مئات الأطفال في طرابلس يتظاهرون دعما لـ«أطفال سوريا الأحرار»

هتفوا بشعارات مناهضة للنظام السوري ولقتل الأبرياء

TT

خرج المئات من أطفال مدينة طرابلس في شمال لبنان في مظاهرة حاشدة مساء أول من أمس، جابت مختلف شوارع منطقة القبة رغم الأمطار الغزيرة، وذلك دعما لـ«أطفال سوريا الأحرار» الذين ساهموا في إطلاق الشرارة الأولى للثورة السورية. وقد تجمع الأطفال بداية في منطقة «قبة النصر» في طرابلس، ثم انطلقوا بمسيرتهم التي شملت الشوارع والأحياء، ورددوا خلالها الشعارات المناهضة للنظام السوري، التي تتهمه بـ«استخدام آلته العسكرية في القتل وانتهاك حقوق الإنسان وقمع الحريات»، كما رفعوا لافتات كتب عليها «أطفال طرابلس تبكي أطفال حمص وحماه»، «أليس لديكم أطفال أيها العرب؟»، «الطفولة في سوريا مقهورة ومجروحة»، «الإنسانية في سوريا منتهكة».

وبعد الجولة حطت المسيرة رحالها في الباحة الخارجية لمسجد حمزة، وانضم إليها إمام المسجد (رئيس هيئة علماء الصحوة الإسلامية) الشيخ زكريا المصري. وقد ألقى الطفل السوري فايز العتر كلمة شكر فيها رفاقه أطفال مدينة طرابلس على «وقفتهم الشجاعة مع أطفال سوريا، ورفضهم الممارسات غير الإنسانية ضد أطفال ونساء ورجال سوريا الأحرار»، كما كانت كلمة للطفل معين رستم باسم أطفال طرابلس قال فيها «بالأمس كان لقاؤنا الأول مع مقاعدنا الدراسية وكانت في القلب غصة وفي العين دمعة، عندما استشعرنا حالكم واستحضرنا آلامكم وأحزانكم على فقدانكم بهجة هذا اليوم، بعد أن حول ذاك الطاغية مدارسكم وملاعبكم إلى كهوف للتعذيب والوحشية». أضاف: «لمن يقولون ويطالبون برفض التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الشقيقة، وإن هذا مخالف للقانون والدستور نقول لهم بالله عليكم أي شؤون داخلية هذه تفرقنا وأي دستور يمزقنا؟، فليسمع القاصي والداني أننا شعب واحد وجسد واحد مصابكم يا أطفال ورجال ونساء سوريا مصابنا وآلامكم آلامنا، وما هذا إلا أمر من الله ورسوله فمن بات ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم».

وخاطب الطفل رستم أطفال سوريا قائلا: «يا رياحين الشام وشمس ثورتها، من هنا من قلب طرابلس الفيحاء من منطقة القبة العلية نعاهدكم بعهد رب السماء، بأننا معكم في السراء والضراء، الأرواح والقلوب والأنفس لأجلكم تهون يا رموز العزة والإباء والبطولة والشهامة والفداء، يا أحفاد صلاح الدين وأسامة بن زيد وابن الوليد، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين». وفي الختام رفع أحد الأطفال دعاء النصرة للمظلوم.

وأوضح الشاب اللبناني خالد المصري، وهو أحد منظمي هذه المظاهرة، أن «الفكرة ولدت من المشاهد المتكررة التي نراها على شاشات التلفزيون التي تعرض لعذابات الأطفال في سوريا، وقتل العشرات من هؤلاء الأطفال إما بالرصاص وإما بالتعذيب بعد اعتقالهم من دون مراعاة حرمة براءتهم، عدا عن حرمانهم من أبسط حقوقهم بأن يكونوا آمنين، وأن يمكنهم النظام من ممارسة حياتهم الطبيعية وفي الذهاب إلى مدارسهم التي حولها هذا النظام إلى معتقلات ومراكز للتعذيب». وقال: «وجهنا دعوة متواضعة لجمع بضع عشرات من الأطفال لإعلان تضامنهم مع أطفال سوريا، لكن عدد الحضور فاجأنا، بحيث تجمع ما يزيد عن 1500 طفل رغم الطقس الممطر، وقد تأثرنا كثيرا لاندفاع هؤلاء الأطفال وتحسسهم لما يتعرض لهم أقرانهم في سوريا»، مؤكدا أن «مثل هذه الدعوات ستتكرر وتعمم على مدارس طرابلس كل أسبوع تقريبا، لعل صرخات هؤلاء الأطفال تخترق آذان الحكام وضمائرهم، علهم يسارعون لوضع حد لآلة القتل المستمرة في سوريا منذ أكثر من 6 أشهر من دون حسيب أو رقيب».