وثائق أميركية: سوريا وإيران أجرتا تحويلات مالية لكوريا الشمالية عبر مصرف في الأردن

تؤكد شكوك واشنطن في أن بيونغ يانغ تحايلت على العقوبات وباعت تكنولوجيا نووية لدمشق وصواريخ لإيران

TT

كشفت وثائق أميركية نشرت على موقع «ويكيليكس»، أن الولايات المتحدة حذرت في عام 2007 من أن كوريا الشمالية كانت تجري مداولات مالية مع سوريا وإيران عبر مصرف كبير مقره الأردن، وذلك بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال».

وذكرت الصحيفة أنه بحسب الوثيقة، فقد حذر مسؤولون أميركيون نظراءهم في الأردن من أن كوريا الشمالي تستعمل البنك العربي في الأردن، لتتلقى أموالا من سوريا وإيران، في تحايل على العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، وأضافت، نقلا عن الوثيقة، أن التحويلات المالية «حصلت عبر البنك العربي، واحد من أقدم البنوك في الشرق الأوسط وأكثرها احتراما».

وقال البنك للصحيفة إنه لا يعتقد أنه كان يملك أي أرصدة تابعة لكوريا الشمالية. وقال تعليقا على الوثيقة: «بعد مراجعة حسابات عملائنا وسجلات المعاملات، البنك العربي لا يعتقد أنه قام بأعمال مع كوريا الشمالية أو بنك تانشون». وأضاف: «وبالإضافة إلى ذلك، البنك العربي لم يجد أي سجلات تشير إلى أن مسؤولين حكوميين أمنوا معلومات للبنك حول جهود مشبوهة من قبل كوريا الشمالية لإجراء تحويلات مالية عبر شبكته». وأشارت «وول ستريت جورنال»، إلى أن الوثائق الأميركية، تشير إلى أن البنك العربي قد يكون أجرى المعاملات عن غير قصد.

وتعتقد واشنطن أن سوريا اشترت من كوريا الشمالية التقنية النووية، من ضمنها المفاعل النووي في دير الزور الذي قصفته إسرائيل في عام 2007. وتعتقد واشنطن أيضا أن إيران حصلت على صواريخ بعيدة المدى من كوريا الشمالية.

وجاء في الوثيقة الأميركية التي كتبت في أغسطس (آب) 2007، من السفارة الأميركية في عمان، أن الولايات المتحدة قلقة من أن كوريا الشمالية ساعدت أحد مقرضيها، «بنك تانشون التجاري»، الذي وصفته على أنه «عامل التمويل الأول لبرنامج الأسلحة الخاصة بكوريا الشمالية»، لكي تجري مداولات مالية من سوريا وإيران عبر البنك العربي.

ويعطي هذا التحذير فكرة عن الجهود الأميركية لوقف كوريا الشمالية من بيع التكنولوجيا النووية لأعداء الولايات المتحدة. وقال مسؤولون أميركيون مؤخرا إن كوريا الشمالية لا تزال تعمل بجهد لتأسيس شبكة شركات يمكنها أن تبيع الأسلحة عبرها، في تحايل على العقوبات المفروضة عليها. وذكرت «وول ستريت جورنال»، أن حكومات سوريا وإيران وكوريا الشمالية، لم ترد على طلبات الحصول على تعليق، وأن ناطقا باسم السفارة الأردنية في واشنطن رفض التعليق.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، قالوا إن هكذا تحذيرات، كالتي وردت في الوثيقة، ليست غير اعتيادية، ولا تدل على أنهم ينظرون إلى البنك العربي على أنه يدعو للقلق.