واشنطن تتهم السلطات السورية بدفع الشارع لحمل السلاح «دفاعا عن النفس»

السفير فورد: الحكومة السورية تعتقل وتعذب عائلات السوريين الموجودين في أميركا

أهالي درعا يرفعون لافتة كتب عليها «سوريا بخير بس بدون الأسد» في مظاهرة أمس (موقع أوغاريت)
TT

قالت الحكومة الأميركية أمس إنها «لا تستغرب» لجوء المعارضة السورية إلى العنف في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد. وقال مارك تونر، المتحدث باسم الخارجية الأميركية في مؤتمر صحافي: «ليس شيئا يدعو للدهشة، بسبب مستوى العنف على مدى الأشهر الماضية، أن نرى الآن أعضاء في الجيش السوري وأعضاء في المعارضة وقد بدأوا يتحولون إلى أعمال عنف ضد الجيش دفاعا عن النفس».

وأضاف: «أظهرت المعارضة بصورة غير عادية قدرتها على الصبر في مواجهة وحشية النظام مع المطالبة بحقوقها عن طريق المظاهرات السلمية». وتابع يقول: «غني عن القول أنه كلما واصل النظام قمع وقتل وسجن هؤلاء الناشطين السلميين، صار مرجحا أن يتحول هذا التحرك السلمي نحو العنف. لهذا، تقع المسؤولية على النظام السوري الذي يستمر في استخدام العنف ضد المدنيين الأبرياء... أعتقد أن ما يحدث، لسوء الحظ، تطور طبيعي».

وفي إجابة عن سؤال عما إذا كانت الحكومة الأميركية تدعو المعارضين ألا يلجأوا إلى العنف، قال المتحدث: «بصراحة، لا يحق لنا حث المعارضة على القيام بأي شيء. من الواضح أنها مسألة الدفاع عن النفس». وردا على سؤال حول ما إذا كانت عدم معارضة الحكومة الأميركية لعنف المعارضة سوف يضع الحكومة الأميركية في وضع يجب عليها فيه مساعدة المعارضة عسكريا، تحاشى المتحدث الإجابة المباشرة وقال: «المشكلة الأساسية هي أن الأسد لم يعد الرئيس الشرعي لسوريا. وأنه، باستخدام العنف ضد مواطنيه، أوجد الوضع الحالي. لهذا، يستمر التغيير الديناميكي بسبب استمرار عنف نظام الأسد».

وأضاف: «أنتم ترون هذا التحول لأن المواطنين السوريين، الذين كانوا حتى الآن غير عنيفين، بدأوا يسعون إلى اتخاذ إجراءات ضد هذا العنف المستمر، وضد استمرار هذا القمع، والقتل، وتصاعد عدد القتلى المدنيين السوريين الأبرياء. ولذلك، ليس من المستغرب أن نرى ما يحدث هذا».

وأشار تونر إلى أن السفير الأميركي في سوريا «يظل مرتبطا ارتباطا قويا بتطورات الأحداث هناك». وأكد المتحدث الأنباء التي أشارت إلى «تقارير موثوقة بأن المخابرات السورية تقوم بسجن وتعذيب لأقارب المعارضين داخل سوريا كوسيلة لإجبار الناشطين على الاستسلام».

من جهته، اتهم السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، في تصريحات لـ«فورين بوليسي»، الحكومة السورية باعتقال وتعذيب عائلات السوريين الموجودين في الولايات المتحدة والذين تحدثوا علنا ضد النظام السوري.

ويقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق في ادعاءات بأن العاملين في السفارة السورية في واشنطن يقومون بجمع معلومات عن السوريين الأميركيين الموجودين في واشنطن وما حولها، ولا سيما أولئك الذين تجرأوا على الاحتجاج ضد النظام السوري. ولم يوجه فورد اتهاما مباشرا للسفير السوري في واشنطن عماد مصطفى بالتجسس على المواطنين الأميركيين.

وقال السفير الأميركي «فيما يتعلق بالعائلات الموجودة هنا في سوريا، فنحن نعرف من الذي تم اعتقاله ومن الذي تعرض للضرب ومن الذي تم اقتحام منزله، بسبب الأنشطة المناهضة للحكومة السورية – المشاركة في المسيرات على سبيل المثال – التي قام بها السوريون الموجودون في الولايات المتحدة».

وقال فورد إن وزارة الخارجية الأميركية تتابع هذه الحالات ولديها أدلة على وجود حالات متعددة من الانتقام من قبل نظام الأسد ضد السوريين الموجودين في الولايات المتحدة، وأضاف «إننا نعرف ما لا يقل عن ثلاث حالات... إنه أمر خطير للغاية».

ودون أن يقوم بتوجيه اتهام مباشر للسفارة السورية في واشنطن بالتجسس، قال فورد «من غير المقبول أبدا أن تقوم أي سفارة أجنبية في الولايات المتحدة بتسهيل المضايقات التي يتعرض لها المواطنون الأميركيون».

وقد أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» ادعاءات من قبل نشطاء بأن الحكومة السورية قد انتقمت من العائلات الموجودة في سوريا. ويعد فورد هو أعلى مسؤول يدلي بمثل هذه التصريحات حتى الآن.

وخلال الجلسة التي شهدت الاستماع لتأكيدات فورد في شهر أغسطس (آب) الماضي، تحدث السيناتور روبرت كيسي (ديمقراطي من ولاية بنسلفانيا) حول الكيفية التي يعامل بها النظام السوري السوريين في الولايات المتحدة. وقال كيسي: «إن الممارسات الرهيبة لهذا النظام قد طالت بشكل مباشر ولاية بنسلفانيا»، واستشهد كيسي بما حدث مع صخر حلاق، وهو مواطن سوري سافر إلى الولايات المتحدة لحضور مؤتمر طبي مع شقيقه حازم حلاق، وهو سوري يحمل الجنسية الأميركية ويعيش بالقرب من فيلادلفيا.

وقال كيسي «لقد اختفى صخر فور عودته إلى سوريا. واتصلت زوجته بالسلطة التي أكدت أنه رهن التحقيق وسيتم الإفراج عنه قريبا. وبعد ذلك بيومين، تم العثور على جثته في إحدى القرى على بعد 20 ميلا جنوب مدينة حلب. ونفت السلطات أنها قد احتجزته وادعت أنه قد تم العثور على جثته في حفرة على جانب الطريق. لقد تعرض صخر لتعذيب وحشي، حيث كانت عظامه مكسورة وكانت جثته مشوهة بطريقة لا توصف».

وأضاف كيسي «لم يكن صخر ناشطا سياسيا ولم يكن ضالعا في المظاهرات، ولكن جريمته الوحيدة هي أنه قد قام بزيارة المؤتمر الطبي وزيارة الولايات المتحدة الأميركية مع شقيقه».

وإذا كان النظام السوري ينوي ترهيب حازم حلاق، فإن استراتيجيتهم قد حققت نتائج عكسية بكل تأكيد، حيث أصبح ينتقد النظام بشكل علني وشرس بعد مقتل شقيقه.