المعارضة السورية تطلق 3 ورش للتوحيد والتنظيم.. وتنتقل إلى القاهرة

معارض لـ «الشرق الأوسط»: انشقاقات كبيرة وجدية في الجيش.. وندرس مع المجتمع الدولي كل الخيارات لحماية المدنيين

مظاهرة في دوما بريف دمشق أمس (أوغاريت)
TT

تشهد مدينة إسطنبول ورشة عمل كبيرة للمعارضة السورية التي تعكف حاليا على توحيد صفوفها وتنظيمها استعدادا لـ«الخطوة التالية» وهي إسقاط النظام كما يقول الناشطون السوريون الذين يتجمعون حاليا في المدينة التركية، فيما برزت مؤشرات إلى احتمال تكثيف المعارضة السورية نشاطها في مصر بسبب «إيماننا بدور مصر في المنطقة» كما أكد عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط» أمس.

وقال سرميني الذي يزور القاهرة حاليا مع وفد كبير من المجلس الوطني إن مؤتمرا صحافيا سوف يعقد اليوم في القاهرة للحديث عن التوجهات المستقبلية للمعارضة السورية. كاشفا عن نية بافتتاح مكتب في العاصمة المصرية «رائدة الثورات العربية ونموذجها»، مشيرا إلى أن نتائج اللقاءات التي أجراها وفد المعارضة إيجابية جدا شعبيا وسياسيا. متحدثا عن مجموعة من اللقاءات آخرها مع الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى. مشيرا إلى لقاء مع شيخ الأزهر الذي أصدر فتوى رسمية «بتحريم إراقة دماء الشعب السوري».

وكشف سرميني عن أن المعارضة السورية بدأت «اتصالات حقيقية» مع الجهات الدولية من أجل «حماية المدنيين على جميع المستويات بعد التطورات الأخيرة في سوريا والاستعمال غير المسبوق للقوة العسكرية ضد المدنيين»، معتبرا أن الموضوع «لم يعد يمكن السكوت عليه»، ولا بد من «خطوات قريبة جدا في هذا المجال»، موضحا أن المعارضة «تدرس كافة الخيارات الآيلة إلى حماية المدنيين من بطش النظام، وهذه من مسؤوليات المجتمع الدولي».. وقال: «نحن نبحث الخيارات كافة ومن جميع الجهات»، معترفا بأن الموضوع «معقد»، لكنه شدد على ضرورة الوصول إلى حلول لحمايتهم. وأكد سرميني أن المعلومات المتوفرة للمعارضة تؤكد «حدوث انشقاقات كبيرة وجدية في الجيش السوري»، آملا أن تكون هذه الانشقاقات «بداية النهاية لمعاناة السوريين».

وفي إسطنبول تنظم المعارضة السورية 3 طاولات مستديرة تهدف إلى تنظيم صفوفها وسط أجواء من التكتم الشديد. وتضم الطاولة الأولى مشاركين من المجلس الوطني السوري واللجنة المؤقتة المنتخبة تحضيرا للاجتماع الذي سيعقد الأحد المقبل لانتخاب هيئة المجلس ورئيسه. أما الطاولة الثانية فهي «طاولة الوحدة» التي دعا إليها المجلس الوطني وتبدأ أعمالها اليوم في إسطنبول. وقد وجه المجلس الدعوة إلى مجموعة الإخوان المسلمين وإعلان دمشق وشباب التنسيقيات السورية والمعارض السوري برهان غليون، بالإضافة إلى شخصيات أخرى معارضة وشباب التنسيقيات السورية في الداخل. أما الطاولة الثالثة، فتضم «الهياكل الثورية» التي تعمل من أجل دعم الهيئة العامة للثورة السورية مع القيادة العامة للثورة. وأوضح ياسر النجار، عضو «المجلس الأعلى لقيادة الثورة» لـ«الشرق الأوسط» أن هذه «الاجتماعات المكثفة التي تعقد بين الهيكليتين الأساسيتين العاملتين على الأرض في سوريا ولسان حال الحراك الشعبي، ستكونان بمثابة المدقق الإيجابي في تسريع الوصول إلى هيكلية سياسية تعبر عن الشارع السوري»، معتبرا أن «الهياكل الثورية سوف تكون رقيبا على العملية السياسية للخروج بنتائج تتجاوب مع سقف مطالب شباب الثورة». مشيرا إلى أن هذه الهياكل «قد تكون الذراع التنفيذية للمجلس الوطني في الداخل على مستوى الدعم اللوجستي والإعلامي والإنمائي». قائلا إن «الهيكليات حريصة على أن تظهر وحدة الحراك من خلال الضغط على التيارات السورية المعارضة للتوحد في إطار واحد بهدف تحقيق الخطوة الثانية وهي إسقاط النظام».