واشنطن: نهاية العولقي.. لا نهاية إسلاميي العنف

خبراء: كانت له مقدرة فريدة على الوصول إلى الغربيين

TT

قال خبراء وسياسيون أميركيون أمس إن قتل أنور العولقي، الأميركي - اليمني، أول من أمس، بطائرة «درون» (طائرة من دون طيار)، في عملية نسقتها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) والفرقة السرية الخاصة في القوات الأميركية، قضت على إسلامي عنيف كبير، لكنها لن تقضي على القادة الإسلاميين العنيفين، وأيضا، لن تقضي على عداء كثير من الإسلاميين للسياسة الأميركية في العالم الإسلامي.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» على لسان واحد من هؤلاء الأميركيين، طلب عدم ذكر اسمه أو وظيفته، إن قادة «القاعدة في جزيرة العرب» الذين «يكرهون الولايات المتحدة كراهية عميقة سيواصلون استغلال أي فرصة لإيذاء الغرب».

وقال عضو الكونغرس آدم شنيف (ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا) وعضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب: «القضاء على أي شخص واحد لا يكون له تأثير في تغيير اللعبة. ولن تتغير هذه اللعبة بسبب ذلك. ولكن، ما حدث كان ضربة كبيرة ضد تنظيم القاعدة»، وأضاف: «كانت للعولقي مقدرة فريدة تقريبا على الوصول إلى الغربيين. كان جيدا مع التكنولوجيا، وكان دعائيا جيدا، وفهم الثقافة الغربية. وكان يقدر على جذب الناس الذين يحملون جوازات سفر أميركية». وقال كريستوفر بوسيك، خبير في شؤون اليمن في مركز «كارنيغي» للسلام الدولي في واشنطن: «تحولت (القاعدة في جزيرة العرب) من نشاطات محلية، خاصة داخل اليمن، إلى نشاطات عالمية مثل محاولة إرسال طرود ملغومة من اليمن إلى الولايات المتحدة، بسبب العولقي. قبله، لم تكن للمنظمة نشاطات إرهابية عالمية، ولا كانت حتى تركز على الغرب».

وقال بروس هوفمان، خبير الإرهاب بجامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة، إن العولقي نجح في «طعن عين الولايات المتحدة بأصبعه.. كان مواطنا أميركيا، وكان يفهم مخاوف وقلق الأميركيين، وكان يقدر على التلاعب بها»، لكن، شكك هوفمان في أن الولايات المتحدة ستصبح أقل استهدافا من الإسلاميين العنيفين بعد قتل العولقي. وأشار هوفمان إلى أن عددا من أعضاء «القاعدة» كانوا معتقلين في سجن غوانتانامو، وأنهم، لهذا، «أعداء لدودون، وعندهم رغبة قاتلة في الانتقام من الطريقة التي عاملهم بها الأميركيون»، وقال: «بالنسبة لقادة في (القاعدة)، عداء الولايات المتحدة أمر شخصي جدا».

وقال بروس ريدل، محلل سابق في «سي آي إيه»، الشيء نفسه، بأن «القاعدة» سوف تظل تركز على أهداف أميركية بهدف الانتقام، ليس فقط لسجناء غوانتانامو، ولكن أيضا لقتل أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم «القاعدة»، والآن العولقي. وأضاف بروس: «لست متأكدا كم سيستمر اهتمام (القاعدة) بمجلة أنيقة في الإنترنت (يقصد مجلة إنسباير، المهمة، التي يصدرها تنظيم القاعدة).