الأغذية «تتعولم» في معرض «أنوغا» بكولون

الأرز يتسلل إلى الباستا.. و«الحلال» أصبح من الأقسام المهمة ويأتي في المرتبة الثانية

البورغر الجاهز للشي على جهاز التوستر
TT

احتلت إيطاليا موقع الضيف في المعرض الدولي للأغذية «أنوغا 2011»، الذي افتتح، أول من أمس، في مدينة كولون الألمانية. سجلت إيطاليا بالمناسبة أعلى رقم لعدد الشركات العارضة الذي بلغ 1057 شركة، وتفنن خبراء التغذية والمطاعم الإيطاليين في تقديم أفخر المعجنات والوجبات المجمدة والسريعة التي عرفت شعبية عالمية.

الجديد في عالم الباستا الإيطالية يدل على المعجنات المقبلة من حوض البحر الأبيض المتوسط، فسحت مجالا لتسلل الأرز الآسيوي إلى بنيتها التقليدية. ومن بين 1300 منتج جديد في عالم التغذية قدمت شركة «البا - غولد» الكثير من منتجات الباستا، الممتدة بين المعكرونة والسباغيتي والريغاتوني، المحسنة بالأرز. وهي تعبير عن «عولمة» الباستا، حسب تعبير ماتياس كلومب، المتحدث الصحافي باسم الشركة. وبعض المنتجات تحتوي على نسبة 70 في المائة من العجين المصنوع من طحين الذرة و30 في المائة من طحين الرز، بعضها يتكون من 100 في المائة من طحين الأرز الطبيعي.

وتؤكد الشركة للمتذوقين طعما جديدا لا يحتاج الإنسان أن يكون إيطاليا كي يميزه عن الباستا التقليدية.

وباستا الأرز ليست المنتج الجديد الواعد الوحيد في المعرض الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم. وشاركت هذه السنة 6596 شركة من 100 دولة، وكانت نسبة الشركات غير الألمانية المشاركة تشكل 87 في المائة من المجموع، وغطت المنتجات مساحة 284 ألف متر مربع. وكانت إسبانيا ثاني أكبر المشاركين في المعرض بفعل مشاركة 467 شركة غطت نتاجاتها مختلف فروع المعرض، علما بأن معرض «أنوغا» يعقد كل عامين في كولون، منذ عام 1924، بعد أن عرض مرة واحدة افتتاحية في شتوتغارت عام 1919.

وبالمناسبة، فإن المعرض، الذي يتضخم عاما بعد عام، تحول عمليا إلى 10 معارض متخصصة. وبعد أقسام الأكل والشرب والأغذية الطازجة والمجمدة والأغذية االطبيعية والأغذية الصحية وأغذية اللياقة، دخل هذا العام قسم «خدمات التغذية» وقسم المتخصصين بالأغذية (الغورميت).

وكان قسم الحلال قد استحدث قبل سنتين في معرض 2009، وأصبح اليوم من الأقسام المهمة ويأتي في المرتبة الثانية من قائمة الأقسام العشرة التي وزعتها إدارة المعرض.

وتعبر هذه الأقسام بالطبع عن أكثر النزعات سيادة في التغذية في بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين؛ فهناك نزوع نحو التغذية الطبيعية والأغذية الخالية من الكولسترول والتغذية النباتية والمشروبات القليلة السكر، والكثير من الوجبات المحتوية على الفيتامينات والأحماض الأمينية والمواد المعدنية.

على هذا الأساس، عرضت شركة «هاك بلوس» الألمانية، في مجال اللحوم، لحم بقر مفروما يحتوي على 30 في المائة أقل من الكولسترول، وتؤكد أنه من لحم البقر الذي تمت تغذيته طبيعيا دون مواد كيماوية. وأضافت الشركة للحم بروتينا نباتيا مفيدا يعوض عن الزيت أثناء القلي، فهو لحم جاهز للقلي دون دهن.

ومادة ستيفيا النباتية الشديد الحلاوة ليست سكرا، ولكنها مادة طبيعية تشبه السكر. وستيفيا مجازة في الولايات المتحدة، لكن الاتحاد الأوروبي لم يجزها بعد. شركة زيفيا الأميركية (قاعة 8) عرضت لأول مرة كولا محلاة بالستيفيا، إضافة إلى الصودا بالجنجر والبلاك شيري بالستيفيا. والأخيرة عشبة معمرة حساسة للصقيع تزرع في المناطق الحارة من أميركا الجنوبية. تتميز أوراقها بنسبة عالية من السكر (أحلى بعشرين إلى ثلاثين مرة من قصب السكر) ولكن مع مستويات منخفضة من السعرات. ويفترض أن استعمال سكر الستيفيا لتسوس الأسنان ومشكلات السكري نظرا لانخفاض سعراته، ولأنه سكر يغذي البنكرياس ولا يرفع مستويات السكر في الدم.

عصير جوز الهند الصافي، الطبيعي، أو المخلوط مع الفواكه الأخرى كان من نزعات المعرض هذا العام. وقدمت شركة «فاين براند» (القاعة 10) مشروب الكوكوفينا 100 في المائة، أو المخلوط مع الكيوي والتفاح. وشركة «سي دي آي» الاسكوتلندية قدمت «غو كوكو» المشابه أيضا مع الغاز أو من دونه.

التمرد في قسم الجبن جاء على يد شركة تحمل التمرد في اسمها، وهي شركة «كيزة ريبيلين»، التي قدمت الجبن الأصفر بطعم المانغو والخوخ وغيرهما في «القاعة 10». وطورت شركة «تيلمان» الألمانية شرائح التوست اللحمية التي عرضتها قبل فترة؛ بأن أدخلت إلى معرض 2011 شرائح النقانق بالجبنة القابلة للتحميص داخل التوست، والجديد أيضا ساندويتشات همبورغر جاهزة للتحميص على التوست.

