الآزوري يتعادل مع منتخب صربيا ويحرمه من وصافة المجموعة الثالثة

دفاع إيطاليا حقق رقما قياسيا جديدا. وبيرلو وماركيزيو يواصلان تألقهما

TT

تعادل المنتخب الإيطالي 1/1 أمام نظيره الصربي في المباراة التي جمعت بينهما أول من أمس (الجمعة) على ملعب الأخير ضمن مباريات المجموعة الثالثة للتصفيات المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2012. تمكن الضيوف في البداية من تسجيل هدف مبكر جاء في الدقيقة الأولى من عمر اللقاء عن طريق لاعب الوسط كلاوديو ماركيزيو إثر تمريرة حاسمة أهداها إليه جوسيبي روسي غير أن أصحاب الأرض والجمهور نجحوا في إدراك هدف التعادل في الدقيقة 26 من الشوط ذاته عن طريق ايفانوفيتش (غير أن اللعبة كان فيها تسلل واضح). وبهذه النتيجة ارتفع رصيد الآزوري، الذي كان قد ضمن بالفعل التأهل منذ الجولة الفائتة تأهله إلى أمم أوروبا 2012، إلى 23 نقطة متصدرا جدول ترتيب مجموعته بينما ارتفع رصيد منتخب صربيا إلى 15 نقطة ولكنه تراجع إلى المركز الثالث بعد أن تمكنت أستونيا بالأمس أيضا من الفوز على أيرلندا الشمالية 2/ 1. يذكر أن المنتخب الإيطالي استطاع خلال المباراة أن يحقق رقما قياسيا جديدا حيث نجح في الحفاظ على شباكه نظيفة حتى الدقيقة 26 من اللقاء مما جعل رصيد دفاع فريق تشيزاري برانديللي في المباريات الرسمية يصل إلى 715 دقيقة دون استقبال أية أهداف متجاوزا آخر رقم قياسي للآزوري بهذا الصدد والذي كان يخص المدرب تشيزاري مالديني (708 دقيقة دون استقبال أهداف عام 1997). وإذا لم يفجر منتخب أيرلندا الشمالية أية مفاجآت في مباراته المقبلة أمام إيطاليا يوم بعد غد الثلاثاء سيكون الآزوري بذلك قد أنهى مرحلة التأهل لأمم أوروبا دون التعرض لأية خسارة.

كنت أرغب في الهدف الثاني: راسخة هي أفكار تشيزاري برانديللي وكذلك صلب أيضا منتخب إيطاليا الذي تحدث عنه مدربه قبل المباراة قائلا: «إنه فريق يعرف كيف يتعامل مع الضغوط ولا يظهر أي غرور». ثم عقب انتهاء اللقاء أضاف مدرب الآزوري: «لقد طلبت من اللاعبين تقديم تجربة قوية، لقد دخلنا إلى الملعب بالأداء والشخصية الصحيحة». ثم أردف تشيزاري قائلا: «لا، لم تكن مباراة سهلة أو على ملعب سهل، ولكننا حاولنا، على أية حال، السيطرة على اللقاء وأجبرنا منتخب صربيا على لعب كرة قدم من المحتمل أنه لا يعرف عنها الكثير». ورغم ضمان التأهل لأمم أوروبا والتعادل على هذا الملعب الصعب فإن عدم الرضا في كرة القدم شيء جيد. فقد أخذ برانديللي على لاعبيه نقطتين: «في بعض الأحيان كانت هناك مبالغة في البحث عن اللعب مهما كانت التكاليف. وعندما يلعب الفريق بالشكل الذي كان عليه في أول 20 دقيقة يتعين علينا أن نكون أكثر واقعية وأن نبحث عن إحراز الهدف الثاني، نحن على العكس، أحيانا نكتفي فحسب بلعب الكرات الجميلة».

ماركيزيو، يا لها من لحظة. ولكن ما طلبه برانديللي من لاعبيه رآه بالفعل. وقد تحدث مدرب المنتخب الإيطالي عن خطوط فريقه فأوضح بشأن خط الوسط قائلا: «فضلا عن الجهد الذي تم بذله كان يتعين عليهم المحاولة أكثر من على الأجناب». وعن وجود جورجيو كيلليني في مركز الظهير الأيسر: «في هذا المكان ينبغي على كيلليني أن يتحسن بعض الشيء غير أن لديه القوة البدنية والتغلغل للقيام بذلك وقد قدم مباراة جيدة: أعتقد أنها فرضية مهمة». وحول أداء ماركيزيو صاحب الهدف صرح برانديللي: «إنه في أعلى لحظاته ليس البدنية فحسب ولكن العقلية أيضا». أما جوسيبي روسي: «احتفظ دائما بالكرة في الأوقات السليمة».

