موقع إلكتروني يفضح تجاوزات الشرطة الفرنسية والمخبرين المتعاملين معها

وزارة الداخلية قدمت طلبا قضائيا عاجلا لوقفه

TT

صرح ناطق باسم وزارة الداخلية الفرنسية بأن وزارته تقدمت بشكوى أمام محكمة القضايا العاجلة في باريس وطلبت إغلاق موقع إلكتروني جديد ينشر أسماء وصور المئات من رجال الشرطة ومن المخبرين المدنيين المتعاونين معهم. ورأى موقع «كوبواتش» النور قبل أيام، على شبكة الإنترنت، وهو يتضمن معلومات تشي بأن لدى القائمين عليه مصادرهم الخاصة من داخل جهاز الشرطة.

يمكن لزائر الموقع أن يقرأ أسماء نحو من 450 شرطيا من العاملين، ميدانيا، في العاصمة وضواحيها وكذلك في عدد من مدن شمال فرنسا. كما ينشر الموقع صورا لمظاهرات جرت في شوارع باريس مع وضع دوائر حول وجوه أشخاص يرتدون الملابس الرياضية الشبابية ويفترض أنهم من المندسين بين المتظاهرين في مهمات أمنية. ويدعو الموقع المواطنين إلى التعرف على هؤلاء الشرطيين السريين والحيطة منهم.

الناطق أكد أن وزارة الداخلية ستلاحق، من الآن فصاعدا، أمام المحاكم كل محاولة للتعرض للشرطة بالشكل الذي يقوم به الموقع المذكور. كما دعا العاملين في جهاز الشرطة إلى الحذر لدى الدخول على مواقع التعارف الاجتماعي وتجنب كشف المعلومات الشخصية التي يمكن أن تستغل ضدهم.

هذا، ومنذ ظهوره على الشبكة، أثار «كوبواتش»غضب نقابات منتسبي سلك الشرطة التي رأت فيه موقعا «معاديا» لهم ومحرضا عليهم، لا سيما أن صفحته الرئيسية تنشر التحذير التالي: «أيها الشرطيون، سنتعرف عليكم واحدا واحدا وسنضع حدا لتهربكم من العقاب». واتخذ الموقع رمزا له صورة مظللة لشرطي يرتدي قبعة ويمسك بيده عصا يضرب بها رجلا ملقى على الأرض.

ورأى أحد المسؤولين النقابيين أن الموقع دعوة صريحة لوضع قوائم بأسماء العاملين في الأجهزة الأمنية في وقت تتزايد فيه الجهات الرقابية على الشرطة والتي تتابع ما يمكن أن يحدث من تجاوزات وتحاسب مرتكبيها. كما أعرب عن اعتقاده بأن وراء الموقع أشخاصا يعرفون الجهاز من الداخل، بكل أقسامه وبرامجه، وكذلك أصابع لجهات وصفها بأنها «قريبة من اليسار المتطرف».