الأسد للحص: الأحداث الأليمة انتهت.. والمدن السورية تستعيد استقرارها

ميقاتي يؤكد من نيويورك أن حكومته تحاول عزل لبنان عما يجري في سوريا

مظاهرة في درعا نصرة للرستن (اوغاريت)
TT

قال الرئيس بشار الأسد إن الحوادث الأليمة في سوريا «انتهت» وإن «المدن السورية التي تعرضت للحوادث تستعيد استقرارها الكامل»، وذلك خلال لقائه صباح أمس مع رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص، الذي قال في بيان بعد اللقاء إأنه بحث معه الأحداث التي تشهدها سوريا وتداعياتها على المنطقة عموما وعلى لبنان بشكل خاص. وكلام الأسد نقله البيان الصادر عن المكتب الإعلام للحص، في حين اكتفى البيان السوري الذي نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا) بالقول إن الحص أكد خلال اللقاء أن «لسوريا دورا رياديا وأساسيا في الحفاظ على العروبة وأنها مستهدفة لهذا الدور»، وأن الحص اعتبر أي «حراك سياسي في المستقبل بالمنطقة يجب أن يكون مرتكزا على الفكر القومي، لأنه الوحيد الذي يحافظ على وحدة المجتمعات العربية». ولم يأت البيان السوري على ذكر أي تفاصيل حول هذا اللقاء. غير أن بيانا صادرا عن المكتب الإعلام للحص نقل عن الأسد تأكيده أن الحوادث الأليمة في سوريا «انتهت والحمد لله، وأن المدن السورية التي تعرضت للحوادث تستعيد استقرارها الكامل»، مؤكدا حرص سوريا «على أمن لبنان واستقراره». وقال البيان إن الأسد شدد على أن «السلطة في سوريا تسهر على الوضع وتوليه اهتماما بالغا حفاظا على سلامة الشعب العربي السوري وهنائه». وأضاف البيان: «تطرق الحديث إلى المد القومي والعربي الذي عاد إلى التعاظم والتنامي بزخم مشهود في سوريا، وهذا من شأنه أن يبقي سوريا في طليعة الأقطار العربية التي تحتضن الحركة القومية العربية بحيث تبقى محورا أساسيا لتلك الحركة في الوطن العربي الممتد من المحيط إلى الخليج». كما تطرق الحديث إلى الوضع في لبنان «فكان تلاقيا في الرأي أن لبنان بقي وسيبقى في طليعة الأقطار العربية التي حفظت الوفاء كاملا للأمة العربية». وتابع البيان: «سوريا حريصة كل الحرص على أمن لبنان واستقراره وتقف معه في موقع واحد دفاعا عن وحدته ورسالته ووجوده».

وتولى الحص، (82 عاما)، رئاسة الحكومة اللبنانية مرات عدة، خلال فترة الوجود العسكري السوري في لبنان (1976 - 1990)، ويعتبر من حلفاء دمشق المقربين. وينقسم اللبنانيون بين مؤيد ومعارض للنظام السوري، الذي اضطر إلى سحب قواته من لبنان عام 2005 تحت ضغط المجتمع الدولي والشارع، بعد أن تفرد لسنوات طويلة بممارسة نفوذ من دون منازع في الحياة السياسية اللبنانية.

من جهته، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن الحكومة تحاول عزل لبنان عما يجري في سوريا، وقال في تصريح له إثر اختتام زيارته إلى نيويورك «إننا نحاول قدر المستطاع عزل الوضع في لبنان عن الأوضاع في المنطقة ولا سيما في سوريا، وهذا ما قمنا به في مجلس الأمن عبر النأي بأنفسنا عن التصويت على القرار الدولي، وهذا النأي حافظ على الخصوصية اللبنانية». وأضاف «ما نأمله لسوريا هو ما يتمناه الشعب السوري لبلاده، نحن لا نريد التدخل في هذا الأمر، لأننا لا نريد التدخل في شؤون الآخرين، ولأننا نريد حماية لبنان من أي تداعيات محتملة». وحول الوضع في جنوب لبنان والقرار الدولي 1701، قال ميقاتي «إننا متمسكون بتطبيق القرار 1701 ونطالب الأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف خروقها واستكمال تنفيذ هذا القرار، وقد زرت الجنوب اللبناني بعيد تسلمي مهماتي، تعبيرا عن دعمنا للقرار وللقوات الدولية، وأنا أطالب دول القرار بدعم الجيش اللبناني لكي يقوم بواجبه كاملا على كل الأراضي اللبنانية».