واشنطن تحذر مواطنيها من أعمال انتقامية لمقتل العولقي

الخارجية الأميركية: كان مدافعا مهما عن العنف باللغة الإنجليزية

TT

حذرت الولايات المتحدة رعاياها في جميع أنحاء العالم أول من أمس، من «احتمال حدوث عمليات انتقامية» بعد مقتل اثنين من قياديي تنظيم القاعدة في غارة جوية في اليمن. وجاء تحذير الخارجية الأميركية بعد يوم واحد من مقتل اليمني الأميركي المتطرف أنور العولقي، الذي قال الرئيس باراك أوباما إنه مسؤول العمليات الخارجية في تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية. وقتل في الغارة نفسها الباكستاني الأميركي سمير خان، الذي كان محرر المجلة التي تصدر باللغة الإنجليزية «اينسباير».

وقالت الخارجية الأميركية إن «مقتل العولقي الذي كان مدافعا مهما عن العنف باللغة الإنجليزية، يمكن أن يدفع أشخاصا أو مجموعات إلى التحرك في أي مكان في العالم للانتقام لمقتله». وأضافت أن «العولقي وأعضاء آخرين في (القاعدة) دعوا في الماضي إلى شن هجمات ضد الولايات المتحدة والمواطنين الأميركيين والمصالح الأميركية».

وذكرت وزارة الدفاع اليمنية أن العولقي قتل الجمعة في غارة جوية في محافظة مأرب التي ينشط فيها تنظيم القاعدة. وقال رجل جرح في الهجوم إن سبعة أشخاص قتلوا في هذه الغارة.

وأورد التحذير، الذي يسري العمل به حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أن «مقتل العولقي قد يوفر، على المنظور القريب، حافزا لشن هجمات معادية للولايات المتحدة، في أنحاء العالم، من أفراد أو جماعات تسعى للانتقام جراء هذا العمل». وأعلن قائد شرطة نيويورك ريموند كيلي الجمعة أن قوات الأمن في المدينة وضعت في حال استنفار للأسباب نفسها، موضحا أن أنصار العولقي قد يحاولون الثأر له.

وقال كيلي في بيان «نعلم أنه كان للعولقي أنصار في الولايات المتحدة، بما في ذلك في نيويورك. لهذا السبب نظل يقظين حيال إمكان أن يقوم أحد بالثأر لمقتله». وأشار إلى أن الإمام المرتبط بـ«القاعدة» كان «يجند إرهابيين في الولايات المتحدة بشكل فاعل جدا».

وأصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أيضا تحذيرا من احتمال وقوع هجمات لأنصار العولقي الذي كانت الولايات المتحدة تطارده ورأى أوباما أن قتله يشكل «ضربة كبيرة» للإرهابيين. وتشتبه واشنطن خصوصا في أن الإمام اليمني المتطرف كان على صلة بالنيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي نفذ محاولة اعتداء في 25 ديسمبر (كانون الأول) 2009 على متن طائرة أميركية. والعولقي معروف أيضا بأنه كان يتراسل مع الكومندان الأميركي نضال حسن، المتهم بإطلاق النار على قاعدة فورت هود في تكساس في نوفمبر 2009 موقعا 13 قتيلا.

وقالت كيتي رايت، الناطقة باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن «المذكرة تهدف إلى تعزيز القانون للإبقاء على درجة عالية من اليقظة».

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن قتل العولقي تم بموافقة من وزارة العدل الأميركية وردت في وثيقة سرية. وقالت شبكة «سي إن إن» و«واشنطن بوست» إن العولقي قتل في غارة لطائرة من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) الأميركية، في معلومات لم ينفها مسؤولون أميركيون ردا على أسئلة لوكالة الصحافة الفرنسية.

ورفض البيت الأبيض كشف تفاصيل العملية التي جرت في سرية تامة كما يحدث عادة في عمليات مكافحة الإرهاب. إلا أن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى أكد لـ«واشنطن بوست» أن الـ«سي آي إيه» ما كانت لتقتل مواطنا أميركيا من دون موافقة خطية من وزارة العدل.

ويرى خبراء أن مقتل الإمام المتطرف يشكل ضربة موجعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي كان بمثابة زعيمه الروحي، لكن من دون أن يكون لذلك تأثير بعيد المدى على قدرة التنظيم على التحرك وعلى ضرب أهداف في اليمن.