الهلال يجدد ذكرى «ربع قرن».. هجر يحرج «الوصيف».. والفتح يعيد تدوين «التاريخ»

رئيس النصر مطالب بالإقالة.. والشباب ينطلق بشراسة.. و23 ألفا يستحقون الاحترام

TT

«الهلال بعد أكثر من ربع قرن يكرر رباعيته».. الأمواج الزرقاء عاودت مدها وجزرها في مرمى الأهلي بعد مرور 27 عاما، فالانتصار بنتيجة 4 أهداف نظيفة في مسابقة الدوري يعود لعام 1984 عندما كان اسمه الدوري السعودي الممتاز، الأزرق احتفى في الجولة الـ4 بمباراة ممتعة كانت أشبه بالنزهة؛ إذ وقف حيالها لاعبو الأهلي مكتوفي الأيدي بينما الأهداف تنهال عليهم على الرغم من أن الترشيحات كانت تصب في صالحهم عطفا على تذبذب الهلال الذي عانى عدم وضوح في منهجية مدربه الألماني توماس دول الذي تذمر كغيره من استدعاءات المنتخبات السعودية للاعبيه، لكن جميع تلك الظروف تلاشت وظهر هلال آخر يراه الجميع مضيئا في ليلة كروية يصعب نسيانها لجماهيره، ومرت حزينة على الأهلاويين الذين فقدوا مركز الصدارة ليكتفوا بالوجود في المركز الرابع.

«فريق صاعد يحرج الوصيف بين جماهيره».. اعتقد الاتفاقيون أن الضيف الجديد هجر سيكون لقمة سائغة يسهل التهامها، كما تلقى الكثير من التهكمات قبل المواجهة، ووصفوه بالفريق الصغير الذي يشابه في خطواته طفلا في سنوات عمره الأولى، لكنه خالف الظنون في ملعب لا يعترف سوى بالعطاءات الفنية داخل أرضه، دخل لاعبوه بحثا عن رد الاعتبار وإثبات الوجود فنالوا ما يصبون إليه بتحقيقهم نقطة ثمينة نظير تعادلهم السلبي أمام فريق استطاع نيل العلامة الكاملة من المواجهات الثلاث الأولى في الدوري، ليكرسوا مقولة باتت تتردد كثيرا مفادها أن كرة القدم تنظر بعين الحاضر ملقية بالتاريخ خلف ظهرها.

«23 ألف مشجع يستحقون الاحترام».. عدد لم نعتد عليه في الدوري السعودي خلال المواسم القريبة الماضية، ومواجهة الهلال والأهلي حققت الرقم الصعب الذي يواجه تكراره الكثير من العوائق العائدة إلى تواضع الإمكانات في الملاعب السعودية، جمهور تحامل على نفسه من أجل أن يقف خلف ناديه دون محفزات خارجية تعينه على ذلك حقا يستحق التقدير، وجهور الأهلي حظي بتنظيم كبير وتجمعات سبقت المواجهة، واستنفار لا يحدث عادة إلا قبل اللقاءات النهائية، والهلاليون على الرغم من وجود ما يكدر صفوهم داخل أروقة ناديهم فإنهم زحفوا نحو درة الملاعب ليضربوا مثلا يستحق الاحتذاء.

«نقص الفتح يقصم ظهر النصر».. 10 لاعبين فتحاويين استطاعوا التحليق بأول انتصار لهم في دوري زين السعودي، وبفوز تاريخي؛ حيث لم يسبق لهم أن تغلبوا على النصر منذ صعودهم إلى الأضواء موسم 2009، تفاءل لاعبو الفتح بإقامة اللقاء في درة الملاعب، فلم يحظوا بفرصة الجري فوق أرضيته سوى في هذه المواجهة، واستطاعوا أن يحتفلوا بحضورهم الأول بصورة استثنائية كان قائدها البرازيلي إلتون الذي لم يتوانَ في هز شباك فريقه السابق بكل اقتدار، شوط ثانٍ فوق الوصف سيبقى خالدا في ذكرى الفتحاويين لعقود، لم يخف مدربهم فتحي الجبال ذلك الشعور الذي اجتاح صدره بعد سماعه صافرة النهاية، واصفا الانتصار بالتاريخي في سجله التدريبي بعد أن أمضى 5 أعوام في قيادة الفتح منذ أن كان في دوري الدرجة الأولى.

«الشباب انطلاقة يصعب إيقافها».. لم يكن انتصارهم على بطل نسخة الدوري السعودي الماضية الهلال في الجولة قبل الأخيرة عشوائيا، بل كان نتاج مرحلة إعدادية مميزة؛ حيث واصل الشبابيون سلسلة انتصاراتهم ليجنوا النقاط الـ12 الكاملة من الجولات الـ4 الأولى، على الرغم من أن الحكم على مسيرة الفريق في بقية الجولات المقبلة ليس منطقيا، إلا أنه متماسك بصورة تجعله أحد أبرز المرشحين للمنافسة وبقوة على بطولة الدوري هذا العام؛ حيث لم تؤثر الأحداث التي اجتاحت البيت الشبابي خلال الأسابيع الماضية على استقرار الفريق، التي تأتي في مقدمتها توتر العلاقة بين قائد الفريق عبده عطيف مع إدارة ناديه، إلى جانب تذمر اللاعبين من اللائحة الانضباطية الصارمة التي فرضها الرئيس، لكن تلك القضايا لم تلق بظلالها على أداء الشباب داخل الملعب، على الرغم من أن فترة التوقف الناتجة عن مشاركة المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2014 تدق ناقوس الخطر خشية أن يفقد اللاعبون ثقافة الانتصار.

«مطالبات الاستقالة تعاود الظهور».. رؤساء الأندية غالبا ما يكونون في وجه المدفع بنظر الجماهير عندما تتكرر إخفاقات النادي في ظل الوعود الإدارية بالعمل على الإصلاح وتحسين الأوضاع، جمهور النصر عاود مطالبته بأن يقدم رئيس ناديه، الأمير فيصل بن تركي، استقالته بعد الخسارة المخيبة أمام الفتح، على الرغم من عدم رضاهم منذ أن تلقى فريقهم الخسارة أمام الأهلي وتلاها التعادل أمام الفيصلي؛ حيث عزفت الجماهير الصفراء عن الحضور في اللقاء الأخير ليسجلوا رقما ضعيفا بحضور ألفي مشجع في ملعب الملك فهد، لتتعالى أصواتهم بضرورة وجود رئيس آخر يعيد تنظيم الفريق للظهور بالمستوى المأمول، لا سيما أن الأصفر غاب طويلا عن منصات التتويج، وترى الجماهير أنه آن الأوان لتعود لهم الأمجاد.