العنف!

عبد الرزاق أبو داود

TT

عندما يعجز بعضهم عن التفوق في ساحة التنافس الرياضي، يلجأون إلى استخدام العنف كوسيلة يعتقدون أنهم يحققون بها مآربهم، خاصة أن كرة القدم، وإعلامها، أصبحت «مهنة» من لا «مهنة» له. وعادة ما تشهد الملاعب حوادث عنف بدني أو لفظي، غير أن المسؤولين عن الرياضة وبالتعاون مع الجهات المعنية غالبا ما يتخذون الإجراءات الملائمة لقمع هذه الظاهرة السيئة، ولعل ما فعله الإنجليز بالهولجان مثال جيد على كيفية التعامل مع هذه «الظاهرة»، حتى عادت كرة القدم الإنجليزية إلى وضعها الطبيعي، وهو ما ينطبق على إيطاليا وغيرها، حيث قامت سلطاتها الرياضية باتخاذ إجراءات رادعة بحق مرتكبي العنف. ظاهرة العنف في الرياضة السعودية محدودة جدا بفضل وعي المعنيين، ولكن ما حدث في الموسمين الماضي والحالي تحديدا من تصاعد في طبيعة ووتيرة الأحداث يبعث على القلق، حيث تزايدت أنماط العنف البدني واللفظي في الملاعب السعودية، وبلغت حدا لم يعد من الممكن السكوت عليه، والأمثلة كثيرة ومتنوعة وغريبة جدا على ملاعبنا وإعلامنا!

يرى البعض أن الأمر قد بلغ مداه وأنه ظاهرة دخيلة على رياضتنا السعودية تضرب جنبات الأندية والعالم الرياضي والساحات الرياضية باختلافها، وأنه عنف بدني ولفظي يكاد يكون قد طال الجميع في مجمل المشهد الرياضي السعودي على الرغم من العقوبات المتتالية التي أوقعت بحق من ارتكبوا مثل هذه المخالفات غير الحضارية. والعنف اللفظي في الإعلام الرياضي واحد من أهم مظاهر العنف الرياضي التي لم تجد حلا جذريا حتى الآن؛ فهي تُعالج بالمسكنات نتيجة عدم تفعيل الأنظمة المرعية في هذا الصدد تحت ذرائع شتى.! وهو ما يمثل في الواقع عنفا رياضيا غير مقبول.

نهيب بالجهات المعنية التي تعمل وتحرص على ممارسة الرياضة في بلادنا بحرية وسلامة وأمن للجميع أن تتدخل وتضع حدا لهذه الحالات، ويتم إصدار عقوبات في حق مرتكبيها، فأحداث كثيرة يتم «التستر» أو تجاهلها أو عدم الالتفات إليها لأسباب معروفة وغير معلومة عليها، ولعل هذا المسلك بالذات هو ما يشجع على ارتكاب المزيد من أحداث العنف الرياضي بدواعٍ واهية. اسألوا عن مأساة العنف الرياضي التي كانت وما زالت فصول منها تجري هناك وهناك! إنه العنف الرياضي الحقيقي هذا الذي حدث في ساحاتنا الرياضية والإعلامية. قد يطالبنا البعض بأن لا نثير مثل هذه الأمور في هذا الوقت، أو يتهمنا البعض بتضخيم الأمور ولكن الواقع يشير إلى أن ظاهرة العنف الرياضي بأشكالها تتفاقم في ساحتنا الرياضية والإعلامية بشكل غير مسبوق، لقد بلغ السيل الزبى كما قال القدماء.. ووصلنا إلى حالات عنف وتهديدات كريهة ومشينة، وعشمنا قائم في الجهات الرياضية والأمنية والإعلامية المعنية باتخاذ الإجراءات الملائمة لحماية الرياضة والإعلاميين الرياضيين من حالات العنف المتزايد التي لا يتقنها إلا الفاشلون.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.