اليمن: مسلحون يسقطون «سوخوي 22» فوق أرحب.. ونائب الرئيس يحذر من الحرب الأهلية

بينما تستمر المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الأوضاع المتأزمة

جنود يمنيون يسدون أحد الشوارع في العاصمة صنعاء أمس أمام مظاهرة تنادي برحيل الرئيس علي عبد الله صالح (رويترز)
TT

خسر سلاح الجو اليمني أمس طائرة حربية أسقطها مسلحون قبليون في شمال صنعاء، في وقت تستمر فيه المساعي السياسية للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الأوضاع المتأزمة في اليمن، في ظل أوضاع أمنية مستمرة في التدهور.

وتمكن مسلحون قبليون في منطقة أرحب من إسقاط طائرة حربية من نوع «سوخوي 22»، ورغم أن بعض الأنباء تشير إلى إسقاطها بواسطة مضادات الطيران، فإنه لا توجد معلومات مؤكدة بهذا الخصوص. وأكدت وزارة الدفاع اليمنية سقوط الطائرة، وصرح مصدر عسكري يمني بأن الطائرة كانت في «مهمة اعتيادية» في أرحب، وحمل المصدر «كلا من عبد المجيد الزنداني ومنصور الحنق وعلي محسن الأحمر وحميد الأحمر مسؤولية الحادث وما يترتب عليه من تبعات»، وكذلك حملهم «ما تتعرض له المعسكرات وأفراد القوات المسلحة والأمن من اعتداءات متكررة ومستمرة من قبل عناصرهم المسلحة والعناصر الإرهابية المتطرفة في كل من أرحب ونهم وبني حشيش»، وأيضا «ما يتعرض له المواطنون من خوف ورعب وترويع والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم وإقلاق الأمن والسكينة العامة في تلك المناطق»، على حد تعبير المصدر.

على صعيد آخر، حذر نائب الرئيس اليمني، الفريق عبد ربه منصور هادي، من انفجار الموقف عسكريا ومن انتهاء المبادرة الخليجية التي يدور الجدل بشأنها حاليا والتي تنتظر فقط توقيع الرئيس علي عبد الله صالح. وقال هادي، خلال لقائه أمس بسفراء الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، بحضور اللجنة الأمنية العسكرية المكلفة بتنفيذ قرار وقف إطلاق النار وسحب النقاط العسكرية، إن لقاءات كانت بدأت الأحد الماضي مع أحزاب المعارضة للتحاور بشأن المبادرة الخليجية، إلا أن تلك اللقاءات فشلت بسبب التصعيد العسكري الذي شهدته صنعاء الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي «أدى إلى مضاعفة الأزمة واحتلال شوارع وأحياء بالمتاريس والجنود والعربات العسكرية والمظاهر المسلحة وذلك ما شكل عودة إلى المربع الأول بل وربما أكثر حدة وضراوة»، حسب هادي.

وأضاف نائب الرئيس اليمني أن ما يجري «يشكل تهديدا مباشرا للوضع بشكل عام، وإذا انفجر الوضع تنتهي المبادرة والحلول السلمية، ويدخل اليمن بذلك مرحلة خطورة الحرب الأهلية»، وأن «وضعا كهذا ليس في مصلحة أحد بقدر ما يمثل خطرا داهما على وحدة اليمن وأمنه واستقراره واقتصاده، ولذلك نود أن يكون الجميع في صورة ما يحدث بصورة شفافة ودقيقة، ومن ثم يتم تحميل الطرف المتسبب في الأخطاء المسؤولية الوطنية التاريخية وأمام الشعب اليمني كله».

وقال هادي للسفراء الغربيين والخليجيين «تكفي تسعة أشهر من دوامة الأزمة التي أكلت الأخضر واليابس وألحقت أبلغ الضرر بالحياة العامة في مختلف الجوانب سياسيا وأمنيا واقتصاديا ومختلف جوانب الحياة»، وشدد على أنه «على اللجنة الأمنية العسكرية وضع برنامج سريع لعملها والالتقاء بالسفراء مرتين في الأسبوع على الأقل، بحيث يتم بيان الصورة وتحركاتها على مختلف الصعد». في موضوع آخر، دوى انفجار عنيف مساء أول أمس داخل معسكر الأمن المركزي الذي يقوده نجل شقيق الرئيس، العميد يحيى محمد عبد الله صالح. وقال شهود عيان في المنطقة إن الانفجار كان عنيفا ومدويا، وإن عدة عربات عسكرية خرجت من المعسكر عقب الانفجار. وتضاربت الأنباء بشأن أسباب الانفجار، فبعض المصادر قالت إنه ناتج عن انفجار عبوة داخل المعسكر، وهناك مصادر أخرى ذكرت أنه ناتج عن قذيفة «هاون» أطلقت من مكان مجهول.

على الصعيد الميداني، استمرت الاحتجاجات والمظاهرات في معظم المحافظات اليمنية للمطالبة بسرعة «الحسم الثوري» وبمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح، وقالت مصادر في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات المسلحة استمرت بين قوات الحرس الجمهوري، من جهة، والمسلحين المؤيدين للثورة من جهة أخرى، إضافة إلى استمرار القصف المدفعي الذي استهدف شارعي الستين والخمسين ومنطقة المهشمة، وهي مناطق يتحصن فيها المسلحون والعسكريون المنشقون عن نظام صالح، في حين قال مواطنون في حي الضرب بتعز إنهم تلقوا تحذيرا من قوات الأمن من البقاء في منازلهم التي طلب منهم مغادرتها.