اليمن: عشرات الجرحى في قصف واشتباكات بعدة محافظات

مظاهرات حاشدة في صنعاء تطالب برحيل صالح ومحاكمته.. وأنصاره يتجمعون في ميدان السبعين

آلاف اليمنيين يتظاهرون بعد صلاة الجمعة في صنعاء أمس ضد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح (أ.ف.ب)
TT

عاش اليمن، أمس، تطورات أمنية وسياسية متلاحقة في سياق الأزمة التي تعصف بالبلد منذ بضعة أشهر، المتمثلة في الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح، في وقت سقط فيه المزيد من الجرحى في قصف واشتباكات بأكثر من منطقة في البلاد التي شهدت مظاهرات حاشدة معارضة وأخرى مؤيدة للنظام.

وسقط عشرات الجرحى في اشتباكات وقصف مدفعي طال جنوب ساحة التغيير في صنعاء، إضافة إلى جرحى في قصف آخر استهدف منطقة أرحب بشمال صنعاء من قبل قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس، العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، كما سقط جرحى آخرون في مدينة تعز، التي تدور في اشتباكات متواصلة منذ عدة أيام بين القوات الموالية للرئيس صالح والمسلحين المؤيدين للثورة المطالبة بالإطاحة به.

وشهدت نحو 27 ساحة اعتصام في قرابة 17 محافظة يمنية، أمس، مظاهرات حاشدة استجابة لدعوة من شباب الثورة، وأطلق المتظاهرون تسمية «جمعة الرئيس إبراهيم الحمدي» على مظاهراتهم، وهو الرئيس الذي اغتيل عام 1977 مع شقيقه في ظروف غامضة، بعد أن حكم اليمن منذ عام 1973، وتعتبر تسمية المظاهرة الأسبوعية باسم الرئيس الحمدي لفتة من قبل المحتجين؛ حيث يحظى، على الرغم من رحيله قبل عدة عقود، بشعبية واسعة حتى في أوساط الأجيال التي لم تعاصر عهده.

وفي برقية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، بعث الشقيق الأصغر للرئيس الحمدي، السفير عبد الرحمن الحمدي، إلى شباب الثورة في اليمن، يشكرهم على التسمية وقال: «باسمي وباسم أسرة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وأخيه الشهيد عبد الله وعموم آل الحمدي نشكر لكم وفاءكم ووفاء شعبنا اليمني العظيم باختياركم الجمعة الأولى في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، التي تصادف الذكرى الـ34 لرحيلهما المحزن لتكون جمعة للرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ولكل الشهداء الذين سقطوا بالغدر والمكائد والطعن من الظهر، بارك الله فيكم وبارك ثورتكم، ورحمة الله تغشى كل الشهداء الأبطال الذين وهبوا حياتهم رخيصة في ثورة الحق ومثواهم الجنة».

واحتشد مئات الآلاف في صنعاء ومثلهم في تعز وعدد من المحافظات لرفع شعارات مناوئة للنظام وتطالب بسرعة «الحسم الثوري» وبتصعيد الاحتجاجات، وأيضا بمحاكمة الرئيس علي عبد الله صالح وأفراد عائلته وكبار مساعديه، على الرغم من أن المبادرة الخليجية، التي لم يوقعها حتى اللحظة، تمنحه حصانة من الملاحقة القضائية في حال تنحى عن الحكم.

واحتشد في ميدان السبعين أنصار الرئيس علي عبد الله صالح فيما أطلق عليه «جمعة العلماء ورثة الأنبياء»، في إشارة إلى تأييد أنصار صالح للعلماء الذين أطلقوا فتوى، الأسبوع الماضي، تحرم المظاهرات والخروج على الحاكم، غير أن المؤيدين للنظام يشاركون في المهرجان الأسبوعي ثم يغادرون الساحة، على العكس من المحتجين ضد النظام الذين يواصلون اعتصاماتهم منذ عدة أشهر، ودعا أنصار النظام اليمني أحزاب «اللقاء المشترك» المعارضة إلى ما سموه «الالتزام» بالبيان الذي أصدره العلماء الموالون للنظام والمشار إليه.

تأتي هذه التطورات الميدانية في ظل جمود في الحراك السياسي اليمني بعد أن فشلت مهام جمال بن عمر، مستشار ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، الذي باءت مساعيه بالفشل في إقناع الرئيس علي عبد الله صالح بالتوقيع على المبادرة الخليجية.

وتشير السلطات اليمنية إلى أنها شرعت على الأرض في رفع المظاهر المسلحة ورفع النقاط والاستحداثات العسكرية والأمنية، غير أن الأوضاع في صنعاء ما زالت على قدر عالٍ من التوتر، فما زالت المتاريس تغطي معظم شوارع وجسور المدينة، إضافة إلى انتشار المسلحين العسكريين والمدنيين التابعين لجميع الأطراف المتنازعة في اليمن، هذا بالإضافة إلى أن عددا من أحياء صنعاء باتت خالية من سكانها، وبالأخص المناطق التي تشهد مواجهات بين وقت وآخر، ومنها: حي الحصبة الذي يعتبر المعقل الرئيسي للشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد وعدد من أشقائه.