ناشطون سوريون يدعون الأكراد إلى الانتفاض ضد النظام.. ويتوعدون بالانتقام

غضب يعم صفحات المعارضة السورية على الإنترنت على خلفية قتل المعارض مشعل تمو

TT

لم يختلف الغضب العارم الذي عم مدينة القامشلي، أول من أمس، بعد شيوع نبأ اغتيال المعارض الكردي البارز مشعل تمو، عن الغضب الذي عبرت عنه صفحات المعارضة السورية على شبكة الإنترنت وسخط الناشطين الشديد متوعدين بالرد والثأر بقوة في جميع المدن السورية، العربية منها والكردية.

وعكست التعليقات وردود الفعل على مقتل تمو الاحترام الذي حظي به من أطياف الشعب السوري كافة، باعتباره واحدا من أبرز الناشطين والمثقفين الأكراد في سوريا. وبدا لافتا مقتل تمو بعد يوم على ترويج أنباء عن مقتل كبير مشايخ عشيرة البكارة في دير الزور الشيخ نواف البشير، مما اعتبره ناشطون مقدمة لنهج جديد ينوي النظام اتباعه من أجل تصفية القيادات المعارضة في الداخل.

وكتبت صفحة «الثورة السورية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «كم مشعلا ستقتلون كي توقف الثورة باعتقادكم؟! خسئتم! فكلنا مشاعل للحرية والكرامة! كل ما كانوا يفعلونه يا مشعل منذ أربعين عاما، هو أن يقتلوا من يخالفهم في الرأي.. ولم يتعلموا بعد أن قتل المفكر لا يقتل فكره، وقتل المبدع لا يقتل إبداعه.. وسيرحلون، قريبا، دون أن يتعلموا..».

وكان الناشطون سارعوا، مساء أول من أمس، إلى الدعوة للتظاهر أمس، تحت عنوان «سبت الشهيد: مشعل تمو - دماؤك يا شهيد نار على النظام ونور للثورة»، متوعدين بأن اغتيال تمو «سيفتح أبواب جهنم على العصابة ويعجل في دق المسامير الأخيرة في نعشها».

وفي إطار التعليقات على مقتل تمو، كتب أحد الناشطين: «ستكون كاسمك مشعلا في ظلمات الحكم الأسدي البائد، ويجب على جميع الأكراد في مناطق سوريا الانتفاضة بقوة في دمشق وحلب والجزيرة»، معتبرا أن «هذا النظام لم يعد يستحي ولم يكن يعرف الحياء، وهو يقتل المعارضين له حتى يخيف الشعب»، ودعا إلى أن «يكون اغتيال مشعل الضربة التي تقضي على هذا النظام النجس».

وقال ناشط آخر يطلق على نفسه اسم «حلبي ثائر»: «ليحمنا الله من فتنة في القامشلي، فالنظام الخسيس يلعب على فتنة بين العرب والأكراد، وإن شاء الله نكون حكيمين وندرك ألاعيب النظام». واعتبر ناشط آخر أن مقتل تمو «خسارة كبيرة ليس فقط للشعب الكردي بل السوري كله»، واصفا إياه بأنه «شخصية شعبية مناضلة سعى دائما للدفاع عن الفقراء والمظلومين الكرد والعرب»، وتوعد ناشط باسم «رزكار سوري»، أن «يدفع جبناء آل الأسد ثمن دموع القامشلي غاليا», وكانت تصفية المعارض والمفكر السوري جاءت بعد تعرضه لمحاولة اغتيال سابقة قبل شهر واحد، وبعد يومين على تحذيره في مقابلة تلفزيونية من محاولات لاغتياله على يد الأمن السوري.

ولم يكن الناشط الكردي بعيدا عن النظام الذي حاربه وسعى للتضييق عليه، فبعد تأسيسه مع مجموعة كردية في مايو (أيار) 2005 تيار المستقبل الكردي في سوريا، وعلى خلفية نشاطه المعارض وآرائه الحرة على الساحة الكردية خصوصا والسورية عموما، قضى تمو ثلاث سنوات في السجن بالتهمة عينها التي يتم سجن كل المثقفين والمعارضين السوريين على أساسها، وهي «النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة».

وبينما أقدم النظام السوري على الإفراج عن تمو في الثامن من يونيو (حزيران) الماضي، ظنا منه أنه بخطوته هذه سيخفف من حدة الاحتقان على الساحة الكردية، خرج تمو من السجن ليطالب مباشرة بإسقاط النظام، مكرسا انضمامه إلى صفوف المتظاهرين بعد أن بث زخما إضافيا فيهم.