اعتقال المئات من «متظاهري وول ستريت» في أميركا

احتجاجات الأزمة المالية تنتقل إلى الطرف الآخر من الأطلسي

ضابط شرطة ينحني للحديث مع متظاهر بعد توقيف المئات في جسر بروكلين بنيويورك مساء أول من أمس (رويترز)
TT

اعتقلت الشرطة في نيويورك مئات الأشخاص إثر تظاهرهم مساء أول من أمس في نيويورك، وذلك بحجة عرقلتهم حركة السير على جسر بروكلين الذي اضطرت السلطات إلى إغلاقه. ونظمت مظاهرات مماثلة في عدد من المدن الأميركية الأخرى، في إطار ما سمي بانتقال حمى المتظاهرين على تبعات الأزمة الاقتصادية، من أوروبا إلى الطرف الآخر من الأطلسي.

واحتل الناشطون الغاضبون على وول ستريت والشركات الكبرى الشرهة حديقة صغيرة في جنوب مانهاتن قبل أسبوعين للاحتجاج على أزمة الديون وتأثير الشركات الكبرى على السياسة، لكنهم نقلوا مظاهرتهم أول من أمس إلى جسر بروكلين. وقال ناطق باسم شرطة نيويورك مساء أول من أمس إن متظاهرين «أوقفوا لساعتين حركة السير على الجسر باتجاه بروكلين»، مضيفا أن «نحو 700 شخص أوقفوا معظمهم بسبب سلوكهم الفوضوي». وقد أفرج عن بعضهم بعد ساعات بينما تقرر إبقاء آخرين يوما واحدا في السجن، على حد قوله.

واتهم عدد من المتظاهرين الشرطة بأنها خططت مسبقا للقيام بحملة اعتقالات واسعة، وأنها لم تنذر المتظاهرين بعدم عبور الجسر. غير أن ول براون، كبير المتحدثين باسم إدارة شرطة نيويورك، قال إن «تحذيرات متعددة أعطيت من الشرطة للمتظاهرين بعدم عرقلة مرور السيارات، وبأن يمشوا على رصيف المشاة، وبأنهم سيعتقلون إذا لم يفعلوا ذلك».

وقالت إيرين لاركينز، وهي طالبة في جامعة كولومبيا بنيويورك، إنها اشتركت في المظاهرة لأن ديون الرسوم الجامعية تراكمت عليها. وأضافت أنها غاضبة لأن أثرياء وشركات «وول ستريت» خرجوا من الأزمة الاقتصادية وكأن شيئا لم يحدث، لأن الحكومة الأميركية «دعمتهم». وتابعت: «لا أعتقد أننا نطلب الكثير. نريد فقط أن نستيقظ كل صباح من دون أن نكون قلقين بشأن دفع إيجار أو دفع قيمة الوجبة القادمة».

وجرت مظاهرة مماثلة في بوسطن (ولاية ماساتشوستس) أمام مكاتب مصرف «بنك أوف أميركا» حيث أوقف 24 شخصا. كما نظمت مظاهرات تضامنية أخرى في لوس أنجليس، وشيكاغو، وسان فرانسيسكو. ويرى مراقبون في واشنطن أن مطالب المتظاهرين ليست محددة، كما أنهم غير منظمين كثيرا. فبعضهم ينتقد السياسيين، والبعض الآخر ينتقد المسؤولين عن البنوك والشركات العملاقة. كما أن أعدادهم ليست كبيرة، مقارنة بالمظاهرات التي شهدتها بلدان أوروبية مثل اليونان أو بريطانيا، خلال الصيف.

وكانت مظاهرة أول من أمس بدأت في منطقة ليبرتي بلازا في حي المال حيث يعتصم منذ أسبوعين ناشطون في حركة «لنحتل وول ستريت». وقالت الحركة التي استوحت تحركاتها من «الربيع العربي» إن «خمسين محتجا على الأقل» اعتقلوا. وأضافت أن التجمع الذي نظمته في مانهاتن هو «مبادرة رمزية تهدف إلى التعبير عن استيائنا من الأجواء السياسية والاقتصادية الحالية». وتابعت الحركة في موقعها على الإنترنت: «نحن من كل الأعراق والأجناس والمعتقدات. نحن الأغلبية. نحن نشكل 99 في المائة ولا نريد أن نبقى صامتين». وأضاف المتظاهرون إلى لائحة مطالبهم الطويلة وغير الواضحة حتى الآن، الحد من وحشية الشرطة بعدما قام شرطي برش أربعة متظاهرين بالفلفل.

وقال أعضاء في «الحق في المدينة» الائتلاف الذي يضم المجموعات المنظمة للمظاهرة، إن ثلاثة آلاف شخص شاركوا في المظاهرة، بينما لم تذكر الشرطة أي تقديرات لعدد المتظاهرين. وأوضحوا أن المظاهرة تهدف إلى التعبير عن الاستياء من طمع الشركات الكبرى ووقف إغلاق المصارف.

ويقول المتظاهرون الذين احتلوا ساحة في وسط وول ستريت بنيويورك، منذ أكثر من أسبوع، إنهم مندوبون عن «نقابات وطلبة ومعلمين وعائلات وعاطلين عن العمل». وكان نحو ألفي شخص في نيويورك تظاهروا احتجاجا على تداعيات الأزمة الاقتصادية. وهذه المظاهرة الصاخبة، ولكن السلمية، كانت الأكبر التي تشهدها نيويورك منذ أن احتل محتجون قبل بضعة أيام الساحة. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «جميع المصرفيين نازيون» و«الإنسان قبل الدولار» و«شرطة نيويورك تحمي أصحاب المليارات ووول ستريت»، وهتفوا «لقد باعونا»، في حين تولت أعداد كبيرة من الشرطة مواكبة المسيرة. وفي 24 سبتمبر (أيلول) الماضي، اعتقلت قوات الأمن نحو ثمانين متظاهرا خيموا لمدة أسبوع جنوب مانهاتن.