الفلسطينيون لا يستبشرون خيرا باجتماع الرباعية غدا

شتية لـ «الشرق الأوسط»: وصل الحد ببلير إلى مطالبتنا بعدم الذهاب إلى الأمم المتحدة

TT

لا يستبشر الفلسطينيون خيرا باجتماع اللجنة الرباعية الدولية المقرر غدا، وذلك بسبب الإصرار الإسرائيلي على مواصلة البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في القدس الشرقية المحتلة، ممثلا في القرار الذي اتخذ مطلع الأسبوع ببناء ألف و100 وحدة سكنية في جنوب القدس.

وأعلن الاتحاد الأوروبي، أمس، أن اللجنة الرباعية التي تضم إلى جانبه الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة، ستجتمع غدا في بروكسل، في محاولة جديدة لاستئناف عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية.

وحسب الناطق باسم الاتحاد الأوروبي، مايكل مان، فإن الهدف من هذا الاجتماع، الذي يأتي بعد نحو أسبوعين من الاجتماع الذي عقد في نيويورك، هو مواصلة تشجيع الطرفين على العودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة.

ويأتي هذا الاجتماع، حسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، وسط ضغوط دولية للتوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين مع نهاية 2011، سببها طلب العضوية الكاملة الذي تقدم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إلى مجلس الأمن في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي مهد لخطاب الرئيس أبو مازن في الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي في ستراسبورغ، أول من أمس، لـ«الشرق الأوسط»: «لا نتوقع أن يسفر هذا الاجتماع عن شيء يُذكر»، كما كان حال الاجتماع السابق في نيويورك الذي صدر عنه بيان وصفه محمد شتية، عضو اللجنة المركزية لفتح، ببيان فيه «الكثير من الغموض البناء».

وقال شتية لـ«الشرق الأوسط» إن هذا البيان يحتاج إلى الكثير من التفسير، ولكن «إذا كان العالم وإسرائيل يعنون بوقف الاستفزاز وقف الاستيطان، وإذا كانوا يعنون بالمرجعية العودة إلى حدود 1967 فإننا سنقبل به».

لكن كما أضاف شتية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عندما اتصلت به مستفسرة عن موقفه، إنه لن يوقف الاستيطان ولن يعود إلى حدود 1967.

وكان نتنياهو وأعضاء الحكومة الـ8 المصغرة، قد قرروا يوم الأحد الماضي دعم بيان الرباعية.

وقالوا في بيان إن «إسرائيل ترحب بدعوة الرباعية للمفاوضات المباشرة دون شروط مسبقة»، وأشار البيان إلى بعض الملاحظات الإسرائيلية على خطة الرباعية لاستئناف المفاوضات. ودعا البيان السلطة الفلسطينية لأن تحذو حذوها، والدخول في مفاوضات مباشرة دون تأخير.

لكن نتنياهو، وبينما عبر لفظيا عن قبوله المشروط لما جاء في بيان الرباعية، فإنه أكد رفضه المطلق له بالإعلان عن المصادقة على بناء ألف و100 وحدة سكنية في جبل أبو غنيم (مستوطنة هار حوماة جنوب القدس المحتلة) حسب شتية، الذي قال أيضا إن الرئيس أبو مازن بعث برسالة توضيحية للجنة الرباعية يشرح فيها الموقف الفلسطيني على ضوء المعطيات.

وجدد شتية الهجوم على مبعوث الرباعية، توني بلير، وقال: «أصبح هناك تضارب مصالح بين عمله مبعوثا للرباعية والصفقات التجارية التي يبرمها وكشفت عنها وسائل الإعلام البريطانية، وآخرها كان (برنامج ديسباتش) الذي بثته القناة الرابعة قبل بضعة أيام». وتابع القول: «يا رجل كان يطلب من القيادة الفلسطينية عدم الذهاب إلى الأمم المتحدة.. لقد خرج عن مسار عمله كمبعوث للرباعية».

وأما عزام الأحمد، فقال: «إن أوراق بلير أصبحت محروقة ومكشوفة». وأضاف أنه في عشرات المرات التي التقى فيها أبو مازن «لم يناقش في قضايا سياسية سوى مرة واحدة».