وفد ديني سوري يزور البطريرك الماروني ويشكره على مواقفه تجاه سوريا

ترقب لتداعياتها وتخوف من تعميق الانقسام حيال خيارات الراعي

TT

يتوقع أن تعمق زيارة الوفد الديني السوري للبطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي أمس، الانقسام اللبناني - اللبناني حول مواقف رأس الكنيسة المارونية في لبنان من الوضع في سوريا ونظرته إلى سلاح حزب الله ودوره في المعادلة الإقليمية. وستكون لزيارة الوفد التي جاءت بديلا عن الزيارة التي كانت مرتقبة لمفتي سوريا إلى لبنان، تداعيات سياسية كبرى على الساحة اللبنانية، سيما أنها حملت عنوانا واحدا وهو «شكر البطريرك على مواقفه حيال سوريا التي أطلقها من باريس».

وكان الوفد السوري برئاسة مفتي دمشق وريفها الشيخ عدنان أفيوني، وصل عصر أمس إلى بكركي، وضم إلى مفتي دمشق أمين دار الفتوى السورية الشيخ علاء الدين الزعتري، ومدير الإعلام في وزارة الأوقاف السورية هيثم جلول، ومطران السريان الأرثوذكس في دمشق جان قواق، ورجل الأعمال السوري سيمون بشارة نقولا، يرافقه سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي، حيث التقى البطريرك الراعي وقدم له الشكر على مواقفه الأخيرة، والتي «تعبر عن الإيمان وأنها لم تكن مستغربة»، وأبلغ الوفد البطريرك أنه «كان من المقرر أن يزوره مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون لكن زيارته أرجئت بسبب ارتباطه بمواعيد في سوريا».

وإثر انتهاء الزيارة التي لم يعقبها أي تصريح للوفد السوري أو بيان مشترك، أوضح مسؤول الإعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض لـ«الشرق الأوسط» أن «اللقاء تطرق إلى الجو العام والأوضاع في سوريا، وركز على الحوار بين الأديان والثقافات، وضرورة التقارب بين جميع الطوائف لتجنب الخلافات والفتن». وأكد أن «الحديث لم يتطرق إلى الشؤون السياسية وهو كان حديث ديني وروحي». وأشار إلى أن «هذه الزيارة ليست بديلة عن زيارة مفتي سوريا للبطريرك»، مشيرا إلى أن «زيارة المفتي مقررة لتهنئة غبطة البطريرك منذ انتخابه، لكنها تأجلت بسبب تسارع الأحداث في سوريا، لكنها ستتم ولا شيء يمنع حصولها عندما تسمح الظروف». وردا على سؤال عما إذا كانت هذه الزيارة ستزيد من الخلاف الداخلي حول مواقف البطريرك الراعي، سأل غياض: «هل ممنوع على الناس أن تلتقي وتتحاور مع بعضها البعض؟ وهل يعقل كلما التقى غبطته شخصا يفهم من ذلك أنه غير قناعاته؟»، مذكرا بأن البطريرك «منفتح على الجميع وبابه مفتوح لكل الناس، انسجاما مع شعاره (شركة ومحبة)، ومع قناعاته الدينية المسيحية التي تقوم على المحبة والتسامح».

وعلق مصدر نيابي في تيار المستقبل على زيارة الوفد السوري إلى بكركي، فرأى أنها «تتزامن مع المواقف المتدرجة للبطريرك الراعي الداعمة للنظام السوري». وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «كما أبدينا أسفنا لاستقبال مفتي الجمهورية (الشيخ محمد رشيد قباني) السفير السوري (في لبنان) في دار الفتوى بعد أيام قليلة على المجزرة التي ارتكبها النظام السوري في حماه، نأسف أن يستقبل مرجع ديني لبناني مثل البطريرك الراعي في بكركي وفدا ممثلا لنظام قاتل، يرتكب بحق شعبه جرائم تخالف تعاليم الديانات والشرائع السماوية، وتضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدولية وحقوق الإنسان».

وكانت مواقف البطريرك التي أطلقها في باريس وأعلن فيها خشيته من أن «يكون البديل عن النظام السوري الحالي نظاما أصوليا متشددا»، وتأكيده أن موضوع سلاح حزب الله مرتبط بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم، أحدثت انقساما كبيرا حولها في لبنان، كما أنها أثارت استياء الإدارة الأميركية التي ألغت المواعيد التي كانت أعطيت إلى البطريرك للقاء الرئيس باراك أوباما وكبار المسؤولين الأميركيين، لتقتصر الزيارة إلى الولايات المتحدة على الطابع الرعوي.