رحيل «عاشق صفورية».. الشاعر والأديب الفلسطيني طه محمد علي

عن عمر يناهز الثمانين

TT

توفي في الناصرة الشاعر والأديب الفلسطيني، طه محمد علي، أمس، عن عمر يناهز الثمانين.

والفقيد مشهور في دول الغرب، حيث ترجمت أشعاره وقصصه القصيرة. ومعروف في فلسطين كأحد الشعراء الرمزيين، حيث يخاطب الوجدان العالمي ويعرفه على الجرح الفلسطيني.

ولد طه محمد علي عام 1931 في إحدى القرى الفلسطينية الكبيرة في الجليل، وتدعى صفورية، التي يعيش غالبية أهلها مشردين في لبنان وفي سوريا، والباقون في الوطن مشردون في الناصرة وشفا عمرو.

ورحل طه محمد علي أيضا سنة 1948، مع عائلته إلى لبنان. ولكن هذه العائلة كانت ممن صحوا مبكرا على مشروع النكبة والتشريد، فعادت إلى الوطن بعد عدة شهور. ولكنها لم تستطع العودة إلى البيت والقرية وبدأت حياة لجوء داخل الوطن، فاستقرت في الناصرة.

لم يكمل طه محمد علي دراسته الابتدائية، وأنهى الصف الرابع فقط. ولكنه تحول إلى أحد كبار المثقفين الفلسطينيين والعرب، بقواه ودراسته الذاتية. وفي مؤلفاته بقيت صفورية حاضرة بقوة، حتى سمي «عاشق صفورية». وقال عنه الشاعر والناقد السوري نوري الجراح: «إنه شاعر يكسر الأنساق التقليدية للكلام ويشتط به، في جهات غير متوقعة، مميزا بمنجزه الشعري صوته عن الأصوات الشعرية الأخرى بتلك المسالك غير المألوفة التي يطرقها في صياغاته الشعرية، وفي نظرته إلى الشعر». ويقول فيه الناقد المصري الراحل الدكتور غالي شكري: «اتخذ الشاعر طه محمد علي طريقا مستقيما لشعره مشتقا من كلمات طازجة شعرية موازية لبساطة الكلمات وعفويتها». وقال عنه الكاتب الفلسطيني شاكر فريد حسن: «الميزة الجوهرية لقصائد طه محمد علي هي الارتباط الروحي الوثيق بالناس البسطاء والثورة على الوضع البائس والواقع الراهن، والدعوة إلى تغييره وتبديله وكذلك الترتيل للمسيرة الظافرة نحو الحرية والفجر والصباح. وهو يستمد موضوعاته من التجربة الفلسطينية والحياة اليومية، ودافعها الحزن العميق والوجع الفلسطيني والألم الإنساني والرفض لكل ألوان القهر والعذاب والاضطهاد والقمع النفسي، والتأكيد على الهوية الفلسطينية والانتماء الكنعاني والتغني بالإنسان وعذاباته وبالوطن وترابه».

صدر له: «القصيدة الرابعة وعشر قصائد أخرى»، و«ضحك على ذقون القتلة»، و«حريق في مقبرة الدير»، و«إله.. خليفة وصبي فراشات ملونات»، و«سيمفونية الولد الحافي - ما يكون»، وقصص أخرى. وصدرت أعماله الكاملة عن دار «راية» للنشر 2011.