مظاهرة بعد صلاة الجمعة في طرابلس بلبنان تضامنا مع الشعب السوري

الشيخ دقماق ينتقد زيارة الحص وكرامي للأسد

TT

خرج أمس آلاف المصلين من مساجد القبة في طرابلس (شمال لبنان)، بعد صلاة الجمعة وتجمعوا في شارع ابن سيناء، حيث انطلقوا بمظاهرة جابت شوارع المنطقة تضامنا مع الشعب السوري ونصرة لقضيته، وردد المتظاهرون هتافات منددة بالنظام السوري وأساليب القتل التي ينفذها بوحشية قلّ مثيلها في التاريخ. وقد نثر الأهالي من على شرفات المنازل الورد والأرز على رؤوس المتظاهرين، وألقى في نهاية المسيرة رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية في لبنان» وإمام وخطيب مسجد حمزة، الشيخ الدكتور زكريا المصري كلمة دعا فيها إلى «مواصلة الترابط بين المؤمنين والتعاون على تحقيق الغايات والأهداف السامية والتي منها دعم الشعب في سوريا في سعيه للتخلص من حزب البعث الظالم».

وقال المصري «منذ أكثر من ستة أشهر، والشعب السوري يواصل مظاهراته السلمية مطالبا بحقه في الحرية والحياة الكريمة واختيار النظام الذي يحكمه في حين أن النظام البعثي استعان بالجيش ودباباته وصواريخه وجنوده، من أجل قمع هذه الاحتجاجات والقضاء على هذه المطالب، فقتل وجرح الآلاف من الشعب السوري واعتقل عشرات الآلاف وشرد أضعافهم ونكل بالمعتقلين كبارا وصغارا، رجالا ونساء حتى الموت، كما قام باقتحام المنازل والمؤسسات ودمر فيها وحطم محتوياتها واتخذ من بعض أقارب المطلوبين رهائن ومارس عليهم شتى ألوان الإهانة والعدوان على الدماء والأعراض، دون رعاية لحرمة في دين أو أخلاق أو قيم». وغمز الشيخ المصري من قناة المسؤولين اللبنانيين الذين يزورون سوريا في هذه المرحلة لدعم نظامها، قائلا «لا يجوز لعاقل أن يضع نفسه تحت تصرف هذا الحزب البعثي، لأنه يكون بذلك سببا في تكثير سواده، وشدّ أزره ونصره على خصومه ومن يتعامل مع هذا الحزب بخدمته ومناصرته سواء كان ذلك بالكلمة أو بالمال أو باليد فإنه لا يلبث هذا الحزب أن يرمي به بعيدا عنه بعد أن يستنفد أغراضه منه».

إلى ذلك علق رئيس جمعية «اقرأ» السلفية، الشيخ بلال دقماق على الزيارتين اللتين قام بهما رئيسا الحكومة الأسبقان سليم الحص وعمر كرامي دمشق فقال «في الوقت الذي يمعن فيه (الرئيس السوري) بشار الأسد بقتل الناس ويستخدم الطائرات والدبابات في محاصرة وقصف مدن وقرى سورية مسالمة، في حين لم يستخدم هذه الأدوات في تحرير الجولان أو الدفاع عن لبنان أو غزة، نجد وللأسف بعض الساسة اللبنانيين يهرولون للقاء الأسد بعد أن وضع نفسه في عزلة دولية وعربية». وأضاف «لم يدرك هؤلاء أن زيارتهم للأسد هي مغامرة سياسية بامتياز في هذه الظروف، وبعض هؤلاء (كرامي) حرق أوراقه ومستقبله السياسي وخصوصا في طرابلس وفق ما يتناوله به أهل المدينة بسبب هذه الزيارة، حيث للمدينة تاريخ مع نظام الأسد من تدميرها واعتقال شبابها وإذلال أهلها». وختم دقماق «لا أظن أن هناك عاقلا يراهن على علاقة مع آل الأسد بعد ما حصل أخيرا فضلا عن تاريخهم منذ عقود».