مظاهرات واشنطن.. حركها الاقتصاد ووسعتها ذكرى الحرب

شعارات «احتلوا وول ستريت» تحولت إلى «أوقفوا الماكينة»

TT

بينما انتقلت المظاهرات المنددة بسياسة وول ستريت من نيويورك إلى عدة مدن وولايات أخرى خلال الأيام الماضية، لوحظ أن المظاهرات في العاصمة واشنطن باتت تسير بنفسين اثنين: اقتصادي وسياسي. فقد تحولت المظاهرة الاقتصادية التي تمركزت في ميدان الحرية بواشنطن، على شارع بنسلفانيا، في نصف المسافة بين البيت الأبيض ومبنى الكونغرس، إلى أخرى سياسية في ميدان لافاييت، أمام البيت الأبيض، وذلك بمناسبة مرور 10 سنوات على بداية حرب أفغانستان.

وكان متوقعا أن يرتفع، أمس، عدد المتظاهرين في العاصمة الأميركية تضامنا مع مظاهرات سياسية واقتصادية كانت قد بدأت في وول ستريت (شارع المال) في نيويورك. وحمل المتظاهرون ضد حرب أفغانستان لافتات يقول بعضها: «طائرات بلا طيار تحلق، وأطفال يموتون، وحرب يجب أن توقف». كما حمل آخرون نماذج لبعض الطائرات من دون طيار، وأيضا لافتات تطالب حلف شمال الأطلسي بالانسحاب الفوري من أفغانستان.

وأمس، رفع بعض المتظاهرين شعارا يقول: «ستوب ذي ماشين» (أوقفوا الماكينة)، في إشارة إلى شبكة البنوك الأميركية العملاقة التي يحملها المتظاهرون مسؤولية المشاكل الاقتصادية الحالية، التي كانت قد بدأت قبل 3 سنوات عندما أفلست بنوك كبيرة في وول ستريت، وسارعت الحكومة الأميركية وأنقذتها بقرابة تريليون دولار. ويقول المتظاهرون إن دافع الضرائب الأميركي يجب ألا يتحمل مسؤولية ما يعتبرونه طمعا من تجار المال.

وبينما كان متظاهرو «أوقفوا الماكينة» يتجمعون في ميدان الحرية منذ 3 أيام، كان هناك متظاهرون يتجمعون في ميدان ماكفرسون، على مسافة قريبة من البيت الأبيض، وشعار هؤلاء هو «أوكيوباي دي سي» (احتلوا واشنطن). وينسق هؤلاء مع متظاهري «وول ستريت»، في شارع المال بنيويورك، والذين ظلوا يعسكرون هناك ليلا ونهارا منذ منتصف الشهر الماضي، وشعارهم هو: «احتلوا وول ستريت».

ولم يتضح ما إذا كانت مظاهرات أمس ستقود إلى تجمع كل المتظاهرين في ميدان ماكفرسون ليلا ونهارا. وكان متظاهرون يريدون أن يفعلوا ذلك في ميدان لافاييت، أمام البيت الأبيض، غير أن شرطة البيت الأبيض منعتهم. هذا بالإضافة إلى أن ميدان لافاييت قريب من شارع «كي» الذي يعتبر شارع شركات العلاقات العامة واللوبيات، التي يعمل عدد كبير منها لصالح البنوك والشركات العملاقة.