قائمة المنتجات الجديدة التي وزعتها إدارة المعرض هذا العام لم تنقصها أسماء الشركات العربية، وهكذا جاء اسم مصنع «تمور العلواني»، المملكة العربية السعودية (القاعة 3)، بفضل ثلاثة منتجات جديدة لها بعضها داخل البسكت والآخر بالجوز والعسل. كما ورد من المملكة المغربية اسم زيت الزيتون «أرغان دور سارل»، الذي تم تصنيعه في كبسول داخل قناة من سعة «500 غرام». والزيت المحضر بهذه الطريقة مصنوع من أوراق أرغان طبيعية 100 في المائة ومكبوس باليد، دون لاكتوز ومواد حافظة، كما أن غلاف الكبسولة مصنوع من مواد طبيعية 100 في المائة أيضا. وورد اسم تونس كثالث أكبر منتج لزيت الزيتون الطبيعي في العالم بعد إسبانيا وإيطاليا.

شكلت إدارة المعرض لجنة من الخبراء والصحافيين لانتخاب أفضل المنتجات الجديدة في مجالات الأكل والشرب وتغذية النباتية والطبيعية، وفي تقنية صناعة الأغذية وفي مجالي الصحة الغذائية والتغذية البيئية. ووقع الخيار على 54 منتجا من مختلف بلدان العالم، سيكون للنوعية والطعم وتطابق المواصفات الدور الأكبر في القرار، وستعلن النتائج خلال أيام المعرض.

من المعروضات التي دخلت المسابقة شرائح لحم البقر الجاهزة التي يمكن شيها خلال دقيقتين أو ثلاث داخل جهاز التوست. والبرغر النباتي «نابولبورغر» المصنوع من ورق الصبار المخلوط مع البصل وطحين الذرة ومعجون الجزر. وهو بورغر خال من الجيلاتين واللاكتوز.

والنقانق داخل «بيجاما النوم» عبارة عن ورق عجين مصنوع باليد على شكل مسدس ومعه 6 نقانق منفصلة يمكن ادخالها داخل العجينة من 6 ثقوب، وتكون جاهزة بالفرن خلال 3 دقائق. والسندوتش السداسي بأكمله موضوع داخل غلاف من ورق الشي بالفرن ومصنوع من مواد بيئية.

ثم هناك زيت بذور التفاح الخالص، وشوربة المحار داخل نبيذ أبيض، وملح سائل أحمر اللون من الهاواي للحم والمشويات، الجبنة بالفطر، المحتوية على أحماض «أوميغا 3» الدهنية، وعصير الليمون الطبيعي من صقليا المحفوظ داخل قناني صنعت من مواد بيولوجية تتحلل من نفسها بعد انتهاء الاستعمال بفترة.

وفي القاعة الأولى، اجتذبت كوريا الجنوبية عشاق شرب الشاي، لأنها طرحت شايا جديد في السوق، وهو الشاي المصنوع من ورق البامبو. وهي أشجار بامبو زرعت طبيعيا في منطقة داميانغ المشهورة بهذه النبتة. والشاي المستخلص بهذه الطريقة تم جنيه من وريقاتها بعد 5 أسابيع فقط من نمو البامبو، وتم حصده باليد وبطريقة إنسانية لا يستغل بها الأطفال والفقراء.

ويقول الكوريون إن عصير البامبو صحي جدا، كما أنه يوقف تقدم سن البشرة والأظافر والشعر.

الجديد أيضا في عالم الجيلاتي هو التخلي عن الحليب في صناعته، والاعتماد على عناصر نباتية 100% في ذلك. و«بيض الجيلاتي السحري» من شركة «بارش» يستخدم حليب الأرز بدلا من الحليب في صناعة جيلاتي خال من الجيلاتين واللاكتوز ونباتي طبيعي 100 في المائة. وتقول الشركة إنها تضمن طعما لذيذا لا يختلف عن الجيلاتي المحضر بالحليب.

السوشي الياباني تخلى عن حشواته، مثل السمك النيئ والأرز، ليحل محلها أنواع جديدة من الفواكه، مثل الكيوي والخوخ والعرموط، أو المارزيبان المحشو بالجوز واللوز. ومن شركة «ويشي» سندوتش جاهز يحتوي على الأرز واللحم. وعلى صعيد الأجهزة، قدمت شركة «بورهلر» الألمانية جهازا للبيت والسوق اسمه «أفكار وصفات». والجهاز يعطي بكبسة زر أنواعا عالمية من وصفات الطعام مع قائمة كاملة بالمشتريات اللازمة وطريقة الطبخ.

على صعيد الأزمة الاقتصادية، ومشكلات التغذية التي ارتبطت بتفشي بعض الأمراض مثل الالتهاب المعوي الدموي (ايهيك) قبل أشهر، توقع قطاع التغذية عدم ارتفاع الأسعار، على الرغم من الكساد الظاهر، واضطرار الشركات إلى التخلص من الكثير من المحاصيل والمنتجات.

وقالت كريستينا هاكمان، المتحدثة الصحافية باسم المعرض، إن شركات إنتاج وصناعة الأغذية في ألمانيا تتخلص من 310 آلاف طن من الأغذية سنويا، كحد أقصى، في حين أن المواطنين الألمان يلقون في القمامة 6 - 7 ملايين طن من الأغذية سنويا كمعدل.