إسرائيل تغلق الضفة بمناسبة «الغفران».. وتطلب من فلسطينيي الداخل الهدوء

أوقفت العمل في المعابر والجسور والمطارات وحولت القدس لثكنة عسكرية

جندي إسرائيلي يحرس باب العمود المؤدي إلى البلدة القديمة في إطار الإجراءات الأمنية في يوم الغفران أمس (إ.ب.أ)
TT

أغلقت إسرائيل، أمس، الضفة الغربية بشكل كامل، ومنعت الفلسطينيين من التحرك خارج المدن الفلسطينية، سواء عبر المعابر إلى دول عربية، أو إلى إسرائيل، وذلك بمناسبة عيد الغفران اليهودي. وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمرا بفرض إغلاق شامل على الضفة الغربية ابتداء من صباح أمس، وحتى إشعار آخر.

وأغلب الظن أن يستمر الإغلاق حتى صباح غد، كما جرت عليه العادة في مرات سابقة. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي «سينتهي الإغلاق بعد إجراء تقييم للأوضاع من قبل قيادة الجيش».

ومع دخول يوم الغفران أمس، توقفت مظاهر الحياة في إسرائيل، فلا سيارات، ولا مواصلات عامة، ولا طيران ولا مطارات، ولا جسور، ولا برامج تلفزيونية أو إذاعية، ولا مدراس ولا بنوك ولا بورصة. ولا تتوقف الحياة في إسرائيل على هذا النحو الشامل بما في ذلك المجال الجوي سوى في يوم الغفران. وانعكس ذلك بشكل كبير على فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الضفة الغربية.

وقرر الجيش الإسرائيلي منع أي فلسطين من أهالي الضفة من دخول إسرائيل، بينما طلب من فلسطينيي الداخل الحفاظ على الهدوء. وقال ناطق باسم الجيش «سيسمح فقط لحالات خاصة من المرضى بالدخول إلى إسرائيل». ومنعت إسرائيل أيضا أمس المصلين من الوصول إلى الأقصى.

وأعلنت الشرطة، أنها فرضت قيودا على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، لأداء صلاة الجمعة، فبينما منعت تماما أهل الضفة من دخول المدينة المقدسة للصلاة، حتى الذين يحملون تصاريح خاصة، سمحت فقط لمن هم فوق سن 45 من حملة بطاقات الهوية الزرقاء (أهل القدس ومواطنيها العرب) من الوصول إلى الأقصى.

وكثفت الشرطة من وجودها في البلدة القديمة في القدس بشكل كبير، وقالت مصادر إسرائيلية إن كل تلك الإجراءات جاءت بعد تلقي معلومات عن «نية جهات معادية الإخلال بالنظام العام بعد الصلاة». غير أن السبب الحقيقي هو تقديم الحماية لآلاف المستوطنين المتوقع وصولهم اليوم إلى باحة حائط البراق لإقامة طقوس وشعائر تلمودية بمناسبة «الغفران».

وغصت شوارع القدس بالحواجز والمتاريس الحديدية، وأغلقت الشرطة شوارع محددة مثل شارع السلطان سليمان، بدءا من منطقة باب العمود مرورا ببابي الساهرة والأسباط ووصولا إلى منطقة باب المغاربة، كما أغلقت بلدات وقرى مثل سلوان، بينما راح الجنود يدققون في هويات جميع المارين في شوارع المدينة.

وفي إسرائيل، أجرت الشرطة الإسرائيلية اتصالات مكثفة مع قيادات عربية لحث الجماهير هناك على التزام الهدوء وعدم الاختلاط باليهود، خاصة في أعقاب إقدام عناصر اليمين على حرق مسجد النور في طوبا زنغرية، قبل نحو أسبوع.

وعززت الشرطة من وجودها في المدن المختلطة بالعرب واليهود، بدعوى عدم تكرار المواجهات التي حصلت في مدينة عكا في «يوم الغفران» قبل 3 سنوات، عندما هاجم يهود متطرفون سيارة كان يقودها عربي بحجة أنه انتهك قدسية «الغفران»، إذ يمتنع اليهود عن تحريك سياراتهم في هذا العيد، وهو ما قاد بعد ذلك إلى مواجهات دامية، أحرقت معها منازل عرب واعتقل كثيرون منهم.

من جهة ثانية، أكدت الإذاعة الإسرائيلية، أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، تمكن بالتعاون مع الشرطة من اعتقال فلسطينيين يوم الثلاثاء الماضي، من سكان بلدة حلحول القريبة من الخليل جنوب الضفة الغربية «متهمين» بإلقاء الحجارة على سيارة المستوطن أشير بالمير قبل نحو أسبوعين قرب مستوطنة «كريات أربع» مما أدى إلى انقلاب مركبته ومصرعه وطفله.

وأضافت الإذاعة، أن «الفلسطينيين اعترفا لدى التحقيق معهما بارتكاب عملية إلقاء الحجارة». وبحسب الإذاعة، فقد تم اعتقال ثلاثة فلسطينيين آخرين من سكان حلحول للاشتباه بهم بأنهم استولوا بعد وقوع الحادث على المسدس الذي كان بحوزة بالمير.

وكان مستوطن وابنه لقيا مصرعهما في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي إثر انقلاب المركبة التي كانا يستقلانها على مفرق الحاووز قرب بلدة حلحول شمال محافظة الخليل في الضفة، بينما تضاربت الأنباء في إسرائيل نفسها آنذاك حول كونه حادث سير عاديا أو نجم عن إلقاء حجارة.