انعقاده أمر مستحيل».

وخرجت القمة الروحية ببيان ختامي موقع من كل رؤساء الطوائف الروحية، قارب الثوابت والمبادئ اللبنانية من دون أن يلامس القضايا الخلافية على المستوى السياسي، فأعاد التأكيد على «متانة العيش الوطني والتفاعل التاريخي والحاضر في المنطقة العربية بين المسلمين والمسيحيين، استنادا لانتمائهم العربي، وعلى أن وجود المسيحيين في هذا الشرق هو وجود تاريخي وأصيل، وأن دورهم أساسي وضروري في أوطانهم»، فضلا عن التشديد على «استقرار لبنان، الوطن النهائي لجميع بنيه، على ثوابت العيش المشترك ومرجعية وسيادة الدولة والدستور واحترام مبدأ المناصفة».

وكان المفتي قباني استهل القمة الروحية بكلمة وصف فيها الاجتماع بأنه «اجتماع استثنائي وتاريخي في ظروف استثنائية وتاريخية»، وقال «إننا نتعاهد اليوم معا مسلمين ومسيحيين على الأمن والأمان لبعضنا، عهد الأخ لأخيه». وأكد «ألا اقتتال ولا ضرر ولا ضرار ولا إضرار بينهم»، مشددا على أنهم «اليوم بوحدتهم يحافظون على أنفسهم ووطنهم وأرزاقهم ووجودهم ومستقبلهم، ولا خوف على أحد من أحد، لا في لبنان ولا في المنطقة العربية كلها».

وفي حين تناوبت اثنتا عشرة شخصية على الكلام في الاجتماع المغلق الذي استمر أكثر من ساعتين ونصف الساعة، نقل عن البطريرك الراعي إشارته إلى «طلبه من فرنسا العمل على توطيد التفاهم بين الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري، وتشجيع الحريري على العودة إلى لبنان»، مجددا الإشارة إلى أنه «لم يبرر وجود السلاح، بل نقل تبرير حزب الله لوجود سلاحه، وطالب فرنسا بنزع الذرائع التي تستهدف لبنان، وتقوية الجيش اللبناني، لأنه عندها فقط نستطيع القول لحزب الله، إننا لم نعد بحاجة إلى سلاحك في الدولة. وفي الشأن السوري، أوضح الراعي أن «الكنيسة لا توالي أو تعادي الأنظمة، لكننا مع العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات، ولسنا مع العنف الذي ندينه»، معتبرا في الوقت عينه، أن «الديمقراطيات في العالم العربي أدت إلى الدمار والحروب الأهلية، وهناك نموذج العراق وما حصل فيه من قتل وتهجير للمسيحيين».