أنصار القذافي يستجوبون المسافرين في جنوب ليبيا ومخاوف من حركات ارتدادية ضد الثورة

متحدث باسم ثوار سبها لـ «الشرق الأوسط» : 30 سيارة مسلحة من «الطوارق» اعترضت ليبيين قرب مدينة القطرون جنوبا

TT

تسود مخاوف بين الثوار الليبيين في الجنوب من قيام أنصار القذافي من أعضاء كتائبه المهزومة وقبائل الطوارق، بالقيام بحركة ارتدادية على الثورة في المدن والقرى الحدودية الجنوبية، خاصة بعد أن فرت فلول موالية للقذافي إلى داخل الأراضي النيجيرية والتشادية والجزائرية عبر الحدود الجنوبية بين ليبيا وتلك الدول، مع وجود اعتقاد من قيادات الحكومة الليبية بهروب القذافي نفسه إلى تلك المنطقة الصحراوية.

وقالت مصادر أمنية تابعة للثوار إن جماعات من قبائل الطوارق الموالية للعقيد الليبي قامت خلال اليومين الماضيين بتوقيف مسافرين بين حدود كل من ليبيا والنيجر (من طريق الجزائر) وليبيا وتشاد وسألتهم عما إذا كانوا من الموالين للقذافي أم للثوار، وإن هؤلاء المسافرين اضطروا للإعلان عن موالاتهم للقذافي لكي يتمكنوا من النجاة من الانتقام.

وينتشر ألوف من قبيلة الطوارق وأعضاء من كتيبة المغاوير التابعة للقذافي، في المثلث الجنوبي الغربي، لكن هذه هي المرة الأولى التي تفيد فيها المصادر بانتشار جماعات موالية للقذافي بسيارات حديثة وأسلحة إلى داخل الصحراء التشادية - الليبية من الجنوب، في وقت وصفت فيه مصادر الثوار الوضع الأمني والعسكري في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في الجنوب بالوضع الهش، بسبب انتماء الغالبية العظمى من الثوار إلى مناطق الشمال.

وقال عمر الشريف المتحدث باسم ثوار 17 فبراير (شباط) في منطقة فزان التي تضم سبها والعديد من المدن والقرى والواحات الصغيرة في جنوب وجنوب غربي ليبيا، إن قوات المجلس الانتقالي الذي يدير ليبيا حاليا، تسيطر بشكل كامل على منطقة سبها والحدود الجنوبية مع تشاد والنيجر والجنوبية الغربية مع الجزائر، وأضاف الشريف ردا على أسئلة «الشرق الأوسط» عبر الإنترنت: «نعم، هذه المناطق تحت سيطرة الثوار بالكامل، لكن توجد بعض الجيوب التي يمكن أن نقول عليها براكين خامدة».

وأضاف الشريف قائلا «إن سبها كانت مع نظام القذافي حتى يوم 20 من الشهر الماضي، وهو يوم دخول الثوار من الخارج للمدينة.. لكن المشكلة تكمن في اختفاء أنصار القذافي من المدينة بأسلحتهم.. عدد كبير منهم اختفى، وحين دخل الثوار لم يجدوا أحدا منهم في مناطق وجودهم في سبها، خاصة بردي».

وعن نوعية هؤلاء الموالين للقذافي الذين اختفوا بأسلحتهم من داخل سبها، قال الشريف «هؤلاء نطلق عليهم العائدين من تشاد، أي ليبيون هاجروا في السابق إلى تشاد، ثم عادوا بعد ذلك إلى ليبيا، إلى مدينة سبها، وكان القذافي يمدهم بالأسلحة والأموال لدعمه»، وتابع قائلا «إن الثوار لا يعرفون أين اختفى هؤلاء.. أغلبهم فروا.. إلى أين؟ لا نعلم. وهذه في حد ذاتها مشكلة، فعندما دخل الثوار إلى سبها لم يجدوا (المغاوير) أو أي من هؤلاء المرتزقة ولم يجدوا أسلحتهم.. هذه مشكلة.. وأتوقع وجود الكثير منهم في الصحراء الجنوبية».

وعن الواقعة التي أبلغت بها مصادر في سبها «الشرق الأوسط» عن توقيف عناصر من «الطوارق» لليبيين كانوا في طريقهم إلى أقاربهم في تشاد، أوضح الشريف قائلا إن هذه الواقعة صحيحة، وإنها حدثت أول من أمس حين كان اثنان من الليبيين من مدينة القطرون وينتميان إلى قبيلة التبو التي ينتشر أفرادها على جانبي الحدود الليبية - التشادية، في طريقهما إلى تشاد، وتابع موضحا: «كان الرجلان يستقلان سيارتيهما حين استوقفتهما مجموعة تتكون من ثلاثين سيارة مسلحة تابعة لكتيبة المغاوير المناصرة للقذافي»، مشيرا إلى أن عملية التوقيف جرت في الجانب التشادي القريب من القطرون، وأن الرجلين اضطرا للقول إنهما من أتباع القذافي حتى يفلتا من الانتقام.

وقال الشريف إن مثل هذه الواقعة تثبت أن «الطوارق» الموالين للقذافي ما زالوا هم المسيطرين على الحدود الجنوبية الليبية مع النيجر وتشاد، «وهم يتجولون بسياراتهم في تلك الصحراء».

وحول ما ذكره رئيس الوزراء الليبي محمود جبريل، وبعض المصادر الأخرى، عن أن القذافي غالبا موجود في جنوب ليبيا، ويعتقد أنه يدخل ويخرج من النيجر، قال الشريف: «لا أعتقد ذلك لأن الدخول للنيجر عبر الصحراء الجنوبية الليبية صعب، ويتطلب الدخول أولا من ممر غات على الحدود مع الجزائر، وهذا الممر وصل إليه الثوار، وهو تحت أعينهم.. أما الطريق الآخر فهو عبر منطقة القطرون القريبة من الحدود الليبية مع تشاد والنيجر، وأغلبية سكانها من قبيلة التبو الموالية للثوار».