مرحلة أخرى: ولكن مدرب الآزوري يفضل النظر إلى الأمام حيث مباراة أيرلندا الشمالية يوم بعد غد الثلاثاء في ختام مباريات المجموعة الثالثة المؤهلة لأمم أوروبا 2012: «سنسعى لتحقيق الفوز أمام بيسكارا». وبشأن المباراتين الوديتين اللتين سيخوضهما الآزوري في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل تحدث تشيزاري قائلا: «أفكر في إحداث بعض التجديدات خلال هذين اللقاءين، ينبغي علينا الاستعداد دائما إلى اللعب بأكثر من طريقة ولا ننسى أن هذا الفريق لديه هوامش تحسن مهمة. وعليه يتعين علينا أن نكتسب من كل مباراة نلعبها ليس فحسب الخبرة ولكن المعرفة والإدراك أيضا».

الهدف الأول: لقد استطاع لاعب وسط يوفنتوس كلاوديو ماركيزيو، الذي قاد فريقه مؤخرا للفوز على الميلان بثنائية نظيفة في الدوري المحلي، أن يثير الفزع في استاد ماراكانا في بلغراد بعد مرور نحو 54 ثانية فحسب من عمر اللقاء غير أن اللاعب خرج من المباراة في الدقيقة 25 من الشوط الثاني إثر تعرضه للإصابة في كاحله. وقد صرح ماركيزيو عقب انتهاء المباراة بهذا الصدد قائلا: «أعاني من تمزق بسيط غير أن الكاحل ليس منتفخا. يشبهونني بتارديللي الجديد؟ أنا أفتخر بذلك، ولكن سأكون سعيدا أكثر لو تم الحديث في نهاية مسيرتي الكروية عن مولد ماركيزيو جديد. لقد كنت أتمنى تسجيل هدف أول وقد تحقق ذلك. أنا سعيد أيضا بالمباراة، فنحن لدينا الشخصية داخل الملعب وبرانديللي يطالبنا بلعب الكرة على الأرض كما يفعل انطونيو كونتي معنا في اليوفي. لقد كان تعادلا مهما استطعنا انتزاعه على ملعب صعب. لقد عانينا بعض الشيء غير أن الفريق لعب بشكل جيد للغاية دون أن يفقد الكرة مطلقا. ماذا أود أن أقوله؟ أنا بحالة بدنية جيدة وأحتل مع فريقي اليوفي قمة جدول الدوري الإيطالي والأمور تسير بشكل رائع معي في المنتخب، إنها لحظة من حياتي تستحق الوقوف عندها». وفي نهاية اللقاء أعرب جيجي بوفون، حارس مرمى اليوفي والآزوري، عن عدم ارتياحه لصحة الهدف الذي سجله ايفانوفيتش في مرمى منتخب إيطاليا وصرح قائلا: «لقد غضبت من هذا الهدف لأننا منذ فترة طويلة لم نكن نستقبل الأهداف ثم إن حكم المباراة كان قريبا من اللعبة وفي موقف جيد يساعده على رؤية التسلل. على أية حال نحن نفتخر بالرقم القياسي الجديد الذي سجلناه، أود أن أتقاسم هذا الشعور مع زملائي سيرجيو وفيفيانو وكل لاعبي خط الدفاع. لقد كانت تلك المباراة اختبارا نجحنا في اجتيازه لأننا لعبنا كرة قدم وأحكمنا قبضتنا على معظم المباراة وأظهرنا الشخصية داخل الملعب. خلال الـ109 لقاءات التي شاركت فيها مع الآزوري لم أشاهد مطلقا المنتخب الإيطالي يلعب بهذا الشكل. ولعل السبب في ذلك يعود بشكل أساسي إلى إسهامات برانديللي سواء كشخص أو كمدرب. المرشحون للفوز بأمم أوروبا هم نحن وإسبانيا وألمانيا وهولندا».

البطل: كان اندريا بيرلو، لاعب وسط اليوفي والمنتخب الإيطالي، هو أفضل لاعبي الآزوري خلال المباراة وقد صرح بيرلو عقب انتهاء اللقاء قائلا: «كنا نود تقديم مباراة كبيرة على ملعب صعب وأمام فريق كان يتعين عليه تحقيق الفوز مهما كانت التكاليف. لقد فرضنا طريقة لعبنا على اللقاء وهذا أمر جيد. ربما كان يتعين علينا إنهاء المباراة في الشوط الأول غير أن الأداء كان جيدا وهذه خطوة للأمام نحو أمم أوروبا».