تعليق المحادثات بين صربيا وكوسوفو بعد أعمال العنف

بلغراد تريد إعطاء الأولوية لبحث الوضع على الحدود.. وروسيا تنتقد دور الأطلسي

TT

أعلن الوسيط الأوروبي روبرت كوبر أن المحادثات بين بلغراد وكوسوفو برعاية الاتحاد الأوروبي توقفت أمس بناء على طلب بلغراد غداة أعمال العنف الجديدة في شمال كوسوفو. وأضاف كوبر في بيان أن الجلسة التي كانت مقررة صباحا في بروكسل «لم تعقد لأن الوفد الصربي لم يكن مستعدا لمتابعة المناقشات اليوم (أمس)».

وقال مصدر دبلوماسي إن الصرب يريدون طرح موضوع أعمال العنف التي وقعت أول من أمس على بساط البحث. وأوضح كوبر المستشار الخاص لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون «لكن الوضع في المراكز الحدودية شمال كوسوفو ليس جزءا من أي حوار أو مفاوضات منفصلة مع صربيا».

وتشمل أجندة الجولة السابعة من المفاوضات التي تجري منذ مارس (آذار) الماضي قضايا الطاقة والاتصالات ورفض صربيا الروتيني لمشاركة كوسوفو في المبادرات الإقليمية. وأعلنت بلغراد بالفعل أول من أمس أنها لن تناقش أي شيء سوى المشاكل في منطقة الحدود شمال كوسوفو، حيث اشتبكت قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مع متظاهرين صرب أول من أمس، الأمر الذي تسبب في إصابة 4 من جنود حفظ السلام و6 متظاهرين صرب.

وقال رئيس فريق التفاوض الصربي بوركو ستيفانوفيتش إن «الأولوية حاليا للوضع عند المعابر الحدودية، وليس هناك قضايا أخرى تشغلنا. أعتقد أنه في هذا الوضع ليس من المنطقي أن نجري محادثات حول الطاقة والاتصالات والمبادرات الإقليمية».

وفي موسكو، أعربت وزارة الخارجية الروسية أمس عن قلقها حيال لجوء قوة حلف الأطلسي في كوسوفو إلى «العنف» تجاه الجالية الصربية غداة صدامات أول من أمس. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «إننا قلقون على الأخص حيال لجوء قوة الحلف الأطلسي إلى العنف تجاه الصرب ولا سيما حيال المعلومات حول إطلاق نار على سيارات إسعاف تنقل جرحى من الصرب». وأضافت: «ندعو مجددا القوى الدولية الموجودة ولا سيما قوة الحلف الأطلسي وبعثة الاتحاد الأوروبي إلى التقيد بصرامة بمبدأ الحياد».

واندلعت أعمال عنف في شمال كوسوفو أول من أمس بعد تفكيك قوة الحلف تحصينات شيدها الصرب قرب نقطة حدودية مع صربيا. ويرفض صرب شمال كوسوفو الاعتراف بسيطرة شرطة كوسوفو وشرطة البعثة الأوروبية في كوسوفو على النقطة الحدودية يوم الجمعة الماضي. وحاصر نحو 1500 متظاهر آليات نقل قوة حلف الأطلسي ورشقوا جنود الحلف بالحجارة ما أدى بهؤلاء إلى الرد بالغاز المسيل للدموع. وأصيب 6 صرب بجروح. كما جرح 4 جنود من قوة الحلف أحدهم في حال الخطر نتيجة انفجار عبوة منزلية الصنع. وتندد روسيا الحليفة التاريخية لبلغراد باستمرار باستقلال كوسوفو الذي اعترف به عدد من الدول الغربية، فيما تعتبرها موسكو جزءا لا يتجزأ من صربيا.

وضع الاتحاد الأوروبي التقدم في المحادثات مع كوسوفو شرطا جوهريا للاعتراف بصربيا رسميا كمرشح لعضوية التكتل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال كوبر إن الحوار «سيستأنف عندما يكون الجانب الصربي مستعدا لذلك»، مؤكدا أن الهدف من المحادثات «ما زال مناقشة القضايا التي تهدف إلى تحسين معيشة الشعبين وتقريب الدولتين إلى الاتحاد الأوروبي». وتوقفت المحادثات في يوليو (تموز) الماضي عندما رفضت صربيا رفع حظر تجاري فعلي على سلع كوسوفو. وتطور الأمر إلى منازعات تجارية وتوترات في شمال كوسوفو، وذلك عندما حاولت بريشتينا السيطرة على المعابر الحدودية في شمال كوسوفو، والتي تعد واحدة من المناطق القليلة التي يزيد فيها عدد الصرب على عدد الألبان.