تأييد المجلس الوطني، والاستياء من روسيا والصين، كانا محور اللافتات التي رفعها المتظاهرون في سوريا يوم أمس والشعارات التي رددتها حناجرهم، حيث حمل يوم أمس اسم «المجلس الوطني يمثلني» ليكون تعبيرا عن تفويض الثورة في سوريا للمجلس الوطني بقيادة العملية السياسية. وهتف المتظاهرون في غالبية المدن والمناطق «الشعب يريد المجلس الوطني» و«الشعب يؤيد مجلس اسطنبول» و«رفعوا لافتات «تبارك المجلس الوطني».
وفي مشهد لافت، أطلق المتظاهرون في بلدة طيبة الإمام، في محافظة حماه، طيور الحمام، تعبيرا عن سلمية ثورتهم، وهتفوا «سلمية سلمية ثورتنا سلمية»، وذلك إيفاء بتعهد الثوار بالحفاظ على سلمية الثورة في حال توحدت المعارضة، تحت عنوان عريض يمثله المجلس الوطني. وكان المعارض برهان غليون قد قال في تصريح لإحدى القنوات التلفزيونية العربية، إن المعارضة في الخارج وصلتهم رسالة من شباب الثورة تقول لهم إن لم تتوحدوا وتشكلوا مجلس وطني سنتوجه إلى حمل السلاح.
ورأى متابعون أن عودة ارتفاع الأصوات المنادية بالسلمية في المظاهرات، تؤكد على التزام الثوار في سوريا بسلمية ثورتهم، رغم صعوبة ذلك في ظل سياسات دولية مراوغة ونظام استبدادي لا يرحم. وبينما أدان المتظاهرون بسخرية مرة موقف الجامعة العربية، قاموا بإحراق صور زعيمي روسيا والصين مع صور الرئيس السوري بشار الأسد، وأعلام الصين وروسيا في أغلب المظاهرات.
ورفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى مقاطعة البضائع الصينية والروسية. وكتب المتظاهرون في بلدة كرناز في محافظة حماه «هذه نتائج الفيتو الروسي الصيني قتل المعتقل حسين علي الحمشو».
وفي خان شسيخون في محافظ إدلب كتبوا «الفيتو الروسي + نظام الأسد = دم السوريين». وحملوا لافتة كتب عليها «ندعو جميع الأحرار لمقاطعة بضائع تجار الدم السوري.. الصين وروسيا». وفي حي العسالي في دمشق، وجه المتظاهرون رسالة لروسيا «سلاحكم يقتلنا وكذلك سياستكم».
وفي قرية الجيزة في محافظة درعا اعتبر المتظاهرون أن «فاقد الشيء لا يعطيه وروسيا والصين بلا كرامة وبلا ضمير» فيما باركت كفر نبل للمجلس الوطني ودعته «المجلس الوطني لا تخذلني» معتبرة أن «داء الأمة العربية هو الجامعة العربية» في تعبير عن الإدانة لموقفها الضعيف حيال ما يجري في سوريا.
وفي ذكرى حرب تشرين، حمل المتظاهرون لافتة كتبوا عليها «في 6 تشرين باع حافظ الجولان.. نطالب بحظر جوي وحماية دولية للمدنيين».
وفي غمز من قناة الجامعة العربية، كتبوا على لافتة «نتساءل هل ما زال مجلس جامعة الدول العربية منعقدا!!!!؟» وأخرى توجهوا بها بالنصح للأجهزة الأمنية «ننصح الأجهزة الأمنية بالتعاون مع الدراما السورية لإخراج أفضل لأفلام المسلحين» وهم يهتفون «لا نكل ولا نمل حتى يسقط النظام» و«يا بشار ارجع رجوع بدنا نحكي على المكشوف.. ما منحبك ما منحبك ارحل عنا أنت وحزبك.. الشعب يريد إعدام الرئيس».
أما في مدينة تدمر وسط البادية السورية، فكان الهتاف الأغرب والمعبر عن الاستياء والغضب من سياسات الرئيس الأسد القمعية «ابن البندوق.. ما عاد يذوق». والبندوق شتيمة لدى السوريين تعني المجهول الأب الذي لم يعد يرتدع. بينما استمر أهالي حمص في تأليف أغان ثورية تستفيد من أغان قديمة تعدمن المحفوظات الشعبية مثل أغاني «سكابا يا دموع العين سكابا على شهداء سوريا وشبابها» التي ألهبت مشاعر السوريين أغنية الأطفال الشهيرة «الف ب بوباي قلم رصاص ومحايه أنا بسبّوه لبشار وانتو ردوا ورايي»، وهم يحملون لافتة تطالب المعارضة السورية والمستقلين «بالمشاركة في المجلس الوطني لتتوحد جهودنا من أجل إسقاط النظام.. يد الله مع الجماعة». ويوم أمس كانت العبارة الأكثر شيوعا لافتات «المجلس الوطني يمثلني».