9 أطنان من غاز الخردل عرضة للسرقة وأبناء الجفرة يناشدون الأمم المتحدة التدخل

رجلان فقط يحرسان الأسلحة الكيماوية في وسط ليبيا بعد انسحاب كتيبة «السد»

صورتان حصلت عليها «الشرق الأوسط» الاولى لمصنع تحضير الأسلحة الكيماوية الليبية في العراء.. والثانية لخزانات نقل المواد الكيماوية
TT

حصلت «الشرق الأوسط» على أول صور لمقر مخزن ومصنع الأسلحة الكيماوية في ليبيا، الواقع في منطقة الجفرة، على بعد أقل من مائتي كيلومتر إلى الجنوب من سرت. وقالت مصادر من منطقة الجفرة، التي توجد بها أسلحة كيماوية كانت تابعة لجيش العقيد الليبي معمر القذافي، إن كتيبة السد التابعة للثوار، التي كانت تحمي منطقة مصنع ومخزن الأسلحة الكيماوية، انسحبت من المنطقة تاركة ما فيها من أسلحة فتاكة عرضة للسرقة.

وأضافت المصادر أن كتيبة السد عادت إلى مصراتة في الشمال، وأن عدد الحراس على مكان الأسلحة الكيماوية، الذي به نحو 9 أطنان من غاز الخردل وعشرات البراميل الملوثة بالمواد الكيماوية، عبارة عن رجلين مسلحين ببندقيتين من نوع كلاشنيكوف، وسيارة «مازدا» (صالون) غير مخصصة للمناطق الصحراوية.

وناشد حمزة الشيباني، المسؤول في اللجنة الإعلامية لثورة 17 فبراير بمدينة ودان، التابعة لمنطقة الجفرة، قائلا في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس: «نطالب الأمم المتحدة والمجلس الانتقالي بحماية وتأمين المنطقة، لأنها تمثل خطورة كبيرة»، مشيرا إلى أن الرائحة الكريهة أصبحت تلف منطقة المخازن الكيماوية «بسبب وجود تسرب بسيط داخلها، نخشى من أن يتحول إلى تسرب كبير»، مشيرا إلى أن «كتيبة السد» لم تكن تسمح لأي شخص بالاقتراب من المخازن الكيماوية من دون وضع «كمامة»، خشية تعرضه للأذى من الرائحة.

وأوضحت مصادر أخرى أنه منذ انسحاب كتيبة السد من الموقع، لم يعد بالمنطقة غير «كتيبة لواء الجفرة». وهذه الكتيبة الأخيرة أسسها علي زيدان، وهو مسؤول في المجلس الانتقالي الحاكم، وانضم لها مجموعة من شباب المنطقة يصل عددهم لنحو 300 شخص، لكن لم تتوفر للكتيبة التجهيزات والإمكانيات، وفي الوقت الحالي تتخذ من مطار كان تابعا للجيش الليبي قاعدة لها، وتبعد عن منطقة مخازن الأسلحة الكيماوية نحو 17 كيلومترا.

وأضافت المصادر أن المخازن الموجود بها الأسلحة الكيماوية وغاز الخردل تقع في منطقة مكشوفة في العراء، داخل وادي «الرواضة»، وغير مؤمنة.. «أي شخص يمكنه الدخول إلى هذه الأسلحة والحصول على ما يريده منها»، وأن «أي شخص يقول إنه من الثوار يحصل على تصريح لدخول المنطقة بمفرده والحصول على ما يريد من أسلحة دون رقابة، ودون أن يتم قيد ما قام بأخذه من أي نوع من الأسلحة في السجلات.. بما في ذلك الأسلحة الكيماوية».

وقالت المصادر إن «كتيبة لواء الجفرة» هي التي كانت قد استقدمت خبراء من الأمم المتحدة بعد سيطرة الثوار على المنطقة، مشيرة إلى أن الخبراء هم من اكتشفوا وجود تسرب في الأسلحة الكيماوية، وقرروا إرسال فريق كامل مستقبلا، إلا أن هذا الفريق لم يصل حتى الآن.

ووفقا للمصادر، لا تمثل البوابة الوحيدة الموجودة في مدخل مخزن الأسلحة الكيماوية أي حاجز لمن يريد الوصول إلى مقر تلك الأسلحة، إذ يمكن الوصول إليها من أي جهة أخرى، من الوادي الذي توجد فيه واسمه وادي «الرواضة».

والحاجز الوحيد الموجود في الطريق الذي يؤدي إلى مخزن الأسلحة الكيماوية عبارة عن ساتر ترابي أقامه خبراء الأمم المتحدة الثلاثة أخيرا، لكن الشيباني قال إنه يسهل اجتياز هذا الساتر من جانب أي عابر سبيل، كما يمكن الوصول إلى مقر الأسلحة من الجانب الخلفي من الوادي دون أي عائق. ومكتوب على لافتة هناك «ممنوع الاقتراب.. غاز خردل ومواد كيماوية».

وقالت المصادر: «هنا توجد كارثة لأنه لا توجد أي أسلاك شائكة أو أسوار لحماية هذه المواد الخطرة التي يمكن أن تصل لأي أطراف.. يمكن لأي شخص أن يدخل ويعبث في المواد الكيماوية وأن يأخذ ما يريده».

وأضاف الشيباني: على الرغم من ذلك فإن الحماية غير موجودة بالكامل، ونحن نطالب الأمم المتحدة والمجلس الانتقالي بحماية وتأمين المنطقة، لأنها تمثل خطورة كبيرة. ويوجد قرب مصنع الأسلحة الكيماوية خزانات ذات شكل خرطومي مدببة من الأعلى تشبه الأقماع، إضافة إلى خزانات كانت تستخدم في نقل المواد الكيماوية.

ومثلما هو الحال مع مخازن الأسلحة الكيماوية، فإن جميع الأبواب الخاصة بمخازن الأسلحة التقليدية الأخرى؛ من صواريخ وقذائف مفتوحة، وعلى أبوابها أقفال غير موصدة، وتوجد مخاوف من أبناء المنطقة من أن يؤدي أي تفجير في مخازن الأسلحة التقليدية إلى تأثر مخازن الأسلحة الكيماوية ومصنع الأسلحة الكيماوية المجاور لها. وقالت المصادر: «توجد بالفعل شظايا صواريخ ومدافع هاون قرب مخازن الأسلحة الكيماوية، وهي من مخلفات القصف الذي كان يشنه حلف الناتو على المنطقة».