متشددون يقتحمون جامعة في تونس ويعتدون على موظف رفض تسجيل طالبة منتقبة

عميد الكلية: لا يمكن التعامل مع طلبة لا نعرف ملامحهم

TT

أعلن مصدر رسمي أن نحو 200 شخص من «المتشددين الدينيين» اقتحموا أمس حرم كلية الآداب والعلوم السياسية بمدينة سوسة (120 كلم جنوب العاصمة تونس) واعتدوا بالعنف «الشديد» على الكاتب العام للكلية بعد رفضه تسجيل طالبة منتقبة.

وذكرت الإذاعة الرسمية التونسية أن «المتشددين» الذين اقتحموا حرم الكلية رافعين لافتات تطالب بحق الطالبة في ارتداء النقاب داخل الجامعة «اعتدوا بالعنف الشديد» على محمد الناجي مدير الكاتب العام للكلية. وقال منصف عبد الجليل عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة في تصريح صحافي: «لا يمكن التعامل مع طلبة لا نعرف ملامحهم (...) الأساتذة جميعا في الكلية يرفضون التعامل مع نكرات» مؤكدا ضرورة «خلع النقاب داخل الفضاء الجامعي». ونددت وزارة التعليم العالي التونسية في بيان صحافي أصدرته أمس باقتحام الكلية والاعتداء على أحد موظفيها. وقالت إن «هذا الانتهاك لحرم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة هو الثاني الذي شهدته هذه الكلية خلال نفس الأسبوع على خلفية عدم قبول تسجيل طالبة منتقبة رفضت الكشف عن وجهها للتعرف على هويتها».

وذكرت الكلية أن «التراتيب الجاري بها العمل تحتم ضرورة التثبت من هوية الطلبة قبل الدخول للمؤسسة الجامعية وهو ما يقتضيه كذلك وجوب التواصل بين الأستاذ والطالب خلال حصص الدروس». حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأعلنت وسائل إعلام محلية أن ملتحين اقتحموا الأربعاء الماضي نفس الكلية وهددوا بـ«ذبح» أستاذ جامعي بعد أن طلب التأكد من هوية الطالبة المنتقبة. وألغت تونس (بعد الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي) «المنشور 108» الذي حظر على التونسيات ارتداء «الزي الطائفي» (الحجاب) داخل المؤسسات التابعة للدولة مثل المدارس والجامعات والمستشفيات والإدارات العمومية. وكان الحبيب بورقيبة (أول رئيس لتونس المستقلة) أصدر سنة 1981 هذا المنشور الذي واصل خلفه في الحكم تطبيقه بصرامة.

وأعلن وزير التربية التونسي طيب البكوش في أبريل (نيسان) الماضي أن للطالبات الحرية في ارتداء الحجاب داخل المدارس لكنه أبدى «رفضه المطلق للنقاب على الطريقة الأفغانية» وقال إنه «لا مجال للسماح به في المدارس».

وعبر مفتي تونس الشيخ عثمان بطيخ عن نفس الموقف إذ أعلن في تصريح للتلفزيون الرسمي التونسي أن النقاب ليس من الإسلام في شيء وأنه «لباس طائفي».