فصل جندي ألماني من الجيش بسبب ميوله الإسلامية

قال إن حكم الشريعة أفضل نظام قانوني في العالم

TT

يرفض الجندي الألماني ساشا ب. (28 عاما) تقصير لحيته، التي يبلغ طولها 14 سم، ويرفض تدريب الجنود الآخرين على السلاح خشية أن يوجهوا بنادقهم إلى المسلمين في أفغانستان، ويصرح بأن الشريعة هي أفضل نظام قانوني في العالم. ولذلك فقد قرر الجيش الألماني فصله من الخدمة قبل 16 يوما فقط من إنهائه خدمة الاحتياط وتحوله إلى جندي محترف. ووقفت محكمة مندن الإدارية (غرب) إلى جانب قرار الفصل الصادر عن الجيش في قرارها بالضد من الطعن الذي توجه به الشاب ساشا ب. وقال القاضي هارتفيغ فايس إن الجنود الذين لا يدافعون بلا تردد عن نظام الحريات الديمقراطية لا مكان لهم في الجيش الألماني. وأضاف القاضي أن الجيش لا خيار آخر له أمام جندي تخلى بشكل حاسم عن النظام الديمقراطي الحر وأعلن انحيازه إلى الشريعة الإسلامية. واستشهد القاضي فايس بالمادة 25، الفقرة 4، من القانون العسكري الذي يتيح فصل الجندي من الخدمة العسكرية إذا فشل خلال 4 سنوات في تنفيذ الواجبات والالتزامات المطلوبة منه. وقال القاضي إن هذه الفقرة تنطبق تماما على الجندي المفصول الواقف أمامه.

ساشا ب. الذي ينحدر من مدينة لينشتادت، قدم طلب الانتماء للجيش عام 2006، وأدى الخدمة العسكرية كمتطوع تحت التجربة في معسكر أوغوستدورف، وتم فرزه للخدمة في كتيبة الدبابات 21. تحول إلى الإسلام في وقت ما من هذه الفترة ورفض منذ ذلك الوقت حلاقة لحيته. كان يصلي باتجاه القبلة أثناء فترات الاستراحة ويصرح أمام الجنود بأن النظام الأفضل قانونيا هو الشريعة الإسلامية وأن النظام الديمقراطي الحر ليس أكثر من «خيار ثان».

وجهت له في البداية عقوبة مالية قدرها 250 يورو لأنه رفض تقصير لحيته، ثم وجهت له عقوبة السجن عدة أيام لرفضه تدريب جندي آخر على السلاح مبررا ذلك بخشيته من أن يخدم الجندي المذكور في أفغانستان وأن يوجه بندقيته إلى صدور المسلمين. ورصدت المخابرات العسكرية نشاطه على الإنترنت وعلاقته ببعض الصفحات الإلكترونية المحسوبة على الإسلاميين المتشددين. وفي التحقيق مع من قبل المخابرات كرر موقفه القائل بأن الشريعة الإسلامية هي النظام الأفضل وأن الديمقراطية الحرة ليست أكثر من خيار ثان. وقال في الاستجواب إن الخدمة في الجيش الألماني «مقرفة».

رفض ساشا ب. التهم الموجه إليه ورفع دعوى مضادة ضد قرار الفصل الذي صدر في مارس (آذار) 2010. وادعى الجندي أنه لا يمتلك أي صلات بمنظمات إسلامية، لكن والده شهد ضده حينما قال أمام القاضي إن ابنه طلب 1800 منشور إسلامي من الداعية الإسلامي المعروف بيير فوغل. ومعروف أن فوغل اعتنق الإسلام في مطلع العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وتصنفه دائرة حماية الدستور (الأمن الألماني) ضمن الأشخاص الخطرين الذين تشملهم بالرقابة الدائمة. وسبق للمحاكم الألمانية أن حظرت نشاط منظمة «الدعوة إلى الجنة» المتشددة التي يعتبر فوغل من أحد مؤسسيها.

القاضي هارتفيغ فايس كرر أكثر من مرة في المحكمة أن ساشا ب. ينحدر من منطقة زاورلاند دون إشارة محددة. ومن الواضح أنه يشير أيضا إلى المنطقة التي احتلت عناوين الصحف لعدة سنوات بسبب علاقتها بـ«خلية زاورلاند» الإرهابية التي خططت لتنفيذ العمليات ضد الأهداف الأميركية والإسرائيلية في ألمانيا. تم اعتقال أعضاء «خلية زاورلاند»، وهم التركي آدم يلماز (29 عاما)، والألمانيان فرتز غوليفيتز (29 عاما) ودانييل شنايدر (22 عاما)، في سبتمبر (أيلول) 2007 بتهمة تشكيل منظمة إرهابية، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في ألمانيا وكسب المتطوعين للحرب ضد قوات التحالف في أفغانستان والعراق. وثبت أن الخلية كانت تستهدف القاعدة الأميركية في رامشتاين (جنوب) والقنصليتين الأوزبكية والأميركية ببرلين. وتم العثور في حوزة المتهمين على كميات من بروكسايد الهيدروجين كافية لصنع قنابل أشد انفجارا من تلك التي أودت بحياة 191 مسافرا في العاصمة الإسبانية عام 2004 والأخرى التي استهدفت لندن وراح ضحيتها 52 شخصا عام 2005. وأصدرت المحكمة على الأعضاء الثلاثة في خريف 2009 أحكاما بالسجن تراوحت بين 11 و12 سنة. ويملك ساشا ب. الحق الآن باستئناف الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا.