«سيارات الحرية» تنزل إلى شوارع باريس

نظيفة وصامتة يستقلها السائق حيثما يشاء ويتركها عندما يصل إلى مقصده

مستخدم يستعمل بطاقة اشتراكه للحصول على مفتاح سيارة الحرية (أ.ف.ب)
TT

بعد النجاح الكبير لتجربة «في ليب» أو دراجات الحرية، نزلت نهار أمس إلى العاصمة الفرنسية النماذج الأولى لـ«أوتو ليب» أو سيارات الحرية. والبادرة هي الأولى من نوعها في العالم، وتقف وراءها بلدية باريس، وتهدف إلى تخفيف الزحام وتلوث الجو من خلال تقليص أعداد السيارات الخاصة، كما أنها تشجع الباريسيين على استخدام وسيلة نقل اقتصادية نسبيا، ومشتركة.

أهم ميزتين لسيارات الحرية أنها «صامتة ونظيفة»، أي لا تصدر ضجيجا وتعمل بالكهرباء، من دون عوادم تطلق غازات سامة، وهي تقوم على مبدأ توفير مواقف كثيرة لها في مختلف أحياء المدينة، بحيث يمكن للمستخدم أن يستقلها من الموقف القريب من سكنه أو من أي موقف يشاء، مقابل اشتراك دوري محدد، وأن يتركها في الموقف القريب من مكان عمله أو الجهة التي يقصدها. وتشجع هذه التجربة السائقين على ترك سياراتهم الخاصة في بيوتهم، والاستعاضة عنها بوسيلة نقل توفر لمستخدمها فوائد السيارة الخاصة، لكنها تحرره من هموم البحث عن مكان لإيقافها ودفع نفقات صيانتها والتأمين عليها وتعبئتها بالوقود.

الوجبة الأولى من سيارات الحرية التي وضعت قيد التجربة لمدة شهرين، اعتبارا من ظهيرة أمس، تتألف من 66 سيارة من إنتاج مجموعة «بولوريه» الصناعية الفرنسية، وفي حال كانت التجربة مشجعة، وهو ما يتوقعه القائمون على المشروع، فإن 3 آلاف سيارة مماثلة ستنزل إلى الشوارع في الخامس من ديسمبر (كانون أول) المقبل، مع توفير 1100 محطة لها في كل مناطق العاصمة، ويراهن المسؤولون في مجموعة «بولوريه» على اجتذاب 80 ألف مشترك في سيارات الحرية، في المرحلة الأولى. وفي حال قام كل مشترك بما معدله مشواران في الأسبوع، فإن الحصيلة ستكون قطع 164 مليون كيلومترا، أي ما يعادل الاستغناء عن خدمات أكثر من 22 ألف سيارة تقليدية تعمل بالوقود وتزحم شوارع باريس.

وعلى الرغم من أجواء التفاؤل، فإن هناك مشكلات تقنية ما زالت تحتاج إلى حلول، منها ما يتعلق ببطاريات هذا النوع من السيارات التي لم تجرب على المستوى الواسع من قبل. هذا بالإضافة إلى تعقيدات إدارة المواقف وما قد يحصل من اختناق بعضها بأعداد من السيارات تفوق سعتها، ثم إن أحد لا يضمن التجاوب الكامل للباريسيين مع المشروع الجديد.